Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : قطاع غزة الأخطر بالعالم بالنسبة للنساء في الوقت الحالي

صور للنساء في قطاع غزة أثناء التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة لعام 2023

قطاع غزة – فلسطين - تعاني النساء والفتيات في غزة من مستويات غير مسبوقة من العنف خلال التصعيد العسكري الاسرئيلي ضد قطاع غزة ، مما يجعل هذه البقعة المحاصرة واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للمرأة في الوقت الحالي. بينما يختتم العالم حملة ال 16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، تتعرض النساء والفتيات في غزة للقتل والإصابة بمعدلات مروعة، مع حرمانهن من التمتع بحقوقهن الأساسية في الغذاء والماء والرعاية الصحية يوميًا، ويتعرضن لضغط نفسي هائل وصدمات بعد شهرين من العيش في رعب.

الأرقام ترسم صورة صارخة ومروعة. يتم قتل إثنتين من الأمهات كل ساعة في غزة وسبع نساء كل ساعتين. تم قتل حوالي  5000  امرأة منذ 7 تشرين الأول، في حين أن النساء والأطفال يشكلون حوالي 70% من إجمالي عدد الضحايا . فقدت تقريبا كل امرأة وفتاة شخصًا ما سواء كان طفلها أو زوجها أو والديها أو شقيقها أو قريبها أو جارها أو إحدى صديقاتها. 

تتحدث *هناء* وهي طبيبة في مستشفى العودة، شريك منظمة أكشن إيد الدولية، في شمال غزة: "لقد واجهنا العديد من القصص المروعة خلال الإعتداءات على قطاع غزة: نساء عانين من العنف الجسدي والنفسي. وأحد القصص التي ظلت عالقة في ذهني، كانت قصة لإمرأة كان من المقرر أن تلد بشكل طبيعي. لكن منزلها تعرض للقصف، وأدى القصف إلى حاجتها إلى عملية قيصرية طارئة. فقدت مولودها بسبب الضغط الذي واجهته. ومن المحزن أن زوجها وبقية أطفالها قد تم قتلهم أيضًا. كان لدى هذه المرأة حلم بسيط بتكوين أسرة  ومكان آمن لولادتها. كانت تحلم بتربية أطفالها مع زوجها. تأثرت صحتها النفسية بسبب فقدان مولودها الجديد وعائلتها".

هناك حوالي 50,000 امرأة حامل في غزة، تتعرض حياة 180 إمرأة منهن كل يوم للخطر أثناء الولادة دون رعاية طبية كافية، ويشمل ذلك الخضوع للعمليات القيصرية والعمليات الطارئة دون تعقيم أو تخدير أو مسكنات.

قالت لنا نعمة*، وهي قابلة في مستشفى العودة: "خلال الغارات الإسرائيلية على غزة، شهدنا عددًا من حالات النساء الناجيات من العنف الناجم عن تلك الغارات. كانت هناك امرأة تعرض منزلها للقصف وتم إنقاذها من تحت الأنقاض. وصلت إلى المستشفى مصابة بعدة كسور في جميع أنحاء جسدها، حيث كانت أيضًا في مرحلة المخاض الشديد، لذا تم نقلها بسرعة إلى غرفة العمليات. ولحسن الحظ، نجت هي وطفلها وهما الآن في صحة جيدة،  لكن فقدت هذه المرأة حقها في الحصول على مكان آمن للولادة فيه. كما فقدت حقها في الحصول على إحتياجاتها واحتياجات طفلها الأساسية.

لقد تحطم حلمها في تكوين عائلتها الصغيرة بسبب أعمال العنف والإعتداءات التي دمرت قطاع غزة. لقد تم حرمانها من تحقيق حلمها والاستمتاع بفرحتها وحقوقها الإنسانية الأساسية. ستعاني هذه المرأة التي تعرضت للإيذاء الجسدي جراء الاعتداءات، من آثار صحية ونفسية. سيؤثر نقص الغذاء بشكل كبيرعلى توفيرالحليب من خلال الرضاعة الطبيعية لطفلها".

منذ بداية الحرب، تم تهجير 800 ألف امرأة من منازلهن لعدة مرات في كثير من الأحيان. ويعيش العديد من النساء والفتيات الآن في مرافق مكتظة للغاية، حيث لا يوجد في بعض الأماكن سوى مكان  واحد للإستحمام لكل 700 شخص ومرحاض واحد لكل 150 شخصًا. لا يتوفر لهن سوى القليل من الماء للاغتسال به، ولا يوجد أي شيء على الإطلاق، ولا توجد خصوصية، ولا يوجد صابون ليحافظن على نظافتهن، ولا توجد المستلزمات الخاصة بالدورة الشهرية.

تتحدث * آية*، وهي أم وعاملة في المجال الإنساني، نزحت من منزلها ثلاث مرات: "أنا كامرأة أعاني ولا أستطيع الوصول إلى ضروريات الحياة الأساسية. ليس هناك ماء، لقد عانيت خلال فترة الدورة الشهرية. لم يتوفر لي فوط صحية لاحتياجاتي الخاصة أو ماء للنظافة الشخصية، طوال هذه الفترة".

إن الأضرار النفسية التي تسببها الأزمة للنساء والفتيات في غزة خطيرة. وحتى قبل الحرب الحالية، تعرض العديد منهن لانتهاكات متكررة لحقوق الإنسان بسبب الحصار الإسرائيلي والإعتداءات السابقة، مما ترك النساء في مواجهة ضائقة نفسية شديدة.

وقالت يارا*، وهي أم وعاملة إنسانية نزحت إلى جنوب قطاع غزة : "اليوم، لقد فقدت الأمل. يزداد خوفي ورعبي أكثر من ذي قبل مع كل يوم يمر.  عندي أمنيتين كأم. أتمنى أولا أن أموت قبل أطفالي. لا أريد أن أرى أطفالي يموتون أمامي. أما أمنيتي الثانية هي الموت السريع، في حال تعرضنا للقصف بالصواريخ ، حيث لا أتمنى أن أبقى تحت الأنقاض ما بين 16أو 17 أو 18 ساعة".

شهد سكان قطاع غزة مرارا وتكرارا مشاهد لا يمكن تصورها من الموت والدمار خلال الشهرين الماضيين . لم ينعم سكان قطاع غزة بالراحة أو النجاة من رعب تساؤلهم عن إمكانية بقائهم واسرهم على قيد الحياة ليوم آخر بسبب عدم وجود مكان آمن. بينما يحتفل العالم بإختتام حملة ال 16 يومًا من النشاط لمناهضة المبني على النوع الاجتماعي، يجب أن يكون وقف إطلاق النار الدائم في غزة مطلبًا أساسيًا للحملة. إنها الطريقة الوحيدة لإنهاء العنف المدمر الذي تعاني منه النساء والفتيات في الوقت الحالي.

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين رهام جعفري : “إن غزة هي أخطر مكان في العالم بالنسبة للفتيات والنساء في الوقت الحالي. حيث يزداد عدد النساء والفتيات اللواتي يتم قتلهن بلا سبب خلال هذا العنف كل ساعة. وفي الوقت نفسه، يمثل كل يوم معاناة شديدة للنساء لتلبية احتياجاتهن الأساسية. إستمرهذا الكابوس ما يزيد عن شهرين كاملين، مما جعل النساء والفتيات في غزة يتساءلن لماذا تخلى العالم عنهن. وليس من المستغرب أن بعض النساء بدأن فقدان الأمل.  من غير المقبول للعالم أن يخذل النساء والفتيات في غزة بعد الآن، بل  يجب المطالبة بوقف دائم لإطلاق النار فورا.

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org