أحمد الكيلاني: نموذج القيادة الشبابية في الاستجابة الإنسانية خلال الأزمات

الأراضي الفلسطينية المحتلة - أحمد الكيلاني ناشط شاب متفاني وعضو في مجموعة العمل الإنسانية – فلسطين، تدعمها مؤسسة آكشن إيد فلسطين. يوظف أحمد قدراته ومعرفته في خدمة مجتمعه في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، وسط واقع صعب تفرضه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية.
تعاني جنين، كغيرها من مدن الضفة الغربية، من تصعيد عسكري إسرائيلي، واقتحامات في الليل والنهار، وهدم للمنازل، وقيود شديدة على الحركة، وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان. كانت جنين مدينة تنبض بالحياة الثقافية والنشاط الاقتصادي، لكن اليوم يخيّم عليها صمت ثقيل. لقد حلت البطالة وتدمير الأعمال التجارية واليأس في كل مكان في الأسواق المزدحمة والفعاليات المجتمعية.
يقول أحمد: "تشهد جنين اليوم انهياراً اقتصادياً وسياسياً وثقافياً. الناس الذين كانوا يملكون وظائف مستقرة باتوا جالسين بلا عمل. الفقر والبطالة في إزدياد".
كانت جنين تعاني قبل اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، لكن التدهور تسارع بعد الحرب. يقول أحمد: "الدمار لم يبدأ في جنين. الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول لعام 2023 في غزة بدأت حرب السابع من أكتوبر في غزة، ثم امتدت إلى الضفة الغربية والقدس. امتد أثرها أولاً، ثم تبع ذلك تدهور في الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والنفسية.الحرب على غزة اليوم جعلتنا نعيش في زاوية ضيقة، نتعرض فيها للتدمير النفسي والاقتصادي بشكل مستمر
ويضيف: "الاحتلال هو سرطان منتشر في حياتنا أكثر من انتشاره في أرضنا؛ هو متغلغل في أسلوب حياتنا، ويتجاوز حدود الأرض.الاحتلال يحاول تدمير كل شيء نبنيه، حتى أفكارنا، وامتدادنا الجغرافي، والسياسي، والثقافي، والتعليمي".
رغم هذا الواقع القاتم، يصر أحمد على أن يكون فاعلاً ومؤثراً، مكرساً وقته وجهده لخدمة شعبه الذي لا تنتهي معاناته. انضم أحمد إلى أنشطة وتدريبات أكشن إيد فلسطين منذ عامي 2012–2013، وشارك على مدار السنوات في العديد من البرامج، لكن أكثرها تحولاً كان مجموعة العمل الإنساني الشبابية، النشطة منذ أكثر من عامين ونصف. يقول بفخر: "نحن لسنا مجرد مجموعة، لقد أصبحنا جسماً موثوقاً ومتماسكاً. معاً – الشباب، أكشن إيد، المدربون، والشركاء – حققنا ما لم تستطع بعض أكبر المؤسسات في الضفة الغربية تحقيقه. أصبحنا صوتاً قوياً لمن لا يُسمع صوتهم".
هذه المجموعة الشبابية – مجموعة العمل الإنساني الشبابية لا تعمل بمعزل عن الواقع، بل تستجيب مباشرة لاحتياجات الناس المتغيرة. في جنين، وزعوا آلاف الطرود الغذائية، وقدموا الدعم للنساء المهمشات مثل حقائب الكرامة، وساندوا فعاليات مجتمعية مثل دعم مهرجان للنساء في مسرح الحرية بمخيم جنين.
يقول أحمد: "لقد أثبتنا أننا قادرون على الوصول إلى من هم بحاجة بسرعة وبكرامة. الناس يثقون بنا. والمؤسسات تؤمن بقدراتنا. نحن لا نملأ الفراغات فقط – بل نخلق وسائل جديدة".
بالنسبة لهؤلاء القادة الشباب، العمل الإنساني ليس مجرد صدقة. يقول أحمد: "هذا العمل يربطنا بأرضنا. يساعد مجتمعاتنا على الصمود. هو جزء من بقائنا ووجودنا".
ويشرح أحمد الدور المحوري الذي يلعبه الشباب تحديداً: "نحن الجسر بين الأطفال وكبار السن. نحن شباب اليوم، لكن أيضاً قادة الغد. لا نعمل فقط من أجل اليوم – بل من أجل الأجيال القادمة".
ومن أبرز إنجازات المجموعة حصولها على مكان في فضاءات القيادة – بما في ذلك الانضمام إلى مجموعة التعليم العنقودية التابعة للأمم المتحدة في غزة. "لقد أثبتنا أن الشباب قادرون على القيادة والتخطيط والتنفيذ تحت الضغط – وبنزاهة".
ويشير أحمد إلى ما يميز نهج مؤسسة آكشن إيد، وهو الحرية الذي يمنحها للشباب. " وفرت لنا مؤسسة آكشن إيد مساحة للتفكير، والتصميم، والقيادة. حصلنا على الثقة وتنمية قدراتنا".
يتحدى أحمد ورفاقه هذا السرد والإدراك النمطي الذي غالباً ما يصور الشباب كضحايا سلبيين للحرب، يتحدى أحمد ورفاقه هذا السرد يومياً. عملهم شهادة قوية على أن الصمود، حين يغذيه ثقة المجتمع والمشاركة الهادفة، يتحول إلى قوة لا تكتفي بالصمود – بل تعيد البناء.
يقول أحمد: "في كل طرد غذائي، وكل مهرجان، وكل غرفة اجتماع ندخلها، نحن لا نستجيب فقط لأزمة – بل نصنع مستقبلاً. مستقبلاً يقوده الشباب برؤية وشجاعة وقلب نابض".
إن دعم وتعزيز قيادة الشباب، وخاصة الشابات، في الاستجابة الإنسانية هو جزء أساسي من بصمة أكشن إيد الإنسانية. ومن خلال تركيزها على تقوية الشباب، تمكن منظمة آكشن إيد الشباب من المطالبة بحقوقهم ووكالتهم وتعزيز دورهم في صنع التغيير.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org