Skip to main content

غيداء: نموذج لعمل الشباب على الخطوط الأمامية في تعزيز الأمل والعمل الإنساني في غزة التي مزقتها الحرب

غيداء ابو عون

غزة – الأراضي الفلسطينية المحتلةغيداء، شابة فلسطينية تعيش في قطاع غزة، قررت أن تواجه الحرب والحصار والعمل في ظل الأزمات، من خلال التطوع والمبادرة لخدمة مجتمعها رغم الظروف الأمنية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الغزيون، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول لعام 2023. لم تتراجع غيداء عن دورها في مدّ يد العون للنازحين والنساء والعائلات المتضررة من الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
تلعب غيداء دورًا هامًا مثلها مثل الشابات في الاستجابة لحالات الطوارئ، وغالبًا ما يعملن كقادة ومقدمات رعاية ومدافعات داخل مجتمعاتهن. وعلى الرغم من مواجهة عوائق كبيرة، فإنهن يقمن بتعبئة الموارد ودعم الأسر النازحة وتوفير الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والتعليمية الحيوية في أوقات الأزمات. وتساعد وجهات نظرهن وتجاربهن الفريدة على ضمان أن تكون الاستجابات الإنسانية شاملة وتلبي الاحتياجات المحددة للنساء والفتيات. من الممكن بناء أنظمة إنسانية في غزة أكثر مرونة وإنصافًا وفعالية لا تترك أحدًا وراءها خلال تمكين الشابات من القيام بأدوار نشطة في التخطيط والاستجابة لحالات الطوارئ.

انضمت غيداء إلى اللجان الشبابية التي أنشأتها جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل بالشراكة مع مؤسسة أكشن إيد فلسطين، والتي تضم لجان الحماية النسوية ولجان الاستجابة التي يقودها الشباب. تهدف هذه اللجان إلى تمكين الشابات والشبان الفلسطينيين ليكونوا جزءًا فاعلًا من الاستجابة المجتمعية والإنسانية في مواجهة الظروف غير المسبوقة التي فرضتها الحروب المتكررة على غزة.
تؤمن غيداء بأهمية مشاركة الشباب في خدمة مجتمعهم، ولا سيما خلال الحرب وحالة الطوارئ التي يمر بها سكان قطاع غزة منذ تشرين الأول لعام 2023. تقول غيداء: "مجتمعنا في قطاع غزة هنا بحاجة كبيرة إلى الشباب. لذلك، عملُنا التطوعي والإنساني يساهم في تطوير مجتمعنا".
ساهمت غيداء بشكل فاعل في واحدة من المبادرات التي كان لها أثر ملموس على أرض الواقع من خلال التطوع في إعداد الخبز من خلال أفران الطين والمطابخ المجتمعية (التكايا). تم اللجوء إلى هذا النوع من الأفران والمطابخ في قطاع غزة بعد الحرب بسبب شح الوقود الناجم عن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية والوقود، مما سبب وقف عمل المخابز. إن الحجم الحالي للمساعدات الغذائية وسرعة إيصالها لا يزالان غير كافيين البتة للوفاء باحتياجات جميع السكان في غزة، ممن يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي.
كانت غيداء ضمن الفريق الذي أشرف على إعداد الخبز وتحضير الوجبات الساخنة وتوزيعها على مئات الأسر المحتاجة يوميًا، في أحلك وأشد الأوقات التي يمر بها مجتمعها. تضيف غيداء:
"كان لدينا تكايا (مطابخ مجتمعية) نعمل فيها، بالإضافة إلى أفران الطين، ضمن عدد من المبادرات. كنا نحضّر وجبات ساخنة ونوزعها على النازحين في المناطق المحيطة بنا."
تعمل غيداء دون كلل أو ملل من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثالثة مساءً، رغم كل التحديات، مثل شح الطحين، وندرة الخشب، والأمطار، والرياح، والعواصف. تقول: "بذلنا كل ما في وسعنا لنوفّر الخبز للناس رغم انقطاع الطحين، وعدم توفر الخشب، كما أن المطر والرياح والعواصف أثّرت علينا، ومع ذلك واصلنا العمل رغم كل الظروف."
إلى جانب العمل الميداني، انعكس هذا الدور أيضًا على شخصية غيداء. فقد اكتسبت مهارات جديدة، وشعرت بفاعلية دورها كإنسانة. تتحدث غيداء: "العمل التطوعي والإنساني عمل على ملء أوقات الفراغ والتغلب على مشاعر الاكتئاب والنقص. هذا العمل ساعدني على التمتع براحة نفسية كبيرة من خلال المساهمة في خدمة النساء وأفراد مجتمعي".
تتمنى غيداء تطوير هذا العمل بشكل أكبر في حال توفر غاز الطبخ والوقود، لأن الاستمرار في استعمال أفران الطين سيعرض النساء للمخاطر. تتحدث غيداء: "نطالب بتوفير غاز الطبخ لتشغيل أفران الغاز بدلًا من الاعتماد على النار، التي تُسبب أضرارًا صحية للسيدات مع الوقت، مثل الأمراض والإرهاق. لذلك، فإن استخدام أفران الغاز سيساعدنا على العمل بشكل أكثر تطورًا وكفاءة."
أمنيات غيداء تتشابه مع أمنيات جميع سكان قطاع غزة، وهي إنهاء الحرب والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية، حيث يعيش الناس في أمان وكرامة. تتحدث غيداء: "نأمل أن تتحسن حياتنا وأن تتوفر لنا الاحتياجات الأساسية للإنسان. للعودة إلى حياتنا الطبيعية، نحتاج إلى بيوت مستقرة، وبدلًا من العمل على الأفران التقليدية، نحتاج إلى توفير الغاز وإعادة تشغيل المخابز."
عمل غيداء ضمن اللجان لم يكن مجرد مساهمة لحظية، بل هو جزء من رؤية أكبر لبناء مجتمع أكثر صمودًا، وأكثر قدرة على الاستجابة للكوارث. فمن خلال تدريبها ومشاركتها الميدانية، أصبحت تملك الأدوات التي تمكّنها من مواصلة العمل في الاستجابة الإنسانية، بل والمشاركة مستقبلًا في جهود إعادة الإعمار.
تجربة غيداء تعكس صورة جيل شاب في غزة، يساهم ويعمل بشكل فعال على تعزيز صمود مجتمعه في أوقات الأزمات. تجربة غيداء تظهر أهمية إشراك الشباب في العمل الإنساني أثناء الحرب على غزة لتحقيق الإغاثة الفورية وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود على المدى الطويل. يجلب الشباب الطاقة والإبداع والمعرفة المحلية التي يمكن أن تساعد في تقديم المساعدات بشكل أكثر فعالية والوصول إلى الفئات الضعيفة المحتاجة. إن إشراكهم في التخطيط والاستجابة يبني مهاراتهم القيادية، ويعزز التضامن، ويمكّنهم من صياغة الحلول لمجتمعاتهم. علاوة على ذلك، فمن خلال إعطاء الشباب أدوارًا مجدية في الجهود الإنسانية، فإننا نعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي والأمل في مواجهة الدمار والنزوح، وضمان تجهيز الأجيال القادمة في غزة لإعادة البناء والدفاع عن حقوقها.

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر

باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ

رهام جعفري  

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين  

البريد الإلكترونيRiham.Jafari@actionaid.org