سلام زعرب: نموذج لدور لجان الشباب الفلسطينية في تعزيز بقاء المجتمع وصموده أثناء الحرب في غزة

الأراضي الفلسطينية المحتلة - سلام زعرب هي ناشطة شابة تعيش في غزة تواصل نشاطها وعملها التطوعي لخدمة مجتمعها في أوقات الحرب والأزمات. انضمت سلام إلى اللجان التي يقودها الشباب التي تم إنشاؤها من خلال الشراكة بين جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل ومؤسسة آكشن إيد فلسطين. وتشمل هذه اللجان لجان الحماية التي تقودها المرأة، ولجان التأهب والاستجابة التي يقودها الشباب. يتم تمكين أعضاء هذه اللجان لإحداث التغيير في مجتمعهم في ظل ظروف لا يمكن تصورها بسبب الحروب الإسرائيلية المتكررة ضد قطاع غزة.
إن الأدوار التي تقوم بها هذه اللجان خلال أوقات الأزمات من خلال تقديم الخدمات المنقذة للحياة هي أدوار حيوية في خدمة النازحين والنساء والوصول إليهم من خلال تنسيق توزيع المساعدات في حالات الطوارئ، وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي للأسر المتضررة، وتوجيه طواقم الإستجابة السريعة لتلبية الاحتياجات الطارئة مثل الإيواء والغذاء.
تتأثر سلام مثلها مثل نظرائها الشباب والشابات في قطاع غزة بظروف الحروب ضد قطاع غزة وخاصة الحرب الأخيرة التي تم شنها في تشرين أول لعام 2023، لقد مر الشباب الفلسطيني خلال العام الماضي أحداثًا مؤلمة، وفقدوا عائلاتهم وأصدقائهم، ويعانون من الجوع والعطش، وفقدان المنازل، لم يلتحقوا بتعليمهم منذ بداية الحرب. تسببت هذه الحرب في كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث تم قتل أكثر من 50000، وأكثر من 110.000 جريح، ونزوح جميع السكان تقريبًا، عدة مرات. ليس هناك شك في أن الحرب تسببت في خسائر فادحة في صفوف الشباب الفلسطيني في غزة. معظم الشباب في غزة ليس لديهم ذاكرة أخرى غير الحصار الجوي والبري والبحري الإسرائيلي منذ عام 2007. لقد كانوا يعيشون في غزة في ظل حروب متكررة وسجن جوي وبري وبحري غير قانوني والفرص المحدودة الناجمة عن قلة الفرص الاقتصادية والمساحات الديمقراطية والعامة لاستغلال إمكانايتهم والتعبير عن مخاوفهم، واستثمارطاقتهم في خدمة المجتمع المحلي حيث لا يُتخذ المسؤولون والسلطات إجراءات كافية لتعزيز أدوار الشباب في بناء مجتمعاتهم المحلية وخدمة الفئات المهمشة.
على الرغم من هذه الظروف، فإن الشباب في غزة يطمحون دائما إلى العمل ويحلمون بالتمتع بحقوق الإنسان والسلام وحرية التنقل والأمن. سلام عضو نشط في لجان الحماية لالنسوية حيث شاركت في مبادرات رائدة تشمل دعم النازحين من خلال تقييم احتياجاتهم والعمل مع المنظمات المجتمعية مثل جمعية وفاق لتلبية احتياجاتهم. كانت سلام على الأرض تنتقل من مكان إلى آخر لتوزيع الأشياء الأساسية على النازحين كملابس شتوية وبطانيات وشوادر والطعام والخبز وتحضير مراكز الإيواء وتوزيع الأغذية، مما يسهم في بقاء مجتمعهم وصموده .
إن هذه الأدوار والمساهمات المقدمة من اللجان الشبابية لها آثار كبيرة على الشباب والمجتمع المحلي وعلى هيكلية وبيئة الاستجابة الإنسانية في أوقات الحرب. تؤسس وتعزز هذه الأدوار التزاما جماعيا لم يسبق له مثيل من جانب الجهات الفاعلة الرئيسية وأفراد المجتمع المحلي تجاه معالجة أولويات واحتياجات وحقوق الشابات والشبان والفتيات والفتيان المتضررين من الكوارث والحرب والتشريد القسري وغيرها من الأزمات الإنسانية. تشمل التغييرات تغيير نهج المنظمات المجتمعية العاملة مع الشباب، الذي يجري بناؤه وتصميمه على إعلام الشباب والتشاور معهم وإشراكهم بشكل هادف في جميع مراحل الإجراءات الإنسانية والاستجابة. وعلاوة على ذلك، زادت الملكية المحلية للشباب لمبادراتهم وجدول أعمالهم، حيث يتم الطلب من الشباب بناء تدخلهم وفقا لتقييمات الاحتياجات لاحتياجات مجتمعاتهم المحلية، وإجراء مشاورات كثيرة مع الشباب بشأن تدخلاتهم.
توفر اللجان الشبابية مساحة للشباب الفلسطيني في غزة حيث يمكنهم الوصول إلى بيئة ممكنة لهم حيث يطلقون إمكاناتهم ويستثمرون أعمالهم الجماعية لمساعدة شعبهم على البقاء في ظل ظروف كارثية غير مسبوقة يمرون بها. عملت هذه اللجان من خلال تدخلاتها على إحداث تغييرات من خلال وجود شراكة مجتمعية قوية وتعاون مع مجموعات الشباب والمنظمات المجتمعية بهدف دعم حقوق الناس. ويمكن الاعتراف بهذا التغيير من خلال القنوات والتشبيك والعلاقات التي تم تأسيسها مع منظمات المجتمع المحلي من خلال استجابتها للأزمات ومن خلال الثقة التي اكتسبتها بعد عملها وتدخلاتها المؤثرة. هذا التغيير هو أيضا سبب لإحداث تغيير آخر يتمثل في تغيير المواقف وتصور المنظمات المجتمعية، والأرقام المتعلقة بدور الشباب الذي كان يُنظر إليه على أنه دور ثانوي قبل الحرب، في حين أن العديد من وجهات نظر تلك المنظمات والشخصيات المجتمعية وأعضائها قد تغيرت لأنها أصبحت أكثر وعيا وتدعو إلى وضع الشباب في مركز المبادرات المجتمعية والاستجابة الإنسانية. وبالإضافة إلى ذلك، تم تعزيز المشاركة المجتمعية والعامة للشباب الفلسطيني كمجموعة مهمشة تواجه الحرب والبطالة والتهميش من خلال إشراك الشباب في الاستجابات الإنسانية مع التركيز على إيصال المواد المنقذة للحياة والحفاظ على المصادر اللازمة لبقاء المجتمع في ظل ظروف الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، حدث تغيير في قدرات الشباب تم تعزيزها لتمكينهم من العمل كعاملين للتغيير في مجتمعهم حيث استرشدت استجاباتهم الإنسانية وتدخلاتهم المجتمعية بمديري الشؤون الإنسانية والتدريب الذي تم تدريبهم عليه، بما في ذلك التقييمات التشاركية، والتخطيط للتدخل، والنهج القائم على حقوق الإنسان... وغيرها من التدريبات. تقول سلام : "أطمح إلى أن أكون شخصًا أكثر تأثيرًا، وآمل أن أكون قادرًا على تحمل المسؤولية داخل المجتمع".
تتحدث سلام: " أنا عضو في لجان شباب جمعية وفاق منذ 2018. تلقينا العديد من التدريبات والدورات وورش العمل، ثم ذهبنا إلى الميدان لتقديم الخدمات للمجتمع. شاركنا تجربتنا مع مجتمعنا، سواء أثناء الحرب أو قبلها". تغيرت شخصية سلام حيث يتم تشجيعها على لعب أدوار قيادية أثرت على الاستجابة الإنسانية والعمل المجتمعي في ظل ظروف حرب لا يمكن تصورها حيث يتم إعطاء الأولويات للاحتياجات المنقذة للحياة بدلاً من تحسين ظروف ومشاركة الشباب. إستطاعت سلام تغيير هذه المحنة إلى منحة من خلال اكتساب المزيد من الاحترام والتقدير المجتمعي والاحترام والقبول من خلال عملها المؤثر ومساهمتها. إكتسبت سلام جميع الأدوات والمعارف لمواجهة الصدمات وحالات الطوارئ التي ستستخدمها على المدى الطويل من خلال السماح لها بالمشاركة بشكل هادف ومواصلة المشاركة في جميع تدخلات الإنعاش المبكر وجهود إعادة الإعمار التي تهدف إلى إعادة بناء غزة. سيستمر أثر المبادرات والاستجابات الإنسانية التي تقوم بها هذه اللجان لأن الشباب سيستفيدون من المعارف والمهارات المكتسبة من خلال عملهم، مما سيساعدهم على البقاء وكلاء للتغيير في مجتمعهم المحلي الذي يحتاجهم و يحتاج مبادراتهم لفترة طويلة. يملك شباب غزة التفاهم والشبكات والتحالفات الشبابية التي تتيح لهم المطالبة بحقوقهم والمطالبة بوضعهم في صميم جهود إعادة الإعمار من أجل إعادة بناء مستقبل غزة.
تتحدث سلام: " تحسنت مهاراتي في قيادة للعمل الإنساني والثقة بالنفس واحترام الذات والعمل الجماعي ومهارات التواصل. تأثير لجان الشباب يجعلنا نشعر بالإحساس بالإنجاز وإحداث فرق والمساهمة بشكل كبير يخدم مجتمعنا". يساعد كل عضو في اللجان في تطوير منظور أوسع، والتفكير الإبداعي، والتواصل الممتاز بالإضافة إلى صقل صفات القيادة..
تواصل سلام : "هذا التغيير يجعل المجتمع يؤمن بدور الشباب في تعزيز صموده . كما اختبرت أعمال ومبادرات لجان الشباب قدرتنا على القيادة في ظل ظروف وأوقات صعبة، وبموارد محدودة وبدون سلطة مباشرة. إن إشراك الشباب في الأعمال الإنسانية يزيد من انتمائهم إلى مجتمعهم ويسمح للشباب بالتصرف كقادة ويشجعهم على التصرف بأمانة ونزاهة ورؤية وقدرة على إحداث فرق".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
خلوي +972 595242890:
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org :