منظمة آكشن إيد الدولية تحذر من أثر نقص الغذاء الكارثي على إغلاق المطابخ المجتمعية وترك العائلات بدون مصادر الغذاء في غزة

قطاع غزة - يواجه سكان غزة صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة حيث يقتات العديد منهم على أقل من رغيف خبز واحد يوميًا، بسبب نقص الغذاء الحاد الذي أجبر المخابز والمطابخ المجتمعية (التكايا) على الإغلاق.
تعتمد العديد من الأسر على المطابخ المجتمعية كأمل وحيد للحصول على وجبة واحدة في اليوم، إلا أن بعض هذه المطابخ اضطرت الآن إلى إغلاق أبوابها، مما ترك الناس بلا أي مصدر يلجؤون إليه في ظل محدودية المساعدات إلى غزة نتيجة القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل خيالي.
يتحدث أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO)، وهي مظلة تضم 30 منظمة أهلية فلسطينية في غزة وشريك لمنظمة أكشن إيد فلسطين: "نحذر من انهيار العمل الإنساني بسبب القيود المستمرة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على دخول الإمدادات الأساسية إلى غزة، وخاصة الطحين اللازم لمصانع الخبز، التي توقفت عن العمل منذ حوالي شهر، بالإضافة إلى الإمدادات الخاصة بالمطابخ المجتمعية. المطابخ المجتمعية أغلقت أبوابها ولم تعد قادرة على تقديم الوجبات للعائلات التي أصبحت تعتمد على هذه الوجبات الساخنة."
"نحذر من ظروف كارثية للأطفال والنساء وكبار السن، والمرضى، والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعتمدون جميعًا على هذه المساعدات الإنسانية، التي أصبحت محدودة للغاية بسبب القيود المفروضة. حصة الطعام لكل فلسطيني أصبحت أقل من رغيف خبز واحد يوميًا... إنها كارثة حقيقية."
الخبز يُعد شريان حياة لسكان غزة، لكن في ظل نقص الطحين والوقود، لا تعمل سوى أربعة مخابز يديرها برنامج الأغذية العالمي عبر القطاع بأكمله. الطلب كبير للغاية لدرجة أن الناس يضطرون للبدء في الاصطفاف منذ الساعة الثالثة صباحًا أمام المخابز وشاحنات الطحين في محاولة لتأمين حصتهم.
وقد ارتفعت تكلفة الطحين بشكل هائل، حيث وصل سعر الكيس الذي يزن 25 كغم إلى 220 جنيهًا إسترلينيًا في دير البلح، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
في حين أن نقص الغذاء يؤثر على الجميع، فإن النساء والأطفال يتأثرون بشكل خاص. وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، هنالك ما يزيد على 4,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويخضعون للعلاج شهريًا. وأظهر مسح حديث أجرته منظمة اليونيسف أن النساء الحوامل والمرضعات وأطفالهن حديثي الولادة يكادون لا يحصلون على نظام غذائي متنوع كافي، حيث يعتمد معظم سكان غزة على الخبز والبقوليات فقط، مع انعدام توفر الخضروات، واللحوم، والبيض.
في شمال غزة، الذي لا يزال تحت الحصار من قبل الجيش الإسرائيلي، الوضع حرج للغاية: حيث تم قطع الإمدادات الغذائية عما يصل إلى 75,000 شخص تقريبًا بشكل كامل لأكثر من 60 يومًا.
ويخبرنا العاملون في مستشفى العودة في شمال غزة، الذي تديره شريك مؤسسة أكشن إيد "جمعية العودة"، بأن الأطباء والمرضى يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميًا.
وقد مضى الآن أكثر من شهر منذ أن حذرت لجنة مراجعة المجاعة، في تحذير نادر، من أن الجوع وسوء التغذية في شمال غزة يتزايدان بسرعة، وأن عتبة المجاعة قد تم تجاوزها بالفعل – ورغم ذلك، لم تصل المساعدات إلا بشكل محدود للغاية إلى المنطقة.
مع استمرار الجيش الإسرائيلي في قصف قطاع غزة بأكمله، أصبح مجرد الخروج للبحث عن طعام لأفراد العائلة يعني المخاطرة بحياة الأفراد . في الأول من ديسمبر، قُتل 13 شخصًا وأُصيب 30 آخرون في غارة جوية شنها الجيش الإسرائيلي بينما كانوا ينتظرون استلام طرود غذائية في مركز توزيع لجمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل "وفاق"، وهي مؤسسة شريكة لمنظمة أكشن إيد، عند بوابة التوزيع الخاصة بها. وكان من بين القتلى خمسة أفراد من عائلات موظفي جمعية وفاق.
تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد الدولية، ريهام جعفري "مع استمرار استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، يصبح من الصعب أكثر فأكثر على الناس الحصول على ما يكفي من الطعام لإبقائهم على قيد الحياة. شركاؤنا والعاملون في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لتأمين طرود غذائية ووجبات ساخنة حيثما أمكن، ولكن مع الإمدادات المحدودة للغاية التي يُسمح بدخولها، أُجبرت حتى المطابخ المجتمعية على إغلاق أبوابها. ومع عدم وجود مكان آمن في غزة، يواجه الناس خيارًا مأساويًا: إما الموت جوعًا، أو المخاطرة بالتعرض للقتل، أو الإصابة أثناء انتظارهم في طوابير الطعام."لا يمكن للعالم أن يواصل المشاهدة بصمت بينما يذبل سكان غزة. إن وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد لضمان وصول المساعدات بأمان إلى أكثر من مليوني شخص محتاج ومنع حدوث مجاعة واسعة النطاق."
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org