Skip to main content

أم من جنين تكشف الأثر المفجع للاقتحامات الإسرائيلية لمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية: "أطفالنا ينامون وأيديهم مرفوعة"

صورة لمخيم جنين للاجئين الفلسطينين خلال شهر تموز لعام 2023

تحذر منظمة أكشن إيد اليوم من أن الوضع في الضفة الغربية يخرج بسرعة عن نطاق السيطرة، حيث يتعرض المدنيون الفلسطينيون لهجمات متزايدة من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين المسلحين. ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، حتى 26 تشرين الأول قُتل 103 فلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في الضفة الغربية، من بينهم 32 طفلاً على الأقل - وهو أعلى إجمالي شهري على الإطلاق منذ أن بدأت الأمم المتحدة في الاحتفاظ بسجلات في عام 2005.

تشن القوات الإسرائيلية غارات عسكرية ليل نهار على مخيمات اللاجئين وأحياءها وبلداتها، وتنفذ اعتقالات واسعة النطاق. قُتل أربعة فلسطينيين وأصيب 11 آخرون في غارة شنتها القوات العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وفقًا لتقارير فلسطينية.

تقول نور، وهي أم تعيش مع عائلتها في مخيم جنين للاجئين؛ "حتى يومنا هذا، ينام بعض الأطفال وأيديهم مرفوعة. وذلك لأنه في عمليات التوغل الأخيرة في المخيم، كان الجنود الإسرائيليون يقتحمون المنازل ويطالبون جميع أفراد الأسرة برفع أيديهم في الهواء والاستسلام. ونتيجة لذلك، ينام الأطفال الآن دون وعي وأيديهم مرفوعة

إنهم يشعرون بعدم الأمان. واليوم، لم يعد هؤلاء الأولاد والبنات يشعرون بالأمان في منازلهم. إنهم لا يشعرون أن الجدران المحيطة بهم تحميهم بعد الآن. إنهم غير محميين، ولا يشعرون بالاستقرار النفسي. وكل ذلك من شأنه أن يؤثر على الواقع الذي يعيشه هؤلاء الأطفال، سواء كانوا في المدرسة، أو في حياتهم الاجتماعية. كما أنه يؤثر على النساء اللاتي يشعرن اليوم بأنهن بحاجة للتعامل مع هذا النوع من الأزمات والمواقف، وهو وضع صعب للغاية ويؤثر على حياتهن بشكل عام”
تحدثت أم أخرى تعيش هناك لـمؤسسة آكشن إيد: " إن القناصة صعدوا إلى أسطح المنازل المحيطة بالمخيم، قائلة: " إنهم يطلقون النار على كل ما يتحرك في المخيم بهدف القتل. دمروا ما يقارب 15 محلاً تجارياً والعديد من المنازل التي كانت عند مدخل المخيم لإفساح المجال لناقلاتهم وأدواتهم العسكرية، كما دمروا نادي الشباب، والطرق والشوارع داخل المخيم، كما تعلمون أن شوارع المخيم هي ضيقة جدا،دمروها كلها".

قد كان كابوسًا، لم أستطع النوم لمدة 27 ساعة، أشاهد الأطفال وأعتني بهم، كانوا يصرخون ويبكون كلما سمعوا صوت قنبلة، يوم الأحد عندما كانت الطائرة العسكرية تقصف، كان القناصة يطلقون النار على أي شيء يتحرك. أحد القتلى كان رجل داخل منزله، في الواقع هناك خمسة أطفال قتلوا بنفس الطريقة، داخل منازلهم أو بالقرب منها".

وحتى قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان سكان مخيم جنين للاجئين يقعون ضحايا للغارات والهجمات العسكرية المتكررة بشكل متزايد. ولا تزال المباني التي دمرتها العملية العسكرية الكبرى التي شنتها القوات الإسرائيلية في جنين في يوليو/تموز، وقُتل فيها ما لا يقل عن 14 فلسطينياً، في مرحلة إعادة البناء.

أخبرتنا فرحة، التي تعيش في المخيم، عن الصعوبات المتزايدة التي يواجهها مجتمعها؛ وأضافت: " أن سكان المخيم من أطفال ونساء وشباب يعيشون ظروفاً صعبة نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين الأبرياء الذين يحاولون العيش داخل منازلهم في المخيم. إن المداهمات المتكررة والمستمرة لمخيمات اللاجئين في جنين لها آثار يومية على حياة الأطفال والنساء. اليوم تعيش النساء في المخيم حالة من الخوف والإحباط والتوتر خاصة النساء اللاتي فقدن أفراد من أسرهن كأبناء وأمهات وأزواج".

أصبحت الحياة اليومية أكثر صعوبة بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية. ويتم تقييد حرية التنقل بشكل كبير، مع إقامة نقاط تفتيش جديدة ومنع الأشخاص من الانتقال من مدينة إلى أخرى، مما يترك البعض غير قادر على الوصول إلى الرعاية الصحية أو التعليم أو سبل عيشهم. إنه حاليًا موسم قطف الزيتون، ولكن كما هو الحال في السنوات الماضية، أصبح الأمر خطيرًا جدًا بالنسبة لمعظم المزارعين للسفر إلى أراضيهم وقطف الزيتون، مما يحرمهم من مصدر دخل حيوي. وقد أُجبر المئات على مغادرة منازلهم: وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تم خلال أسبوعين تهجير 82 أسرة، تتألف من 607 فلسطينيين، بما في ذلك 211 طفلًا، من أكثر من 13 مجتمعًا مختلفًا في الضفة الغربية.

ويوجد بالفعل 871,000 لاجئ مسجل يعيشون في الضفة الغربية، يعيش ربعهم في 19 مخيمًا للاجئين. ينبغي أن تكون هذه أماكن يتمتع فيها الناس بحرية العيش بأمان، ومع ذلك يتعرضون للهجوم بشكل متزايد.

 تواصل فرحة : "حاولت النساء في مخيم اللاجئين في جنين أن يلعبن دوراً كبيراً في حماية أنفسهن وأسرهن في ظل غياب الحماية الدولية في مخيم جنين للاجئين والمخيمات الأخرى في فلسطين. تحاول الأمهات إخفاء ما يتعرضن له من حزن وظلم لإعطاء المزيد من الأمل وتوفير مساحات صغيرة لأطفالهن ليعيشوا حياة مستقرة  إلى حد ما. يؤثر هذا الوضع على الجوانب الاقتصادية والتعليمية للحياة في مخيم جنين للاجئين. لا يستطيع الرجال الذهاب إلى عملهم بسبب الإغلاق المشدد للضفة الغربية بعد التصعيد الأخير ضد غزة. لقد فقدوا مصدر رزقهم وأصبحوا غير قادرين على تغطية الاحتياجات الأساسية لأسرهم. هذا هو الوضع الأصعب حيث يخسر الناس كل شيء”.
 
وبما أن الوضع في الضفة الغربية يواجه خطر الوصول إلى نقطة الانهيار، فإننا ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حقوق وحماية الشعب الفلسطيني، بما في ذلك اللاجئين. ونذكّرهم بأن مخيمات اللاجئين يجب ألا تكون هدفًا أبدًا

القدس وقالت ريهام الجعفري، منسقة المناصرة والاتصالات في منظمة أكشن إيد فلسطين: " لا يزال الفلسطينيون في الضفة الغربية بما ذلك القدس الشرقية يواجهون هجمات المستوطنين، ومداهمة مخيمات اللاجئين، واستهداف المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء، والتهجير، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي. واقتحام القرى الفلسطينية والاستخدام المفرط للقوة المميتة. ونعرب عن قلقنا إزاء القيود المتزايدة على الحركة التي تحد من حصول الكثيرين على الرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش".

تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية مسؤولية قانونية لضمان حماية جميع الفلسطينيين. ويشمل ذلك ضمان أن أي تدابير يتم اتخاذها لا تؤثر على الأشخاص بشكل غير متناسب. إن وقف التصعيد أمر بالغ الأهمية لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وحماية المدنيين وضمان الوصول إلى الخدمات الإنسانية الأساسية.

وفي الضفة الغربية، قامت منظمة أكشن إيد بتوزيع 700 حقيبة كرامة في مناطق مختلفة في الأيام العشرة الماضية على العمال النازحين من غزة الذين كانوا محاصرين في الضفة الغربية منذ بدء التصعيد. تحتوي هذه المجموعات على المستلزمات الضرورية  بما في ذلك معجون الأسنان والصابون والمناديل المبللة. تواصل lمؤسسة آكشن إيد مراقبة الوضع والاستعداد لدعم المتضررين ولكن الطلب يفوق بكثير قدرتنا الحالية وهذا الأمر  آخذ في التزايد.

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org