تعاونية البحر لنا: نموذج للاستدامة ومحاربة التغير المناخي في غزة
وجد علي مهنا وشباب آخرين من قطاع غزة طريقهم للعمل من خلال تأسيس تعاونية للحفاظ على المكون الاساسي للبيئة المحيطة بهم وحمايتها، ألا وهو البحر –" البحر الأبيض المتوسط" ومحاربة أثر التغير المناخي. وأطلقوا عليها تعاونيتهم " البحر لنا"، حيث يمر البحر من خلال عدة بلدان ويوحد العديد من الشعوب.
تهدف هذه التعاونية إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية إزاء الحفاظ على هذا المتنفس الهام لسكان قطاع غزة الذي يرزح تحت الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل منذ 15 عامًا، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وحرمان حوالي 2.1 مليون شخص من التمتع بحقوقهم الإنسانية. توفر مرافق وأجزاء هذه التعاونية للمصطافين وزوار البحر مساحة لتلقي التثقيف البيئي وقضاء وقت جيد للاستمتاع بالعروض المسرحية والأنشطة الترفيهية.
بناء التعاونية بمواد النفايات الصلبة التي تم إعادة تدويرها
أسس علي مهنا، وهو مخرج وممثل مسرحي مع بعض الفنانين الفلسطينيين الشباب هذه التعاونية على شاطئ البحر في منطقة "الشيخ عجلين" في غرب قطاع غزة من خلال إعادة تدوير النفايات الصلبة، كأداة صديقة للبيئة لإنقاذ البحر وتحويلها الى مواد مستدامة ومنتجات جديدة مثل إطارات السيارات، الصناديق الخشبية والعبوات الزجاجية والحاويات الحديدية. إن إعادة التدوير أمر بالغ الأهمية لتقليل انبعاث الكربون والمساهمة في بيئة صحية. علاوة على ذلك، يساعد إعادة التدوير على تقليل استهلاك الطاقة ويتم استخدام بعض هذه المواد لإنشاء أوعية وأواني خضراء جميلة لزراعة الأشجار والزهور.
تعزيز القيادة التشاركية والمشاركة المجتمعية
تعزز التعاونية مبدأ القيادة التشاركية لإشراك أعضاء المجتمع والمؤسسات المجتمعية والسماح لهم بالمشاركة في محاربة تغير المناخ والحفاظ على البيئة. دفع هذا النهج أعضاء التعاونية على التواصل مع العديد من الهيئات المجتمعية مثل بلدية غزة التي خصصت 5 دونمات لاستخدام التعاونية والبلديات الأخرى الموجودة في غزة لتزويدهم بمواد النفايات الصلبة ليتم إعادة تدويرها.
عملوا أعضاء هذه التعاونية بشكل تطوعي في بداية تأسيسها لتطوير فكرتها. يقول علي مهنا: "لقد بدأنا ذلك كمتطوعين، وبدأنا نفكر في أفضل طريقة لاستخدام هذه التعاونية للتميز في تقديم أفضل الخدمات الفريدة. استطعنا في البداية استقطاب بعض الداعمين لدعمها ولكن هذا النوع من الدعم يحتاج إلى الاستدامة. لذلك، كان علينا التفكير في مصادر إبداعية ومستدامة لتشجيع المشاركة المجتمعية وتوليد مصدر دخل مستدام لهذه التعاونية وفرص العمل لأعضائها ". من الواضح أن مصدر دخلهم يشرك الناس في الحفاظ على بيئتهم. على سبيل المثال، يمكن للمصطافين وزوار البحر تقديم عمل تطوعي في تنظيف البحر كمقابل للاستمتاع بأنشطة التعاونية أو يمكنهم إحضار أشياء من النفايات الصلبة هنا لإعادة تدويرها. يمكن لبعض الأشخاص أو المنظمات أيضًا تقديم رسوم ومساهمات منخفضة. تعمل هذه الأداة على زيادة وعي الزوار والأفراد بأهمية تبني ممارسات وسلوكيات صحية صديقة للبيئة أثناء جولاتهم على البحر. يقول علي: "أطلقنا على تعاوننا:” البحر النا" لتشجيع العمل الجماعي والمجتمعي والمسؤولية الاجتماعية تجاه بحرنا الذي هو مساحة التنفس الوحيدة بالنسبة لنا. نحتاج إلى الاحتفاظ بها حتى نتمتع بها إلى الأبد ".
دعم القيادة الشبابية للعمل المناخي
من خلال مشروع مؤسسة أكشن إيد-فلسطين تعزيز تأثير وأدوار القيادة للشباب الفلسطيني والشابات لأجل مجتمعات صامده، خضراء وعادلة “ضمن المرحلة الثانية لبرنامج الشراكة الاستراتيجية مع أكشن إيد -الدنمارك، بتمويل من الوكالة الدانماركية للتنمية، دعمت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين بعض أنشطة هذه التعاونية مثل دعم ماراثون بيئي داعم للأطفال وتوفير بعض المعدات. يهدف هذا الدعم إلى تعزيز القيادة الشبابية وإشراكها في قيادة العمل المناخي لتعزيز دورهم في تشجيع مجتمعهم على تبني العديد من الوسائل والممارسات لزيادة المساحات الخضراء والحفاظ على البيئة المتأثرة بتغير المناخ.
توظيف المسرح والفن في زيادة الوعي حول محاربة التغير المناخي
تضم التعاونية قاعات ومرافق فنية ومكتبة وحديقة توظف الفنون والمسرح في تعزيز التعليم البيئي وتوفير فرصة فريدة للمصطافين والزوار للاستمتاع بالبحر. ينظم علي وزملاؤه أنشطة ترفيهية ورياضية بشكل إبداعي لجذب المزيد من الزوار والمصطافين مثل الأغاني والعروض المسرحية والكوميديا الارتجالية والرسومات لزيادة وعي الناس بالقضايا البيئية وحثهم على الحفاظ على البحر نظيفًا وجعلهم يشعرون بأن كل واحد منهم لديهم التزام اجتماعي تجاه حماية البحر. تستقطب هذه التعاونية العديد من المنظمات والأندية لتنظيم العديد من الرحلات والدورات التدريبية خلال الصيف ومناسبات أخرى.
تحديات تغير المناخ
من التحديات التي يواجها الشباب في إدارة مثل هذه التعاونيات التأثير الخطير للتغير المناخي وخاصة زيادة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. بالإضافة إلى ذلك، فإن العمل مع العديد من الأشخاص في مجال البيئة ليس مهمة سهلة في سياق غزة الذي يعاني من كثافة سكانية عالية. يقول عضو التعاونية يحيى أبو صقر: "نواجه صعوبة في إقناع الناس بفكرة التعاونية ونشجعهم على تبني ممارسات بيئية صديقة بشكل دائم".
نبذة عن أكشن إيد- فلسطين
مؤسسة أكشن إيد- فلسطين هي جزء من فدرالية عالمية تعمل فيما يزيد على 46 دولة حول العالم لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ووضع حد للفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
هاتف: 00972022213137
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org