Skip to main content

النساء الفلسطينيات في منطقة تل ارميدة يرسمن الخرائط الاجتماعية والسياسية للتعبير عن الواقع المرير

تل ارميدة

الخليل- تل إرميدة-  شاركت 21 إمرأة من حي تل ارميدة في الخليل في جنوب الضفة الغربية في فعالية مجتمعية عامة لرسم خرائط اجتماعية وسياسية للتعبيرعن التحديات وانتهاكات حقوقهن الانسانية التي تمارسها سياسات وممارسات المستوطنين والاحتلال الاسرائيلي في هذه المنطقة. تم تنظيم هذه الفعالية من خلال مشروع مؤسسة أكشن إيد-فلسطين " بسالة " تمكين النساء في البلدة القديمة في الخليل الممول من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية.

إجتمعت النساء في ساحة إحدى المؤسسات المجتمعية الصغيرة ، وبدأن النقاش حول رسم خارطة إجتماعية سياسية تروي قصتهن للعالم. رسمت النساء الخارطة التي تعكس واقعهن المرير من خلال رسم الحواجز العسكرية الإسرائيلية وبيوت المستوطنين الاسرائيليين والمركبات العسكرية التي يتم وضعها في منطقة تل ارميدة والتي تعيق حق السكان الفلسطينين في الحركة والمشاركة العامة.

إن رسم الخرائط السياسية والاجتماعية قد يمثل نصا مبني بشكل اجتماعي والذي من خلاله تعبر النساء عن رغباتهن، وعواطفهن ومشاعرهن وظروفهن الطارئة واحتياجاتهن،  كما تشكل الخرائط  وسيلة خلاقة  لرفع أصواتهن غيرالمسموعة للمجتمع والعالم وعكس آرائهن والإنخراط مع  بعضهن البعض لتبادل المعرفة ضمن السياق المجتمعي.

إن حياة النساء في تل إرميدة تتأثر بشكل كبير بفعل بناء المستوطنات ونقص الخدمات والأماكن العامة  وقيود الحركة وعنف المستوطنين . لقد أصبح من المستحيل لهن قدوم الأصدقاء والأقارب وزيارتهم لهن في هذه المنطقة ليس فقط بسبب قيود الحركة مثل الحواجز ، وانما بسبب التهديد للأمن الشخصي المتأصل في زيارة هذه المنطقة.

فدوى المحتسب هي إمرأة تسكن في منطقة تل ارميدة  تقول : " نعيش في منطقة مغلقة بالكامل التي تحتاج الى تنسيق مسبق لزياراتها. نفتقد الى وجود مركز صحي وتوفر سيارة إسعاف، حيث  تواجه سيارة الإسعاف صعوبات للوصول في هذه المنطقة بسبب الحواجز . يتم مهاجمة نسائنا وأطفالنا بشكل مستمر من قبل المستوطنين. لا يوجد أمن ونتمنى أن يتم تنظيم أنشطة ترفيهية ومخيمات صيفية لأطفالنا خلال العطلة الصيفية بسبب عدم وجود المنتزهات العامة. كما تحتاج النساء إلى أنشطة تفريغ نفسي بسبب الضغوطات النفسية ".

 

حورية دوفش هي إمرأة تعيش في حي تل إرميدة : " نعاني من قيود الحركة التي تعيقنا من نقل واحضار سلعنا الأساسية . نقوم بحملها بأيدينا في بعض الأحيان ونضطر للمشي مسافات طويلة للوصول الى بيوتنا . لقد عرضنا معاناتنا من خلال جدارية الخارطة الإجتماعية برسم الحواجز والمستوطنات التي تسبب التحديات لنا. كما رسمنا في الوقت ذاته الزهور والأشجار التي ترمز للحياة والأمل". 

 

تم إقامة  مستوطنة إسرائيلية في وسط حي  تل إرميدة في عام 1984 . تواصل هذه  المستوطنات قضم أراضي وبيوت الفلسطينين لعقود منذ ذلك الحين.  سميح المحتسب وهو احد الشخصيات المجتمعية، الفلسطينية التي تقطن في هذه المنطقة، يقول : " كنا نتمنى أن يتمكن إبني من الذهاب إلى المدرسة بالباص مثله مثل بقية أطفال العالم، لكن كان يضطر للمشي لمسافات طويلة حتى يصل الى المدرسة . يتم مهاجمة أطفالنا من قبل المستوطنين الاسرائيليين . أنهى إبني تعليمه الجامعي، إلا أنه لا يزال يواجه عنف المستوطنين. نتمنى من المؤسسات المختصة والدولية العمل على تعزيز صمودنا".

 

 

يؤثر بناء المستوطنات والتوسع الاستيطاني بشكل كبير على الأفراد والتجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث يعاني السكان من عنف المستوطنين إلى جانب فقدان بيوتهم ومصادر رزقهم. لا يسمح للفلسطينين بقيادة مركباتهم على الشوارع، كما يضطرون الى سلوك طرق ثانوية خطرة ووعرة للوصول الى بيوتهم، بينما يسلك المستوطنون الطرق الرئيسية . يضطر الفلسطينيون للإنتظار في صفوف طويلة للدخول على الحواجز الإلكترونية عند دخولهم وخروجهم من الحي.

تدعم مؤسسة أكشن إيد-فلسطين النساء في منطقة البلدة القديمة في الخليل وتوفير المواد والآليات الزراعية الضرورية لزراعة الخضروات وتربية المواشي، وغيرها من المواد. لقد ساعدت الأنشطة الاقتصادية جنبا الى جنب مع الأنشطة التوعوية على دعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء من خلال تحسين وصولهن للمقدرات الانتاجية ، وذلك بالتزامن مع معالجة الاسباب البنيوية للتمييز والعنف ضد النساء من خلال الجهود الجماعية لتحليل السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي يؤثر على جميع مناحي الحياة

 

نبذة عن أكشن إيد- فلسطين

مؤسسة أكشن إيد- فلسطين هي جزء من فدرالية عالمية تعمل في ما يزيد على 46 دولة حول العالم  لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ووضع حد للفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.

 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org