مؤسسة آكشن إيد فلسطين وبرنامج المناصرة المشترك لجمعية الشبان المسيحية يدعمان المزارعين خلال موسم قطف الزيتون في ظل تصاعد عنف المستوطنين
الأرض الفلسطينية المحتلة – قدمت مؤسسة آكشن إيد فلسطين بالشراكة مع برنامج المناصرة المشترك التابعة لجمعية الشبان المسيحية دعما للمزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطاف الزيتون في محافظتي بيت لحم والخليل من خلال توزيع بعض الأدوات الضرورية لقطف الزيتون وإنضمام المتطوعين الشباب لمساعدة المزراعين أثناء قطف الزيتون في قرية واد فوكين غرب محافظة بيت لحم . ويأتي هذا التدخل في وقت وصل فيه عنف المستوطنين إلى أعلى مستوياته منذ عقود، محوّلًا موسمًا من الرزق والتراث إلى أسابيع من الخوف والخسارة وعدم اليقين.
شمل هذا الدعم توزيع أدوات أساسية لقطف الزيتون، شملت السلالم والمفارش وحقائب الإسعاف الأولي، لضمان موسم قطاف ناجح، خصوصًا للمجتمعات الأكثر هشاشة، ولمساعدة المزارعين على الوصول إلى أشجارهم بأمان وضمان استمرار حصادهم. ويهدف هذا الدعم إلى تعزيز صمود المجتمعات التي تتعرض أراضيها ومصادر دخلها وسلامتها لتهديد متزايد جراء عنف المستوطنين.
يمتد موسم قطاف الزيتون من شهر أيلول حتى تشرين الثاني ، وهو شريان حياة لآلاف العائلات الفلسطينية وجزء أصيل من التراث الثقافي. ومع ذلك، يواجه العديد من المزارعين في الضفة الغربية قيودًا شديدة في الوصول إلى أراضيهم الواقعة بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية أو خلفها وفي المناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية. وتفرض السلطات الإسرائيلية حصول المزارعين على تصاريح خاصة للوصول إلى بساتينهم، وغالبًا ما تُحدد لهم أيام قليلة فقط في السنة.
وبالإضافة إلى القيود، يتعرض المزارعون لعنف ممنهج. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، شهد شهر أكتوبر أكثر من 260 هجومًا من المستوطنين أسفرت عن إصابات وأضرار في الممتلكات، بمعدل ثمانية اعتداءات يوميًا. وخلال موسم الحصاد هذا العام فقط، تم توثيق نحو 150 هجومًا أدت إلى إصابة أكثر من 140 فلسطينيًا وتخريب أكثر من 4200 شجرة زيتون واشتال في 77 قرية. وفي العديد من الحالات، تعرض المتطوعون الإسرائيليون والدوليون الذين رافقوا المزارعين لحمايتهم أيضًا لهجمات.
لا تستهدف هذه الاعتداءات مصدرًا اقتصاديًا حيويًا فحسب، بل تطال أيضًا رمزًا من رموز الهوية والصمود الفلسطيني.
كآلاف المزارعين في الضفة الغربية، تعاني عائلات في بيت لحم والخليل من قيود متزايدة واعتداءات جسدية من المستوطنين وقوات الاحتلال. لقد تحول موسم الزيتون، الذي كان مناسبة للعمل الجماعي والاحتفال، إلى فترة يسودها الخوف والمضايقات والعنف.
يقول المزارع إلياس نخلة صرصار من منطقة بيت لحم، الذي لا يستطيع الوصول إلى أرضه بسبب المستوطنين:
"للسنة الثانية على التوالي، يُمنعوننا من قطف الزيتون. لقد خسرنا الكثير ولم نعد قادرين على إنتاج الزيت. كما أن التغير المناخي وقلة الأمطار أثرا على محصول الزيتون وإنتاجه".
ويضيف المزارع مصطفى الحروب من قرية واد فوكين غرب بيت لحم، وهي قرية محاطة بالمستوطنات:
"التحديات التي نواجهها ناتجة عن الاستيطان المحيط بالقرية وإجراءات الاحتلال. فمنذ عامين يُمنع وصولنا إلى أراضينا القريبة من المستوطنات، ما حرمنا من محصول الزيتون. كما أن قلة الأمطار أثرت بشدة على العائلات وحرمتها من مصدر دخلها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة."
وتوضح المزارعة سلوى عودة من قرية واد رحال في محافظة بيت لحم:
"نتعرض باستمرار لعنف وهجمات المستوطنين الذين يأتون لتدمير محاصيلنا الزراعية وتخريب مصادر المياه والخزانات."
وتقول ماتيلدا رشماوي، منسقة مجموعات المتطوعين في جمعية الشبان المسيحية، والتي شارك متطوعوها في مساعدة المزارعين خلال موسم القطاف: "مشاركة الشباب في قطاف الزيتون تهدف إلى دعم المزارعين، وإشراك الشباب في هذه الأنشطة يعزز ارتباطنا بهذه الأرض."
تعتمد أكثر من 100,000 عائلة على موسم قطاف الزيتون كمصدر لدخلها. ويستمر الموسم حتى شهر تشرين ثاني، ويجمع أفراد المجتمع كافة. يستخدم الفلسطينيون الزيتون بشكل أساسي لإنتاج الزيت، لكن كل جزء من الشجرة له فائدة. إذ يُستخدم حوالي 90٪ من ثمار الزيتون لاستخلاص الزيت، مع إنتاج كل منطقة في فلسطين لأنواع مميزة خاصة بها.
وتدعو أكشن إيد فلسطين ومبادرة المناصرة المشتركة إلى حماية المزارعين الفلسطينيين، ومحاسبة مرتكبي عنف المستوطنين، وإنهاء القيود التي تقوّض حقوق الفلسطينيين في أراضيهم وسبل عيشهم.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org