Skip to main content

علبة تونة واحدة لكل عائلة : انهيار الأنظمة الغذائية في قطاع غزة مع برد الشتاء القارس

تصميم لأزمة الغذاء والشتاء في قطاع غزة خلال التصعيد العسكري لعام 2023

  

 قطاع غزة -فلسطين- يتم إعطاء علبة تونة واحدة لكل أسرة ": الأنظمة الغذائية في غزة تنهار بدون وقود، مع قدوم الطقس البارد والأمطار الغزيرة التي تجلب مزيد من البؤس".

تنهار النظم الغذائية في قطاع غزة ، حيث يعاني الناس من الجوع الشديد بسبب دخول كمية محدودة جدًا من الوقود والمساعدات إلى المنطقة.كان  يعاني 60 % من سكان قطاع غزة من إنعدام الأمن الغذائي قبل 7 تشرين أول، إلا أن جميع سكان القطاع حاليا يعانون من إنعدام الأمن الغذائي، وفقًا للأمم المتحدة، التي تحذرمن إحتمال فوري لتجويع السكان في قطاع غزة.

أغلقت معظم المخابز في قطاع غزة أبوابها بسبب نقص الوقود والأضرار الناجمة عن الغارات الجوية، بينما لم يتم تشغيل أي مخابز في شمال قطاع غزة منذ 7 نوفمبر. كما تعرضت آخر مطحنة للقمح في دير البلح في قطاع غزة للقصف مما أجبرها على الإغلاق. لا تتوفر الأسماك أيضا في قطاع غزة حاليا التي عادة ما تكون عنصرًا أساسيًا رخيصًا في النظام الغذائي للسكان في هذه المنطقة الساحلية بسبب وجود مخاطر شديدة تمنع وصول الصيادين الى البحر.  تغلق المتاجر أبوابها بشكل متزايد، وحتى المتاجر التي لا تزال مفتوحة تفيد بنفاذ المواد الأساسية مثل دقيق القمح ومنتجات الألبان والمياه والبيض. وفي حال توفر كميات محدودة من الطعام للعائلات، فإنها لا تستطيع طهيها بسبب نقص الوقود. ونتيجة لذلك، يلجأ الناس إلى تناول البصل والباذنجان غيرالمطبوخ، وأحيانا، يتم إشعال النار باستخدام طرق غير آمنة وغير صحية. إن نصف شاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول كان من الغذاء، وهذه الكمية تكفي فقط لتلبية 7٪ من الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للسكان، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.

  تتحدث "يارا" هي أم تعمل في المجال الإنساني والتي نزحت من شمال غزة إلى جنوبها قائلة: "نحن نفتقد لكل الاحتياجات الأساسية التي يجب أن تتوفر لكل إنسان اليوم. نحن نريد اليوم فقط ما يمكن إنقاذ حياتنا. نبحث عن رشفة من الماء، حتى لو كانت مالحة. لا توجد طاقة شمسية أو وقود لمساعدتنا في العثورعلى مياه عذبة أو لتشغيل محطات تحلية المياه. لم يعد بإمكاننا إيجاد الخبز ونقف في طوابير لمدة ست أو سبع أو ثماني ساعات حتى نتمكن من الحصول على الخبز لإطعام الأطفال ".

تتحدث بثينة هي مديرة جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، قائلة:  "وضعت الأونروا خطة لتوزيع الدقيق قبل أسبوعين على المخابز حتى يتمكنوا من صنع الخبز. لكم أن تتخيلوا بأن الطفل يحصل على قطعة صغيرة جدا من الخبز طوال اليوم، بينما يحصل الشخص البالغ على قطعتين طوال اليوم. ومع ذلك، فقد تحلى الناس بالصبر وقبلوا الظروف القاسية. لكن نقص الوقود والديزل يمنع جميع المخابز من خبز الخبز. لم يعد لدينا أي مخابزتعمل . الطعام الوحيد المتاح هو التونة المعلبة. يتم إعطاء علبة تونة واحدة أو علبة واحدة من لحم البقر المعلب لكل عائلة يوميًا. "

حتى الأسبوع الماضي، لم يدخل أي وقود إلى قطاع غزة منذ بداية الأزمة. تم الإعلان عن هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام يتم فيها وقف القتال والتي تم الاتفاق عليها كجزء من صفقة الرهائن، سيتم إدخال الوقود إلى غزة إلى جانب مساعدات أخرى لأغراض إنسانية. من الضروري السماح بإدخال كميات كافية من الوقود إلى قطاع غزة لتمكين عمل الخدمات الحيوية: قالت الأونروا إنها تحتاج إلى ما لا يقل عن 160000 لتر يوميًا لمجرد استمرار تشغيل العمليات الإنسانية الأساسية. ليس من الواضح كيف ستصل شاحنات الوقود أو المساعدات إلى 807،000 شخص في حاجة ماسة في شمال قطاع غزة، والذي تم عزله إلى حد كبير. تم توقف جميع مرافق المياه والصرف الصحي في شمال قطاع غزة، ولم يتم توزيع زجاجات المياه منذ 28 أكتوبر - مما أدى إلى مخاوف من انتشار الجفاف والأمراض.

إن النقص الحاد في الغذاء له بالفعل آثار صحية مقلقة للغاية على سكان غزة، ولا سيما النساء المرضعات والأطفال الرضع . ومع ذلك، فإن الوضع يزداد سوءًا بسبب وصول الطقس البارد والأمطار الغزيرة، مما سيزيد من التعرض للمرض، حيث يفتقرمعظم الناس إلى المأوى والملابس الدافئة ضد الماء.

تتحدث رنا *، التي نزحت من منزلها وتقيم حاليًا في خيمة مع أطفالها في جنوب غزة: "بالأمس كان أطفالي يخافون من الموت. كادت العاصفة إقتلاع  الخيمة وطيرانها بعيدًا. كنا نتجمد حتى الموت. كان الأطفال يرتجفون كثيرًا. لا أستطيع العثورعلى بطانية لتغطيتهم. تركنا منازلنا بدون ملابس. لا تتوفر السترات الصوفية والملابس الشتوية. لا نعرف ماذا نفعل. أنا وحدي، زوجي ليس هنا. لا أعرف كيف أدبر أمرهم . لا يمكنني تغطيتهم أو وضع الملابس عليهم لتدفئتهم، يا رب لا نريد مزيد من المطر وضعنا بائس جدا". 

لمى * امرأة *حامل نزحت من منزلها في شمال غزة وتلجأ حاليًا في خيمة في جنوب غزة مع زوجها وأطفالها الستة. قالت:” لا يوجد ملابس لأولادي. عندما غادرنا منازلنا، خرجنا بملابسنا الصيفية في بداية الحرب، حيث كانت تسود الأجواء الصيفية. غادرنا فقط بالملابس التي كنا نرتديها ولم نأخذ أي شيء معنا. هناك أناس يموتون من البرد، و الجوع. ولا يوجد شيء هنا. لا توجد بطانيات أو ملابس أو حتى طعام. لا يمكننا إيجاد الخبز. حتى الماء، نعاني كثيرا لنحصل عليه، ونحن نتجمد حتى الموت ".

تحدثت ريهام جعفري، مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد-فلسطين: " هنالك إحتمال كبير لئن يواجه الأشخاص الآن في غزة الذين نجوا من الغارات الجوية التي لاهوادة فيها على مدى أكثر من ستة أسابيع للتضور جوعاً حتى الموت مع نقص الإمدادات الغذائية وتضاؤلها إلى الصفر. أدى وصول الشتاء إلى زيادة بؤسهم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في نقاط الإيواء المؤقتة في الشوارع. ما هي الحماية التي ستوفرها الخيام الواهية والملابس الصيفية للذين فروا من منازلهم ضد العواصف الرعدية الشديدة والفيضانات ؟ كيف لهم أن ينعموا بالدفء وتجفيف ملابسهم عندما لا يوجد مكان يذهبون إليه ؟".

نرحب بالأنباء التي تفيد بالتوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية مؤقتة لمدة أربعة أيام. ومع ذلك، يستحيل أن تكفي أربعة أيام لدخول المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة والوصول إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. ولن يكون الأمر أكثر من فترة راحة قصيرة إذا بدأت القنابل بالسقوط بعد أيام قليلة مرة أخرى. نحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الفوري ، لوقف فقدان المزيد من الأرواح والحصول على ما يكفي من الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية لجميع من يحتاجون إليها ".

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org