يوميات فاطمة: نموذج للعمل الإنساني في ظل الدمار والحرب في غزة.

قطاع غزة - لقد غيرت الحرب ضد غزة منذ أكتوبر 2023 حياة فاطمة وغيرها من العاملين في المجال الإنساني بأكملها. إنها تشعر باستمرار بعدم اليقين والقلق بشأن عملها وأطفالها وطعامها وسلامتها ورفاهيتها. تستيقظ فاطمة كل صباح لتبدأ بالتفكير في كيفية الوصول إلى العمل والنساء اللاتي تخدمهن من خلال منظمتها مؤسسة التحالف من أجل التضامن الإسبانية -الينزا وهي شريكة لمؤسسة آكشن إيد الدولية.
إن القيام بمهمات العمل والوصول إلى أماكن العمل بالنسبة لفاطمة ليس بالأمر السهل وسط الأنقاض والدمار. تقول فاطمة: "أسير في طرقات مزدحمة تتسم بالدمار واليأس. أرى الأنقاض في كل مكان من المباني التي تعرضت للقصف متناثرة على جوانب الطرق، والخيام ومراكز الإيواء المؤقتة منتشرة ومشاهد إنتشار النازحين الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه".
لقد أدى الجوع وحصار المساعدات إلى تغيير حياة سكان غزة، وهذا التغيير يؤثر على حياة والظروف النفسية للعاملين في مجال المساعدات الإنسانية. وتسلط فاطمة الضوء على أحد الأمثلة: “ نشاهد طوابير في كل مكان في غزة حيث يصطف الناس للحصول على الطعام والماء والرعاية الطبية من أجل البقاء. وهذا هو المشهد الأكثر إيلاما الذي يعكس الدمار واليأس، حيث يشير كل مكان إلى الآثار المؤلمة لهذه الحرب".
تواصل فاطمة: “عملي يسمح لي بلقاء النساء والفتيات والأطفال والأسر حيث أشهد بنفسي معاناة النساء والأطفال. لقد استمعت إلى العديد من القصص المروعة عن النساء. تعكس كل قصة الآلام الناجمة عن النزوح ونقص كل شيء بدءًا من المأوى والغذاء والماء وانعدام الخصوصية مما يجبر النساء على اتخاذ قرارات صعبة حول كيفية تقاسم كميات محدودة من الغذاء والموارد. وفي بعض الحالات، تنفد بدائل الغذاء والفوط الصحية".
إن إيصال وتنسيق المساعدات الإنسانية أمر صعب للغاية في ظل ظروف الحرب. تقول فاطمة: “كعاملين في مجال المساعدات الإنسانية، أقضي يومي في العمل والتنسيق مع الشركاء لتقديم مساعدتنا التي تشتد الحاجة إليها لمجتمعنا ونسائنا. تواجه كل مهمة مجموعة من التحديات الخاصة بها –نقص الإمدادات الأساسية، والطرق غير الصالحة للسير، والتهديد المستمر بالقصف، حيث تشكل هذه التحديات جزء قليل من العقبات التي يجب علينا التغلب عليها للوصول إلى المحتاجين".
هناك احتياجات إنسانية هائلة في غزة لا يمكن تلبيتها بالكامل في ظل الحرب المستمرة وحصار المساعدات والقيود المفروضة على الحركة. تقول فاطمة: كعاملين في المجال الإنساني، نسعى جاهدين للمساهمة —حتى لو كان الأمر بسيطًا— في تلبية الاحتياجات العاجلة للناس في غزة. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، حيث أن عدد المحتاجين ضخم، والطلبات آخذة في التزايد، والوضع الكارثي يستمر في التفاقم يوما بعد يوم”.
إن البقاء على قيد الحياة في غزة هو كفاح مستمر ومستحيل لشعب غزة الذي يشعر بالقلق إزاء تلبية احتياجات أطفاله. وقالت فاطمة: “إن نقص المواد الغذائية الأساسية له تأثير نفسي علينا وعلى أطفالنا حيث نواصل التفكير في كيفية تأمين الوجبات والطعام لعائلاتنا وأطفالنا كل يوم”.
من الصعب جدًا على فاطمة الموازنة بين الحرب والعمل والحياة الشخصية في ظل الحرب حيث تستمر في دفع ثمن باهظ لهذه الحرب بالخسارة وانفصال الأسرة والنزوح. قالت فاطمة: "لقد فقدنا أحبتنا وأصدقاءنا وزملاءنا. في جميع النواحي لا توجد كلمات لوصف ما نعيشه للأسف، ما نعانيه سيبقى في قلوبنا وعقولنا وعقول أطفالنا لمئات السنين".
لا تستطيع فاطمة الحصول على الدعم العائلي من أفراد عائلتها لأن الحرب فصلت أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء عن بعضهم البعض. تقول فاطمة: “الحرب فصلتنا عن أفراد عائلتنا وزملائنا. إن زيارة أحبائنا أمر خطير للغاية لأنهم نزحوا وتشتتوا في مناطق مختلفة. أنا شخصياً لم أرى أخواتي وإخوتي منذ أشهر. لا يمكننا أن نلتقي رغم أننا نعيش على مسافات قصيرة بسبب التهديد المستمر بالقصف. نحن نتواصل من خلال الاتصالات الهاتفية، ولا نستطيع في بعض الأحيان التواصل عندما تنقطع خدمات الاتصالات. نفتقد المناسبات والتجمعات العائلية مثل عيد الأم وتجمعات العيد وإفطار رمضان."
يواصل طاقمي العمل الينزا وفريق آكشن إيد العمل في غزة وهما من أوائل الطواقم الموجودة على الأرض في غزة والتي تستجيب للاحتياجات الإنسانية المتزايدة وحالات الطوارئ المستمرة. ,لا تزال هاتين المنظمتين تعملان على تقديم المساعدات الإنسانية في غزة، مع شركائهما المحليين لتوزيع مستلزمات النظافة والملابس والبطانيات والأغذية وخدمات الحماية للنساء.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org