الحرب على غزة تعرض النساء لأشكال متنوعة من العنف
قطاع غزة – فلسطين- تتزايد نسبة العنف الذي تتعرض له النساء في قطاع غزة نتيجة لاستمرار الحرب منذ تشرين الأول 2023، سواء كان عنفًا داخل الأسرة أو عنفًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي. ويتزايد الطلب على خدماتهن، في الوقت الذي يفتقر فيه الناجيات إلى القدرة على الوصول إلى العدالة بسبب انهيار النظام القانوني وسط الحرب المستمرة.
فالاعتداءات شبه اليومية التي تشنها القوات الإسرائيلية تؤدي إلى مقتل النساء والفتيات بمعدلات غير مسبوقة؛ حيث تشكل النساء والأطفال ما يقارب 70% من عدد الضحايا و75% من المصابين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. في الوقت نفسه، أفادت جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل الشريك المحلي لمؤسسة آكشن إيد فلسطين بزيادة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، مثل العنف المنزلي، نتيجة الضغوط التي تواجهها الأسر بسبب فقدان الوظائف أو المدخرات، أو نتيجة الإجهاد الناتج عن النزوح القسري المتكرر. كما تصاعدت حالات التحرش اللفظي والجنسي في الأماكن المكتظة وغير الآمنة التي نزحت إليها معظم النساء بعد تهجيرهن بسبب الحرب.
أسماء (40 عامًا)، التي تعمل في جمعية "وفاق"، تتحدث: " تأثرت النساء بشكل كبير بالحرب، حيث يتعرضن للعنف بأشكال وصور مختلفة. لقد شهدنا تزايدًا في العنف ضد النساء والفتيات مع استمرار الحرب، سواء كان ذلك عنفًا منزليًا أو عنفًا ناتجًا عن القوات الإسرائيلية. لاحظنا أيضًا زيادة في المشاكل النفسية والعنف المنزلي. وانعدام الخصوصية في مراكز الإيواء يؤدي إلى تعرض النساء للتحرش اللفظي والجنسي، وأحيانًا حتى من مقدمي الخدمات أنفسهم. هذه الحوادث في ازدياد، وقد تم توثيقها من خلال عملنا أثناء زياراتنا لمراكز الإيواء ومخيمات النزوح المخصصة للنساء. أنا والفريق الذي أعمل معه نمثل جزءًا من النساء النازحات في المجتمع، لذلك نواجه صدمات ومشاكل مستمرة بشكل يومي. ورغم كل ذلك، نواصل جهودنا لمساعدة النساء الأخريات اللاتي يعشن في نفس الظروف التي نعيشها."
وأضافت أسماء: "من التحديات التي أواجهها في هذا المجال هي صعوبة الوصول إلى هؤلاء النساء، خاصة أنني بحاجة إلى استهدافهن أكثر من مرة خلال الجلسات بسبب النزوح المستمر والمتكرر. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم توفر الخصوصية في مراكز الإيواء يعيق تقديم الخدمات المناسبة للنساء. مع تزايد حالات العنف، أصبحت المسؤولية كبيرة جدًا على عاتق الأخصائيات اللواتي يتعاملن مع جميع الحالات ويقدمن الدعم اللازم."
في ظل استمرار هذه الأوضاع المأساوية، تواصل العديد من الجمعيات والمنظمات العمل الميداني لدعم النساء في غزة، رغم الصعوبات الكبيرة التي يواجهنها. تزايد حالات العنف الأسري والتحرش الجنسي، إلى جانب تدهور الوضع النفسي والجسدي للنساء، يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى دعم مستمر وضمان توفير خدمات صحية ونفسية تناسب الظروف الاستثنائية التي يعانين منها.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org