Skip to main content

الحصول على لقاح فيروس كورونا حق إنساني لكل فرد

الحصول على لقاح فيروس كورونا حق انساني لكل فرد

 

 

هنالك فجوة فاضحة لإنعدام المساواة في الحصول على العلاج الضروري للحماية من فيروس كورونا،حيث تظهر هذه الفجوة بشكل واضح ناجمة عن توزيع 70% من لقاح فيروس كورونا في أغنى الدول. لكن لايوجد مكان تسود فيه إنعدام العدالة في الحصول على اللقاح أشد وضوحا من الأرض الفلسطينية المحتلة.

يعتبر برنامج إسرائيل في حملة التطعيم ضد فيروس كورونا الأكثر نجاحا في العالم، بعد عام من إعلان منظمة الصحة العالمية جائحة كورونا كوباء عالمي تحديدا في 11 آذار لعام 2020، حيث تم تطعيم 50% من السكان بما في ذلك الاسرائيلين في المستوطنات غير القانوينة في الضفة الغربية. إلا أن هذا التطعيم يستثني مايقارب 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الإحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ ما يزيد على 53 عام،  بما في ذلك العاملين في القطاع الصحي والفئات الأكثر تهميشا. 

بدأت إسرائيل تطعيم العمال الفلسطينين العاملين داخل إسرائيل والقدس ممن يحملون تصاريح عمل لإسرائيل ، على الرغم من أن هذا التطعيم يستفيد منه 120،000 عامل وإقتصاد إسرائيل،  إلا أنه يترك الملايين من الفلسطينين غير قادرين على الانتفاع من حملة التطعيم والذي يجب توفيره لهم بموجب القانون الدولي.  

في الوقت نفسه ، تشجع إسرائيل بشدة صغار السن والفئات الأقل عرضة للخطر للحصول على جرعات اللقاح مقابل الحصول على المشروبات مجانا والوصول إلى الحانات والنوادي الرياضية. إضافة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ، بنيامين نتنياهو يعرض منح الفائض من اللقاحات إلى جمهورية التشيك، و هندوراس وهنغاريا وغواتيمالا، بينما لا يزال ملايين الفلسطينين في الأرض الفلسطينية المحتلة بدون حماية  ضد فيروس كورونا.

تزداد عدد الإصابات بفيروس كورونا يوميا في فلسطين،  حيث بلغ عدد الإصابات 238,889 ، بينما بلغت عدد حالات الوفاة  2634 ، كما أصيب 8000 عامل في القطاع الصحي بهذا الفيروس. إن إستمرار الإحتلال العسكري لعقود من الزمن خلف نظام صحي متهالك وإقتصاد على حافة الهاوية مع تزايد الفقر والبطالة والديون الأسرية وإنعدام الامن الغذائي. إنه من الضروري حصول الفلسطينين على التطعيم لتطورنا واستقرارنا في المستقبل.

تحدثنا مع العاملين الصحيين الذين انهكهم التعب في مستشفى الهلال الأحمر في الخليل، والذين عبروا عن الضغوط الهائلة التي تواجههم . تقول طبيبة الأطفال بأن الوباء سبب لهم إرهاق جسديا، كما ألقى بظلاله على الصحة النفسية للطاقم الطبي.  

 

A picture containing person, indoor, wall

Description automatically generated

(ديما شاور طبيبة أطفال تعمل في مستشفى الهلال الأحمر في الخليل في جنوب الضفة الغربية)

"أنا لست خائفة من العدوى بالفيروس ، لكن أخشى دائما على  نقل العدوى إلى عائلتي وأطفالي، كما زاد الوباء من أعبائنا في العمل لأننا نقوم بتغطية مهام زملائنا الذين أصيبوا بفيروس كورونا ".

الحصول على اللقاح هو حق انساني لكل فرد حق الحصول عليه.  يجب على إسرائيل الإيفاء بإلتزاماتها القانونية والأخلاقية لضمان تطعيم الفلسطينين كجزء من برنامج تطعيمها، لتكون الدولة الأولى في العالم في مجال الإستجابة لهذا الوباء بشكل حقيقي. 

في رسالة مشتركة لوزارات الخارجية في المملكة المتحدة، وكندا ( أرسلتها المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في فلسطين بما في ذلك، الأوكسفام،وإنقاذ الطفل،ومنظمة أكشن إيد الدولية، ومؤسسة العون الطبي للفلسطينين والمجلس للاجئين) التي طالبت بضرورة حصول الفلسطينين على لقاح عادل ومتساو ضد فيروس كورونا. تم إرسال الرسالة الى حكومات وأعضاء برلمانات وحلفاء رئيسيين في إيطاليا، وهولندا وألمانيا وأستراليا ، وبلجيكا، وكندا والولايات المتحدة وبعض الجهات في الاتحاد الأوروبي وبعض البعثات الدبلوماسية  ووكالات الأمم المتحدة العاملة  في الأرض الفلسطينية المحتلة .

تتحمل إسرائيل كقوة محتلة مسؤولية ضمان حصول الفلسطينين في قطاع غزة والضفة الغربية على العلاج  واللقاح ضد فيروس كورونا . فالمادتين  55 و56 من إتفاقيات جنيف الرابعة تلزم إسرائيل بتوفير الرعاية الصحية للأرض المحتلة  إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية، واعتماد وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة.  إتفاقية أوسلو المؤقتة لعام 1995 لا تعفي إسرائيل من تلك الإلتزامات وفقا ما حدده خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. 

يجب على المجتمع الدولي ضمان ايفاء إسرائيل بمسؤولياتها بموجب إتفاقيات جنيف الرابعة.

وحاليا نعيش وضع يتم في تطعيم معظم الإسرائيلين ، بينما لا يتمتع جيرانهم الفلسطينين بذلك، ولاسيما أن إسرائيل أدخلت نظام الممرات الخضراء التي تمنح الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح مزيدا من الحرية من القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا. هذا يؤدي الى فرض مزيد من القيود على حرية الحركة الفلسطينين والامر الذي يعيق وصولهم الى العمل والرعاية والصحية ومصدر الرزق ويفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية.

هذا الوضع يعمل على إحداث إنقسام  بين العمال الفلسطينين الذين لهم الحق في الحصول على التطعيم وبين أؤلئك الذين لا يحق لهم ذلك. كعاملة في المجال الإنساني، نحتاج أحيانا الى تنظيم زيارة لبعض التجمعات الأكثر اتهميشا. نحن بحاجة لئن نعرف اننا لا نلحق بهم مزيدا من الضرر من خلال نقل العدوى لهم، في ظل الهدم والتهجير القسري الذي يتعرضون له. عدم الحصول على التطعيم سيلحق الضرر بقدرتنا على الاستجابة للأزمات الإنسانية.

يجب أن يحصل جميع الفلسطينين على تطعيم سريع عادل ومتساو.

هذا الوضع الحالي هو استمرار للتمييز وانتهاكات الحقوق التي تواجه مجتمعنا في الأرض الفلسطينية المحتلة في ظل الإحتلال. لكن يجب على إسرائيل التصرف بطريقة مختلفة هذه المرة لحاجتها الاقتصادية الملحة ووللإيفاء بإلتزامها الأخلاقي والقانوني.

لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنين، فالفشل في تأمين اللقاح للجميع بشكل مجاني ، سيطيل الوباء والمعاناة الإنسانية والإقتصادية المصاحبة له.

نبذة عن أكشن إيد- فلسطين

مؤسسة أكشن إيد- فلسطين هي جزء من فدرالية عالمية تعمل في ما يزيد على 45 دولة حول العالم  لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ووضع حد للفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org