Skip to main content

مؤسسة أكشن إيد - فلسطين تعبر عن قلقها إزاءالتشريد الجماعي في مسافر يطا

مسافر يطا

فلسطين - تحذر مؤسسة أكشن إيد-الدولية من تهجير الفلسطينين المتزايد مرة أخرى مع الذكرى 74 للنكبة التي تعود إلى إقتلاع 750،000 فلسطيني من أراضيهم وتهجيرهم في عام 1948.

سبق ذكرى النكبة لهذا العام صدور أكبر قرار للتهجير منذ عام 1967 من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية الذي يقضي بتهجير ما يزيد على 1200 فلسطيني من 8 قرى في مسافر يطا  في محافظة الخليل في جنوب الضفة الغربية. استمرت العائلات في مسافر يطا إستئناف هذا القرار في المحاكم الاسرائيلية لمدة 20 عاما لوقف تهجيرهم. وستتم مصادرة أراضيهم لصالح التدريبات العسكرية الإسرائيلية.

تزامنا مع القرار الخاص بمسافر يطا ، قامت الإدارة الإسرائيلية بالموافقة على بناء 4000 وحدة استيطانية.   

تقول ماجدة أكرم صبحة التي تسكن في الفخيت، إحدى قرى مسافر يطا: " نحن نعيش في هذا المكان لسنوات طويلة ، تم هدم منازلنا ثلاث مرات. لن نرحل من قريتنا -مسافر يطا- لأن مصدر رزقنا هنا مهما كانت ممارساتهم، سنبقى هنا. نناشد العالم أن ينظر في قضيتنا ".

تحدث المدير العام لمؤسسة أكشن إيد-فلسطين، إبراهيم بريغيث: " إن القرار الأخير يعني وجود المزيد من العائلات الفلسطينية التي  ستفقد بيوتها ومصادر رزقها بسبب القرارات الخارجة عن إرادتهم. الفلسطينيون يواجهون حلقة لا تنتهي من التهجير والعنف والإقتلاع من أواطانهم . يعيش الفلسطينيون في خوف من إجبارهم على ترك بيوتهم، كما يعيشون في حالة من عدم اليقين حول مستقبلهم.  هذا إنتهاك صارخ للحق الانساني للحرية".  

إن أراضي القرى في مسافر يطا هي أراضي تعود ملكيتها لتجمعات سكانية تعتمد على الزراعة، حيث تقطن هذه التجمعات في هذه المناطق لأجيال عديدة. تعاني هذه العائلات من هدم بيوتها وإزالة البنية التحتية الأساسية مثل شبكة الماء والمرافق الصحية والمدارس ، كما يتعرضون للتدريبات العسكرية وعنف المستوطنين الإسرائيلين.

يعتمد قرار ترحيل الفلسطينين من مسافر يطا على قرارجيش الإحتلال الإسرائيلي الصادر في عام 1980 بتصنيف هذه المنطقة على أنها " مناطق إطلاق نار." صنفت اسرائيل ما يقارب 30 % من منطقة "ج" في الضفة الغربية المحتلة على أنها  " مناطق إطلاق نار" حسب الامم المتحدة. هنالك على الاقل 38 تجمعا سكانيا فلسطينيا في هذه المناطق،  حيث سكنت هذه التجمعات هذه المناطق لعقود طويلة حتى قبل تصنيفها على أنها مناطق إطلاق نار وحتى قبل إحتلال إسرائيل للضفة الغربية.

تعيش التجمعات السكانية الفلسطينية في "مناطق إطلاق النار"  تحت التهديد المستمر لهدم بيوتها ومصادرة أراضيها الزراعية بسبب حرمانهم من الحصول على تصاريح البناء والتي من المستحيل الحصول عليها من السلطات الاسرائيلية . تؤكد مؤسسة أكشن إيد الدولية على أن هذه السياسة هي إنتهاك للقانون الدولي الذي يمنع إسرائيل كقوة محتلة من الترحيل القسري للسكان في المناطق المحتلة من تجمعاتهم التي يعيشون فيها.

إضافة إلى تهجير على ما يزيد على 1000 شخص وفقدان مصادر رزقهم في مسافر يطا ، فإن مؤسسة أكشن إيد تعبر عن قلقها إزاء الامن والصحة النفسية لهذه التجمعات التي يجري تهجيرها، فالتهجير يسبب تدهور الظروف المعيشية كما يؤدي الى زيادة مستويات الفقر والاعتماد على المساعدات الإنسانية. 

تزامن صدور قرار المحكمة في نفس الاسبوع الذي تم فيه قتل الصحفية الامريكية الفلسطينية ، شيرين أبو عاقلة،  ومن ثم الإعتداء على المشيعين لجنازتها . شيرين كانت واحدة من 140 صحفي فلسطيني الذين تم الاعتداء عليهم من قبل القوات الإسرائيلية خلال الاربع السنوات الماضية حسب مؤسسة مراسلين بلا حدود. أعلنت المحكمة الدولية العام الماضي بوجود أرضية خصبة لاجراء تحقيق في هذه الهجمات وإمكانية ان تشكل هذه الهجمات جرائم حرب.

 يقول بريغيث: " تدين مؤسسة أكشن إيد فلسطين بشكل قاطع هذا القتل وقلوبنا مع عائلتها وجميع محبيها. نطالب بالمحاسبة على مقتل شيرين أبو عاقله ووضع حد للإفلات من العقاب على قتل شيرين أبو عاقلة، وكذلك على توسيع الاحتلال الوحشي وغير القانوني في الأرض الفلسطينية  ويجب التمسك بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. ندعو جميع الاطراف بما فيها اسرئيل وحلفائها على التعاون مع تحقيقات محكمة الجنايات الدولية في جرائم الحرب، بما في ذلك المستوطنات غير القانونية والهجوم على الصحفيين".   

يوجد اليوم ما يزيد على 13 مليون فلسطيني موزعين في مناطق مختلفة حول العالم، كما أن هنالك لا يقل عن 5 ملايين فلسطيني يعيشون في الأرض الفلسطينية المحتلة ، ولا يزال 1.5 مليون يعيشون في الأراضي التي أصبحت إسرائيل في عام 1948، و6.5 مليون في المنفى والشتات.

 

 

محمد عيسى من التبانة -مسافر يطا

محمد يبلغ من العمر 29 عامًا، ولديه عائلة مكونة من 7 أفراد أكدوا صمودهم في هذه الأرض قائلاً: "لن نغادر هذه المنطقة لأننا لا نملك أي أرض بديلة. لن نقبل بقرار الإحتلال الإسرائيلي. لقد ورثنا هذه الأرض عن أجدادنا. الاحتلال يصادر الأراضي ويمنعنا من رعي الأغنام ويغلق الطرقات. رسالتنا للعالم والمنظمات هي مطالباتهم بإدانة هذا القرار لأنه قرار عنصري لا يمكننا مواجهته. لهذا السبب نطالبهم أيضًا بدعمنا ودعم قريتنا المسافر”.

 

محيي صبحة - من الفخيت - مسافر يطا

"يأتي الجيش الإسرائيلي من حين لآخر لهدم منازلنا. محاولات الهدم لن تخيفنا. سنبقى هنا. نواصل بناء منزلنا الذي هدموه. يؤثر هذا النزوح بشكل كبيرعلى معيشتنا لأن مصدر دخلنا الوحيد هو الماشية. ومع ذلك، لن نغادر أرضنا لأنه ليس لدينا أي أرض بديلة أخرى. نحن نطالب العالم بإثبات حقنا والنظر في قضيتنا".

 

نضال يونس - رئيس المجلس القروي في مسافر يطا قال:

" إن ممارسة الاحتلال الإسرائيلي هي إنتهاك صارخ للقانون والمواثيق الإنسانية الدولية. رسالتنا لجميع دعاة السلام في العالم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة هذا الاحتلال والخطوات العملية التي يمكن أن توقف ممارساته. قوات الإحتلال تهدم المنازل دون أي مبرر قانوني. وهناك مئات المنازل المهددة بالهدم بعد قرار المحكمة الاسرائيلية”.

 

انتهى.