Skip to main content

حياة الآلاف على المحك واحتمالية موت الأطفال حديثي الولادة، مستشفيات قطاع غزة أطلقت نداء يائسًا - مخزون الوقود على حافة النفاد

تصميم  للأطفال  حديثى الولادة في قطاع غزة

 

 

وصلت المستشفيات في قطاع غزة إلى نقطة الانهيار مع نفاذ إمدادات الوقود بشكل خطير، مما يعرض حياة الأطفال حديثي الولادة والخدج في الحاضنات لخطر جسيم. لقد خرج المولد الرئيسي في المستشفى الإندونيسي، أحد المستشفيات الرئيسية في شمال غزة عن الخدمة.  يلجأ الطاقم الطبي إلى الإستعانة بالمولد الإحتياطي الذي يمكنه خدمة بعض أقسام المستشفى فقط مع استمرار تدفق الجرحى من مخيم جباليا للاجئين والذي تم قصفه يومي الثلاثاء والأربعاء والذي أسفر عن مقتل المئات من المدنيين.

بيسان، شابة متطوعة في منظمة أكشن إيد فلسطين في قطاع غزة، أرسلت لنا هذه الرسالة من مستشفى الشفاء والذي يعد أكبر منشأة طبية في غزة.

"أنا الآن في مستشفى الشفاء في قسم حاضنات الأطفال حيث لا يختلف عن أقسام المستشفى الآخرى والمهددة بالتوقف عن العمل بسبب نفاذ الوقود بسبب عدم السماح بدخول الوقود ل إلى قطاع غزة أو مستشفياتها. وبالتالي، فإن ما يزيد على 45 حاضنة في مستشفى الشفاء فقط قد تتوقف عن العمل.  إن الأطفال الحديثي الولادة في الحاضنات معرضون لخطر الموت، ببساطة لأنهم بحاجة إلى رعاية خاصة غير متوفرة علما بان أعمار هؤلاء الأطفال تتراوح بين 42 و45 أسبوعًا.

تعمل المستشفيات في شمال غزة، إضافة الى عملها في علاج الجرحى كأماكن إيواء لنحو 117 ألف نازح نزحوا من منازلهم منذ بدء الحرب. أصبحت الظروف المعيشية لا تطاق في ظل عدم توفر الطعام والماء والوقود اللازم للطهي والملابس ومنتجات النظافة. فالأمل ضئيل في إغاثة الملايين من الناس في غزة مع الكمية المحدودة للغاية من المساعدات التي تتدفق إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، وعدم قدرة وسائل النقل على إرسال المساعدات إلى الشمال بسبب نقص الوقود وتدميرالطرق.

 زينة "تم تغيير اسمها لحماية هويتها"، هي واحدة من آلاف النساء اللواتي نزحن إلى مستشفى القدس. تتحدث زينة عن حالة الإرباك التي تعيشها النساء يوما بعد يوم. "أعيش في هذه المنطقة التي نزح اليها معظم الناس من منازلهم. منطقتنا خطيرة ولم يتبق أحد فيها. نمكث في مستشفى القدس ليلاً. أريد أن أخبركم عن استراتيجيات التكيف اليومية التي تتبعها النساء. ما يشغل تفكير النساء في كل لحظة هو كيفية التأقلم مع الوضع. هذا المكان بالنسبة للنساء مكان مزدحم، حيث لا توجد حمامات للإستحمام، كما لا يوجد مكان لغسل ملابسهن" 

"تعمل النساء على قص أغطية زجاجات الكوكا كولا الفارغة لجمع المياه فيها. ثم يستعملن تلك المياه في غسل أجسادهن وملابسهن وهي كمية قليلة جدًا لا تكفي للاغتسال.  بعد ذلك يتم نشر الملابس المغسولة على أي مكان يمكن إيجاده كالحائط أو الشجرة أو كرسي أو حتى داخل الحمام". 

بينما يصارع الناس من أجل البقاء في هذه الظروف، لا تزال المناطق المحيطة بالمستشفيات تتعرض للقصف، مما يعيق بشدة قدرة المرافق الطبية على مواصلة عملها. قُتل ما لا يقل عن 73 عاملاً في مجال الرعاية الصحية في غزة منذ 7 تشرين الأول، العديد منهم أثناء نومهم ليلاً في المنزل مع عائلاتهم او خلال التناوب في العمل.  أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية نداء يائسا تحث فيه أي أطباء وممرضين متقاعدين أو طلاب الطب على المساعدة قدر استطاعتهم في ظل استمرار ارتفاع عدد المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل. 

تحدثت ريهام الجعفري، منسقة الاتصالات والمناصرة في منظمة أكشن إيد فلسطين: "في حال نفاذ الوقود في غزة، ستكون هنالك كارثة إنسانية لا يمكن تخيلها للأطفال الرضع في الحاضنات والمرضى في وحدات العناية المركزة الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي. أصبحت المستشفيات مكانًا يتم فيه إرسال المرضى الى ثلاجات الموت، بدلا من أن تكون أماكن يمكن مغادرتها بعد أن يتم فيها تلقي الرعاية العاجلة التي يحتاجون اليها".

"على الرغم من التحديات الصعبة الهائلة، ونقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية، وعدم توفر الوقود لمولدات الطاقة، يواصل الأطباء تقديم الرعاية العاجلة وسط القصف العشوائي، حتى عند مغادرة الأطباء المستشفيات، فإنهم يتعرضون لخطر القتل في ظل القصف المستمر".

إن الوضع في مستشفيات قطاع غزة حرج، تشعر منظمة أكشن إيد بقلق بالغ إزاء شركائنا ومدى قدرتهم على توفير الرعاية العاجلة المنقذة للحياة والمأوى اللازم للعديد من الأشخاص الذين واجهوا قصفًا شبه مستمر خلال الـ 28 يومًا الماضية.

قالت بيسان:" الناس يعانون. يستهدف القصف أماكن مزدحمة في جباليا وفي مخيمات اللاجئين الأكثر ازدحاما في العالم حيث تبلغ مساحة قطاع غزة حوالي 360 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانه أكثر من 2.25 مليون نسمة. هل يمكنك أن تتخيل مدى الازدحام هذا؟ ماذا يمكن أن يحدث عندما يتم إسقاط أكثر من 18 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة خلال 28 يومًا. لذلك ما نطالب به الآن هو وقف إطلاق النار في غزة. قوة المتفجرات التي أسقطت على غزة خلال هذه الفترة تزيد عن القوة التفجيرية للقنبلة النووية التي اسقطت على هيروشيما. 

لا بد من وقف إطلاق النار الآن.

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org