مؤسسة آكشن إيد فلسطين تنظم ندوة رقمية دولية حول آثار الحرب على قطاع غزة على البيئة والمناخ
الأرض الفلسطينية المحتلة – نظمت منظمة أكشن إيد فلسطين ندوة رقمية عبر الإنترنت بعنوان: "أثر الحرب ضد قطاع غزة على المناخ والبيئة". سلطت الندوة الضوء على آثار وتداعيات الحرب المستمرة على المناخ والبيئة مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثامن والتي أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف مواطن وتسببت في إصابة 77 ألف شخص.
حضرهذه الندوة الرقمية أكثر من 90 مشاركا من المهتمين بقضايا المناخ والبيئة وحقوق الإنسان والزراعة والقانون الدولي. هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على الآثار السلبية للحرب على تدهور البيئة الطبيعية الفلسطينية، وخاصة في غزة. وقدمت حقائق وأمثلة عن التأثير الهائل على النظم البيئية والتنوع البيولوجي في غزة، بما في ذلك التدمير البيئي الكبير وتجريف ما يقرب من نصف أشجار ومزراع قطاع غزة ، الذي سبب أزمة بيئية، حيث وصل تلوث الهواء والماء إلى مستويات مثيرة للقلق.
سلط مدير منظمة أكشن إيد فلسطين جميل سوالمة الضوء على قضية العدالة المناخية في فلسطين خلال كلمته الافتتاحية ، والتي لا يمكن فصلها عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على الموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة وسبل العيش وتحقيق العدالة المناخية في فلسطين يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للظلم المناخي. وشدد سوالمة على التزام منظمة أكشن إيد إزاء العمل على قضايا العدالة المناخية.
ضمت الندوة عدد من المتحدثين من الخبراء والمدافعين عن العدالة المناخية بما فيهم تيريزا أندرسون، مسؤولة ملف العدالة المناخية في منظمة أكشن إيد الدولية، وبهجت جبارين، مدير دائرة الرقابة والتفتيش في سلطة جودة البيئة، وماجد حمادة، الخبير الفلسطيني من مركز معا التنموي الشريك لمؤسسة آكشن إيد فلسطين، وعبير البطمة منسقة شبكة المنظمات غير الحكومية البيئية الفلسطينية، وعباس ملحم المدير التنفيذي لاتحاد المزارعين الفلسطينيين، وأسد رحمن الناشط الدولي في مجال العدالة المناخية والمدير التنفيذي لمؤسسة War on Want.
شددت تيريزا أندرسون على أن حركات العدالة المناخية تتضامن مع الفلسطينيين وأن منظمة أكشن إيد تعمل في بلدان جنوب العالم المتضررة من التغير المناخي . أوضحت أندرسون أن عمل منظمة آكشن إيد يتمحور حول النضال من أجل إيجاد الحلول وإحداث التغيير من أجل مستقبل أفضل من خلال حملات الضغط والحملات التي تدعو للعدالة المناخية على المستويات الوطنية والدولية مع الأخذ في الاعتبار خصوصية سياق كل بلد. تقول أندرسون: “تتأثر فلسطين بالتغير المناخي كغيرها من الدول مثل تأخر هطول الأمطار وفقدان الأراضي الزراعية المعيشية والجفاف، لكن فلسطين لا تشبه أي دولة أخرى بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية التي يعيشون فيها وإعاقتهم والحد من قدرتهم على تطويرالسياسات واللوائح التي تهدف إلى إيجاد حلول تتعلق بالعدالة المناخية.
عرض بهجت جبارين حقائق عن نتائج الأضرار التي طالت كافة مكونات البيئة منذ بداية الحرب. وأكد أن هذه الحرب خلفت أضراراً في الأراضي والزراعة، وتدمير المباني والبنية التحتية وتركت ركاماً هائلاً مما خلق العديد من الكوارث من خلال إستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفسفور الأبيض مما تسبب في تلوث الهواء وتغير المناخ، وتدمير الطاقة المتجددة.
تحدثت الناشطة اليئية الفلسطينية، نجلاء عبد اللطيف،التي تقود مبادرة " صفر نفايات في فلسطين" : " لا يمكن فصل العدالة المناخيةعن العدالة السياسية والاجتماعية وحقوق الإنسان. لا يمكن تحقيق العدالة المناخية في ظل غياب حقوق الإنسان في ظل نظام الإضطهاد . الفلسطينيون هم ضحايا الظلم البيئي الناتج عن عمليات التدمير الاستعماري المتجذرة في السيطرة على الأراضي والموارد الطبيعية وهدم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية".
وفي حديثه من غزة، أكد ماجد حمادة أن هذه الحرب خلقت كارثة بيئية غير مسبوقة قائلاً: "لقد تم استهداف غزة بشدة بالقنابل وغيرها من الأسلحة غير القانونية والمحظورة مثل الفسفور الأبيض الذي ألحق أضراراً كاملة بجميع عناصر الحياة في غزة وتسبب في زيادة الاحتباس الحراري. وتشمل آثار الحرب تغير المناخ وتراكم كميات هائلة من النفايات الصلبة وتدمير 35% من الأراضي الزراعية في غزة".
من خلال وصف آثار الحرب على بيئة قطاع غزة على المدى القصير والطويل. أوضحت عبير البطمة أن تأثير استخدام إسرائيل المكثف للأسلحة سيستمر لفترة طويلة جدًا : "إن الآلاف من الأطنان من المواد الكيميائية تخترق المياه الجوفية والتربة. سوف تتأثر الحياة البحرية حيث تتسرب المواد الكيميائية إلى البحر وتدمر الكائنات البحرية. ومن المرجح أيضًا إزدياد أمراض الجهاز التنفسي بسبب المواد الكيميائية والانبعاثات، بما في ذلك الفوسفورالأبيض. سوف تستغرق عملية إعادة إعمار غزة أكثر من عقد من الزمن وسيكون لها في حد ذاتها أثر بيئي هائل. سيكون التخلص من نفايات إعادة الإعماء تحديًا كبيرًا نظرًا لوجود مزيج من النفايات الطبية والنفايات الصلبة المنزلية".
وصف عباس ملحم آثار اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على المزارعين الفلسطينيين والأراضي الزراعية في الضفة الغربية، قائلا إن هناك حربا أخرى ضد الأراضي الزراعية في الضفة الغربية يقودها المستوطنون الإسرائيليون تحت حماية الجيش الإسرائيلي. لقد تزايدت تلك الاعتداءات على المزارعين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم من أراضيهم منذ السابع من تشرين الأول. لا يستطيع المزارعون الوصول إلى أراضيهم للعناية بمحاصيلهم أو قطفها، مثل الوصول إلى أشجار الزيتون خلال موسم قطف الزيتون. ويجب محاسبة مرتكبي هذه الإنتهاكات".
وتحدث أسد رحمن المدير التنفيذي لمؤسسة War on Want عن أهمية إنهاء الإفلات من العقاب الذي تتمتع به إسرائيل وتفعيل آليات المساءلة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات وتنفيذ القوانين الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما في ذلك قرارات مجلس الأمن التي تدعوإلى وقف إطلاق النار في غزة. وانتقد رحمن المعايير المزدوجة في تطبيق القانون الدولي الذي يتم تطبيقه في بعض الأماكن بينما لا يمكن تطبيقه في أماكن أخرى. وقال رحمن: " عندما نقاتل من أجل فلسطين، فإننا لا نقاتل من أجل فلسطين فحسب، بل نقاتل من أجل الإنسانية جمعاء ".
وأنهى جميع المشاركين مداخلاتهم بمطالب مشتركة وهي المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته لكافة القرارات والمواثيق الدولية ووثائق حقوق الإنسان. وشددوا جميعا على أن العدالة المناخية لا يمكن تحقيقها في ظل الاحتلال".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org