منظمة آكشن إيد الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن مدير مستشفى العودة الشريك لها وأفراد الطواقم الطبية في قطاع غزة
قطاع غزة - فلسطين - لا تزال المستشفيات في قطاع غزة تتعرض لهجمات مكثفة، مما يجعل الموظفين يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح وسط ظروف شبه مستحيلة. نعبرعن قلقنا البالغ إزاء إعتقال مدير مستشفى العودة الشريك لمنظمة آكشن إيد الدولية، الدكتور أحمد مهنا من قبل الجيش الإسرائيلي واقتياده إلى مكان مجهول. كما تم احتجاز موظفين آخرين في المستشفى قبل إطلاق سراحهم.
يعتبر مستشفى العودة، أحد آخر المستشفيات العاملة في شمال قطاع غزة، حيث يستمرحصار المستشفى منذ أكثر من 12 يومًا، من قبل القناصة بشكل يمنع المرضى أو الطاقم من دخول المستشفى أو الخروج منه. هناك 92 عاملاً من أفراد الطاقم الطبي و38 مريضاً و40 شخصاً يرافقون المرضى المحاصرين داخل المبنى في ظل نفاذ الإمدادات بشكل خطير.
تتحدث منسقة الإعلام والتواصل في مستشفى العودة، حنين وشاح حول آخر التطورات والوضع الذي يواجهه زملاؤها والمرضى في المستشفى: "لم يبق لديهم أي طعام تقريباً، أو نفذ كل ما لديهم. كما لم يتمكنوا من تشغيل المولد الخارجي لملء الخزانات بالمياه. لقد تم إستنفاذ احتياجاتهم الأساسية. لم يبق لديهم شيء تقريبًا. وتم قصف خزانات المياه. مصادر الغذاء محدودة للغاية، وظروف المرضى تزداد سوءاً".
يأتي إعتقال الدكتور مهنا في مستشفى العودة بعد اعتقال الدكتورأحمد الكحلوت مدير مستشفى كمال عدوان، ومحمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء. هؤلاء الاطباء هم عاملين في المجال ويتمتعون بوضع محمي بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يجب الإلتزام به . ونحن ندعو إلى إطلاق سراح الأطباء وجميع أفراد الطواقم الطبية الآخرين على الفور، حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم الرعاية المنقذة للحياة لمرضاهم.
تعمل المستشفيات في غزة من الشمال إلى الجنوب بشجاعة في ظل ظروف مروعة. تعرض مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة لغارة عسكرية إسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وتسببت في خروج هذه المستشفى عن الخدمة حسب منظمة الصحة العالمية. وبحسب ما ورد يوجد 12 رضيعا في الحاضنات بالمستشفى، في ظل نقص الماء والغذاء، حسب وزيرة الصحة الفلسطينية. أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن الأطباء يضطرون إلى إجراء العمليات الجراحية على الأرض بسبب عدم توفر المزيد من الأسرة.
أصبح مستشفى الشفاء، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة، حيث يعمل المستشفى حاليا ضمن الحد الأدنى وفقا لمنظمة الصحة العالمية. يعمل الطاقم الطبي فقط على تقديم العلاج لاستقرارالاصابات الشديدة بسبب وجود عدد قليل من الأطباء والممرضات، كما لايتوفر الدم وإمكانية نقله، كما لا يزال تدفق المرضى الجدد الذين يحتاجون إلى الرعاية ثابتًا على الرغم من هذا الواقع.
بعد أكثر من شهرين من القصف، لا يزال 11 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة قادرة على العمل جزئياً. تم قتل ما يزيد عن 300 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في غزة منذ 7 تشرين الأول حسب تقارير الأمم المتحدة، حيث يزيد هذا العدد عن العدد الإجمالي للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تم قتلهم في جميع البلدان التي تشهد صراعات خلال أي عام منذ عام 2016، وفقًا لمنظمة العون الطبي للفلسطينيين.
يتم منع العاملين في المجال الصحي بشكل متزايد في الضفة الغربية من أداء واجباتهم الطبية. تم منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المستشفيات خلال الإقتحام العسكري لمدينة جنين الأسبوع الماضي، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، كما تم منع المسعفين من الاستجابة لنداءات الطوارئ، وفقًا لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية .
أرسل لنا أحد المسعفين في جنين هذه الرسالة الصوتية التي تسلط الضوء على الظروف التي يتعين عليهم العمل فيها: "نحن نتعرض للإهانة وسيارات الإسعاف لدينا تخضع لعمليات تفتيش صارمة. حتى الجرحى يعانون؛حيث يتم طلب هوياتهم قبل السماح بمرورها.
يواصل المسعف حديثه : " يتعرض المسعفون للإهانة من خلال إجبارهم على خلع ملابسهم بسبب عمليات التفتيش المهينة. يتم إحتجازنا لساعات طويلة. كما تم اعتقال بعض أصدقائنا المسعفين. لا يوجد احترام للمعاهدات الدولية أو حقوق الإنسان. يتم معاملتنا كمسعفين كأننا جزء من المقاومة، أو كأفراد عسكريين. لقد أصبح إذلالنا هو معيارنا الجديد، وهو مجرد جزء من روتيننا اليومي في الوقت الحاضر. توفي طفل عندما تم إيقاف سيارة الإسعاف التي كانت تقله إلى المستشفى لتفتيشها. واضطر والد الطفل حمله والسير إلى المستشفى. ومن المؤسف أن هذا الطفل لم يصل إلى غرفة الطوارئ. يتم انتهاك الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف. لم أِشهد مثل هذه الانتهاكات خلال فترة عملي كمسعف".
ما زلنا نشعر بالرعب الشديد إزاء ظروف النظام الصحي في غزة والضفة الغربية. لدينا قناعة ثابتة بأنه لا ينبغي أبدًا استهداف المرافق الطبية والعاملين في مجال الصحة. وندعو إلى احترام القانون الإنساني الدولي وإجراء تحقيق شامل في أي انتهاكات.
تحدثت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد الدولية فلسطين: " يستمر حصار المرضى والموظفين داخل مستشفى العودة ما يزيد على اسبوعين. هذا الوضع مروع للغاية، سوف يفقد المرضى حياتهم، إضافة الى المجاعة التي تهدد الطاقم الطبي مالم يتم إنهاء هذا الحصارقريبًا. نشعر بصدمة شديدة لإعتقال الدكتور أحمد مهنا، مدير المستشفى، ونطالب بإطلاق سراحه فورًا. إن مهنة إنقاذ الأرواح ليست جريمة. ينبغي أن تكون المستشفيات ملاذًا آمنًا، إلا أن المستشفيات في قطاع غزة الممتدة من الشمال حتى الجنوب تحولت لأماكن كوارث. لقد تحولت أجنحة بأكملها إلى أنقاض، يضطر المرضى المصابين للخضوع لعمليات جراحية على أرضيات الممرات. يواصل أفراد الطواقم الطبية الأبطال تقديم العلاج للناس بأفضل ما بوسعهم ، لكن ليس هناك الكثير مما يمكنهم فعله بدون الأدوية وعمليات نقل الدم والوقود لتشغيل المعدات المنقذة للحياة.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
هاتف: 00972022213137
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org