Skip to main content

بمناسبة يوم الأرض : منظمة آكشن إيد الدولية تدين الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والأراضي الزراعية في غزة

صورة لأحد الأراضي الزراعية  في  الضفة الغربية

 

الأراضي الفلسطينية المحتلة - تسلط منظمة أكشن إيد الضوء على الدمار الهائل للأراضي في غزة في يوم الأرض، الذي يتم إحيائه  في فلسطين يوم  30 آذار من كل عام بعد ما يقرب من ستة أشهر من القصف والتهجير المستمر للفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم. وقد أدت الغارات الجوية التي لا هوادة فيها تقريبًا منذ 7 تشرين الأول إلى تحويل جزء كبير من غزة إلى أنقاض. قد تم تدمير وإلحاق الضرر بما يزيد على 60% من المنازل، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في حين تقدر منظمة الصحة العالمية بتدمير ما يقارب  80% من البنية التحتية المدنية - بما في ذلك المستشفيات والمدارس.  لقد نزح أكثر من 80% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم وأراضيهم، ويعني الدمار أن مئات الآلاف من الأشخاص لن يكون لديهم منازل أو سبل عيش يعودون إليها. 

يتحدث فؤاد، وهو شاب متطوع في المجال الإنساني في غزة، عن منزله بعد تهجير عائلته الذي تم تدميره  بالكامل جراء القصف.  يقول فؤاد :" كان عمري أقل من سنة عندما انتقلنا للعيش في  هذا المنزل،  اليوم عمري 34 سنة. بيوتنا التي كانت مليئة بالحب والأمان، بيوتنا التي كانت تجمع العائلة لا يمكن تعويضها بسهولة. لقد عشت كل حياتي في هذا المنزل. أنا أحب كل زوايا البيت. أحب غرفتي والصالون التي اعتدنا أن نلتقي فيها أنا وإخوتي. في كثير من الأحيان، كنا نلتقي مع عماتي وأعمامتي وجدي وجدتي. عندما أرى صورة الدمار والطوب، أتذكر كلام أمي عن كيفية بناء هذا المنزل. عائلتي عائلة بسيطة، حيث قام والدي ووالدتي ببناء هذا المنزل طوبة طوبة بأيديهم دون ايدي عاملة. بيوتنا ليست مجرد طوب، إنها أحلام وذكريات جميلة، هي تجمعات عائلية. إنها فرحتنا، وحزننا، ومرضنا، ورفاهيتنا... لا نعرف سبب قصف المنزل وليس لدينا أي تفسير". 

 في الوقت نفسه، تم تدمير أكثر من ثلث الأراضي الزراعية في غزة،  وفقال لتحليل لصور الأقمار الصناعية، مما يعيق بشكل كبير إنتاج الغذاء في قطاع غزة، حيث يحذر الخبراء من أن المجاعة أصبحت الآن وشيكة. أما شمال قطاع غزة يعاني من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، حيث  أصبحت أكثر من نصف الأراضي الزراعية  والدفيئات الزراعية غير صالحة للاستخدام على الإطلاق،وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).  وردتنا شهادات يائسة عن أشخاص يبحثون عن العشب لطهي الطعام أو يلجأون إلى أكل الخيول أو طحن علف الحيوانات لاستخدامه  كبديل للدقيق بسبب عدم قدرتهم على زراعة الغذاء أو إطعام مواشيهم.  يحتاج الناس إلى المساعدات الغذائية من أجل البقاء، ومع ذلك، لم يتم إدخال عدد  كبير من شاحنات المساعدات حيث تم  السماح بدخول ما متوسطه 157 شاحنة  كل يوم خلال شهر آذار الى قطاع غزة وفقا للأونروا،  - أي أقل من ثلث من معدل دخول الشاحنات التي كانت تدخل غزة قبل 7 تشرين الأول وهو  500 شاحنة يوميا. إن القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الأسبوع بمنع الأونروا من إيصال المساعدات إلى شمال غزة، وهو القرار الذي تدينه منظمة أكشن إيد بشدة، الذي سيؤدي إلى دفع الناس نحو المزيد من المجاعة. 

حتى قبل 7 تشرين الأول، واجه الفلسطينيون في غزة قيودًا كبيرة على وصولهم إلى الأراضي الزراعية. وتعذر الوصول إلى ما يصل إلى 35% من الأراضي الزراعية في غزة بسبب القيود العسكرية الإسرائيلية، في حين لم يكن من الممكن الوصول إلى 85% من مياه الصيد جزئيًا أو كليًا، وفقًا للأمم المتحدة. 

الضفة الغربية تشهد تزايدا من عمليات مصادرة الأراضي بمعدل ينذر بالخطر. في الأسبوع الماضي فقط، أعلن وزير المالية الإسرائيلي أن 800 هكتار من الأراضي في الضفة الغربية المحتلة هي أراضي دولة. وخلص تقرير حديث صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن حجم المستوطنات القائمة في الضفة الغربية – والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي – قد توسع بشكل ملحوظ" منذ عام 2022، إلى جانب إنشاء مستوطنات جديدة.

شهد النزوح والعنف في الضفة الغربية ارتفاعًا حادًا منذ 7 تشرين الأول. وقد نزح أكثر من 1,600 فلسطيني بعد هدم منازلهم - في معظم الحالات خلال العمليات التي قامت بها القوات الإسرائيلية، وفقًا لآخر التحديثات الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. قد تم هدم أكثر من ثلث هذه المنازل بسبب افتقارها إلى تصاريح البناء التي تصدرها إسرائيل، والتي يصعب للغاية على الفلسطينيين الحصول عليها. سجل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 660 إعتداء من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية حتى منتصف آذار، منذ 7 تشرين الأول، وقُتل تسعة أشخاص على الأقل على يد المستوطنين، قد أدى عنف المستوطنين والقيود المفروضة على الوصول إلى نزوح 1,240 شخصًا آخر - بما في ذلك حوالي 600 طفل - من ما لا يقل عن 20 مجتمعًا رعويًا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. 
تطالب منظمة أكشن إيد حكومة إسرائيل بالالتزام الفوري بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 (2016) الذي يدعوها إلى "الوقف الفوري والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية" و"الاحترام الكامل لجميع التزاماتها القانونية في هذا المجال. نذكّرالدول بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. وفي أعقاب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع الماضي، يجب على الدول أن تفعل كل ما في وسعها للمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة باستخدام كل وسيلة دبلوماسية متاحة، مثل تعليق اتفاقيات التجارة والأسلحة مع إسرائيل وتنفيذ العقوبات. 

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين ، رهام جعفري: " عانى الفلسطينيون من مصادرة أراضيهم بشكل متكرر على مدى عقود، ، ولكن في الأشهر الستة الماضية تزايدت هذه المعاناة بشكل ملحوظ. تم إجبار مئات الأشخاص في الضفة الغربية على مغادرة منازلهم وحرمانهم من الوصول إلى أراضيهم ومنع العديد منهم الوصول  إلى أراضيهم الزراعية أو أماكن عملهم  وتعليمهم بسبب قيود الحركة المفروضة ، مما أثر بشدة على سبل عيشهم. لقد أصبحت الحياة غير قابلة للعيش على نحو متزايد، حيث يتم إنتهاك حقوق الإنسان الأساسية  للفلسطينيين يوميًا. يجب على الحكومة الإسرائيلية إحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وحمايته. كما تحولت مساحات شاسعة من الأراضي إلى أنقاض في  قطاع غزة، تم تهجير أكثر من 80% من السكان. ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار الآن. إنها الطريقة الوحيدة لوقف وفاة المزيد من الأشخاص وضمان وصول ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة لمنع المجاعة.

 نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org