منظمة آكشن إيد الدولية تدعم الأدوار القيادية للنساء في تأسيس مخيمات النزوح وتلبية إحتياجات النساء في غزة
غزة – أصبح النزوح الناجم عن الحرب المستمرة ضد غزة المعاناة الأساسية لسكان غزة، خاصة النساء اللواتي يفتقدن إلى جميع الأساسيات والخصوصية. دفع هذا الوضع سحر، رئيسة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية وهي شريك لمؤسسة آكشن إيد فلسطين إلى إنشاء مخيم للعائلات النازحة التي ترأسها النساء في غزة بظروف صعبة.
تم إنشاء هذا المخيم كجزء من جهود استجابة الطوارئ التي تنفذها الجمعية بدعم من مؤسسة آكشن إيد لدعم المتضررين من الدمار الواسع والنزوح والأزمة الإنسانية وفقدان الأرواح نتيجة الحرب المستمرة منذ 12 شهرًا على غزة. تعتبر غزة واحدة من أخطر الأماكن في العالم للمرأة حاليًا. وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة للمرأة، قُتلت أكثر من 10,000 امرأة، من بينهن 6,000 أم، مما ترك وراءهن أكثر من 19,000 طفل يتيم.
تؤمن سحر بأهمية إنشاء مخيمات للنساء في غزة نظراً للظروف الصعبة التي تعاني منها النساء. تقول سحر: "كمنظمة نسوية، نواجه واحدة من أكبر الصعوبات في تقديم استجابة إنسانية للنساء اللاتي نزحن عدة مرات. وللأسف، تضطر النساء للتنقل أحيانًا بين المخيمات بسبب عدم توفر [الاحتياجات الأساسية]، خاصة المياه، مما يجبرهن على المشي إلى مخيمات أخرى. كما أن انعدام الخصوصية في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح من أكثر معاناة النساء إيلاما تقول سحر: “تكاد لا تتمتع النساء بأي خصوصية في مراكز الإيواء. ليس لدينا مساحات آمنة للتحدث كنساء في مخيمات [النزوح]". نحن في كثير من الأحيان غير قادرين على تقديم خدماتنا للنساء لأنه خلال ساعات عملنا تحتاج النساء إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الماء والوجبات الساخنة.
تواجه النساء في غزة صعوبات كبيرة في الوصول إلى خدمات الحماية والخدمات القانونية. توضح سحر هذه الصعوبات بقولها: "لا نستطيع تقديم استجابة إنسانية كاملة للنساء، خاصة فيما يتعلق بخدمات العنف المبني على النوع الاجتماعي. لا توجد دوائر قانونية للتعامل مع حالات [العنف المبني على النوع الاجتماعي] وتقديم الحماية.هذه الدوائر القانونية لن تعد قادرة على التعامل مع هذه الحالات في قطاع غزة. كما لا توجد أماكن لإيواء وحماية النساء اللواتي يواجهن العنف الشديد، ويعشن في أوضاع تهدد حياتهن".
تشدد سحرعلى أهمية قيادة النساء للاستجابة الإنسانية: "يجب أن تكون النساء جزءًا من الاستجابة الإنسانية لأن من الصعب على أي شخص آخر أن يفكر مثل المرأة. من الصعب جدًا على أي شخص التعبير عن إحتياجات النساء مثل المرأة لأن إشراك النساء في التخطيط والمشاركة في الاستجابة الإنسانية ضروري للتخفيف من الآثار الشديدة للأزمات والصدمات التي تعاني منها النساء. يجب أن تقود المرأة ويجب أن يتم وضعها في مناصب قيادية حتى يمكن تصميم الاستجابة الإنسانية لتأخذ بعين الاعتبار احتياجات المرأة، ويجب أن يكون هناك صوت نسوي يقول هذا الشيء ينفعني، وهذا الشيء يلبي احتياجاتي و يمثلني." إذا لم تكن هناك نساء مكلفات بقيادة الاستجابة الإنسانية، فلن يكون هناك من يفكر كالنساء أو يعرف احتياجاتهن.يجب أن تتولى النساء القيادة حتى يتم تصميم الاستجابة الإنسانية بشكل يأخذ بعين الاعتبار احتياجات النساء"
تواجه قيادة الاستجابة الإنسانية في غزة تحديات كبيرة لجميع المنظمات، ولكن سحر لديها دافع قوي لخدمة نساء غزة. تقول: "أنا أعمل كرئيسة لمجلس إدارة جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية ولا أتقاضى راتباً. الشيء الوحيد الذي يحفزني هو أنني أختبر قناعاتي ومبادئي وأقف إلى جانب النساء لتقديم الخدمات لهن. هذا هو دورنا، والنساء هن نساؤنا، أخواتنا، وأمهاتنا".
حاولت سحر إيجاد بصيص أمل للنساء النازحات رغم التحديات العديدة التي واجهتها في إنشاء هذا المخيم، بما في ذلك إيجاد قطعة أرض بسبب الاكتظاظ السكاني بالنازحين في قطاع غزة. استخدمت سحر كل الموارد المتاحة وشاركت في العديد من المناقشات والمفاوضات مع العديد من الفاعلين وأصحاب الأراضي لعرض فكرتها بتأسيس مخيم للنساء حتى وجدت شخصاً يدعم فكرتها ويقدم قطعة أرض للجمعية مجاناً.
تعتبرالمنظمات التي تقودها النساء في فلسطين والمنظمات الأهلية الفلسطينية العمود الفقري للاستجابة الإنسانية وتلبية إحتياجات النساء في غزة منذ بداية الحرب، على الرغم من التحديات الهائلة التي تواجهها تلك المؤسسات.
إن عرقلة السلطات الإسرائيلية للمساعدات الإنسانية لغزة من خلال إغلاق المعابر والحد من الكميات التي تدخل غزة تزيد من الصعوبات التي تواجهها المنظمات الدولية والمحلية مثل جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية. وتؤكد سحر: “إن إحدى القضايا الرئيسية التي تشغلنا هي الحاجة الماسة للاستجابة الإنسانية بالإضافة إلى نقص الموارد والمواد المتاحة. لا يوجد الكثير من الموردين للموارد. كما أننا نعاني من مشكلة ارتفاع الأسعار. نحن نشتري كل قطعة من المورد بسعر أعلى بكثير من سعرها الأصلي في السوق.
تواصل سحر وفريقها عملهم الهام رغم ارتفاع الأسعار والقصف المستمر،. تواجه جمعية الدراسات صعوبات مثل جميع المؤسسات العاملة الأخرى في قطاع غزة ناجمة عن النقص المستمر في الوقود، حيث أن هذا النقص وعدم القدرة على تخزينه أو توصيله بشكل مناسب وآمن – لا يزال يهدد عمل الخدمات الحيوية في جميع أنحاء غزة. تقول سحر: "نقل وايصال المساعدات هو أحد العوائق الرئيسية التي نواجهها. في هذه الأيام، يبلغ سعر لتر الديزل 90 شيكل [19.15 جنيهًا إسترلينيًا] ولا يتوفر حتى البنزين. كما أن التنقل بين المخيمات ومراكز النزوح بطريقة آمنة لكل من الطواقم والمساعدات هي مهمة صعبة وخطيرة.
أصبح التنسيق والتواصل مع الأشخاص والمنظمات والموردين والجهات الفاعلة الأخرى من المهام الصعبة لعمل العاملين في المجال الإنساني في غزة في ظل انقطاع الاتصالات، تتحدث سحر : " نحن نواجه مشكلة تواصل كبيرة بسبب انقطاع الكهرباء. يؤدي هذا إلى فقدان الإتصال وتوقفه ، لذلك لا يمكننا الوصول إلى [الأشخاص الذين ندعمهم].
تسلط سحر الضوء على دور المنظمات الدولية في دعم المؤسسات المحلية مثل مؤسسة آكشن إيد الدولية : “هناك شركاء مع مؤسسات دولية ومانحين كانوا على قدر المسؤولية ولعبوا دورهم بشكل كبير، مثل شريكنا مؤسسة آكشن إيد الدولية الذي كان رائعا منذ بداية الحرب يشارك معنا في كل شيء يوما بيوم ويتابع معنا كل حاجة من خلال تقديم المقترحات المتعلقة باحتياجات المرأة. لقد كانت منظمة أكشن إيد إحدى المؤسسات الدولية العريقة التي لعبت دورها في هذه الحرب على أكمل وجه"
رسالة سحر للعالم هي: "على العالم أن يتحرك لوقف هذه الحرب التي تقتلنا كل يوم. يجب أن تتوقف الحرب. النساء والأطفال في غزة هم الأكثر تضرراً من هذه الحرب، ونحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار".
نبذةعن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org