Skip to main content

مستشفيات غزة تطلق نداء إستغاثة للحصول على الوقود لمواجهة الإنقطاع الوشيك للتيار الكهربائي

صورة لاحد مستشفيات غزة خلال  االتصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة لعام 2023

 

"مستشفياتنا في غزة تغرق في الظلام  وحياة الآلاف من المرضى على المحك بما فيهم الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات"

نتيجة لنفاذ إمدادات الوقود، تدق المستشفيات في غزة ناقوس الخطر بإطلاق نداء أخير للحصول على مساعدات الوقود قبل أن تغلق عملياتها بالكامل.

حذرت وزارة الصحة في غزة من توقف المولدات الكهربائية في المستشفيات الرئيسية في شمال غزة عن العمل خلال ساعات قليلة بسبب نفاد الوقود بالكامل. من بين هذه المسشتشفيات مجمع الشفاء الطبي. كما أعلن المستشفى الإندونيسي عن توقف المولّد الرئيسي الخاص به عن العمل بشكل نهائي، وهو ما يضع مئات المرضى والمصابين الفلسطينيين في خطر محدق. تعالج هذه المستشفيات حاليًا 42 طفلًا من حديثي الولادة في الحاضنات، و62 مريضًا على أجهزة التنفس الصناعي، و650 مريضًا يعانون من الفشل الكلوي، إضافة مئات المرضى الآخرين. سيفقد هؤلاء حياتهم في حال عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الرعاية الصحية. 

 كما أكدت وزارة الصحة في غزة أن مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني توقف عن العمل بسبب تعرضه للقصف الإسرائيلي قبل يومين ونفاد وقوده.  هذا المستشفى التخصصي هو المستشفى الوحيد الذي يقدم علاج لأمراض السرطان. وبذلك يرتفع إجمالي المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بسبب القصف ونقص الوقود إلى 16 مستشفى من أصل 35.

تحدثت رهام الجعفري، منسقة الاتصالات والمناصرة في منظمة أكشن إيد فلسطين؛ "إن المستشفيات في غزة على وشك الغرق في الظلام. أصبحت حياة الآلاف من المرضى على المحك، بما فيهم الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات. يطلق الأطباء نداء أخير للحصول على مساعدات الوقود، مع معرفتهم بأن هذه الليلة قد تمثل نقطة تحول حاسمة في قدرتهم على توفير الرعاية المنقذة للحياة.

تتحدث ختام من مخيم دير البلح وهي أم لطفل حديث الولادة: "لا يوجد ماء للشرب. لا توجد مياه نظيفة. نحن بالكاد نروي عطشنا. يصعب علينا تغيير حفاضة الطفل. لاتتوفر الحفاضات والملابس. أنا أستعطف الناس هنا وهناك للحصول على بعض الملابس للطفل. لا يوجد مكان نظيف للنوم على الإطلاق. أواجه معاناة في العثورعلى الحفاضات. أستعمل حفاضة واحدة طوال اليوم في محاولة للتقنين في استعمال الحفاضات.

لقد تم تدمير منزلي. ونحن الآن نازحين في مدرسة. لدي أربعة أطفال آخرون يريدون تناول الطعام منذ الصباح، ولكن لا يوجد خبز. عند سؤال ختام عن " كيف تساعدي أطفالك حتى لا يتأثروا بسماع صوت الصواريخ عند حدوث قصف على مقربة من منزلكم ،  أو كيف تعملين علىى المحافظة على سلامتهم؟ أجابت :" بصراحة، أنا شخصيا لا أستطيع حماية نفسي. أنا خائفة مثلهم".

شهدت الأيام الماضية غارات جوية مدمرة على مخيم جباليا للاجئين، والتي خلفت مئات الضحايا  والجرحى فمن المرجح أن العديد من الأشخاص ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض وأن هذا العدد لا يمثل إجمالي الضحايا مع تسوية المخيم المكتظ بالسكان بالأرض. 

إن الإمدادات الطبية التي دخلت من خلال الشاحنات الى قطاع غزة في الأسابيع الاخيرة تكفي لمعالجة 5000 جريح فقط على الرغم وجود ما يزيد على 32000 جريح الذين يتلقون الرعاية الطارئة. بلغ معدل الإشغال في مستشفيات غزة أكثر من 150٪، حسب وزارة الصحة في غزة.  لم يتلقى مستشفى الشفاء الذي يقع في شمال غزة إمدادات طبية بسبب تدمير الطرق.  يخدم هذا المستشفى 5000 مريض على الرغم من قدرته الإستيعابية تكفي لخدمة 700 مريض فقط. أصبحت المستشفيات مكانًا لإيواء العديد من سكان غزة، حيث تظهر أحدث الأرقام  إلى وجود ما يقارب  117000 نازح في شمال غزة وحدها .

تواصل ريهام حديثها: " تقيم العديد من العائلات وتوزع أفرادها في أماكن مختلفة من قطاع غزة، لتجنب موتهم جميعًا مرة واحدة في غارة جوية. إن مستويات الألم التي يتحملها سكان غزة يومًا بعد يوم لا يمكن تصورها". 

لا نملك الكلمات لوصف الوحشية المطلقة لما يحدث في غزة. على الرغم من إرتكاب عدد لا يحصى من الإنتهاكات الفعلية للقانون الإنساني الدولي خلال هذه الأزمة، إلا أن هجوم إسرائيل على مخيم جباليا هو هجوم همجي حقًا ومثال آخر على استخدام إسرائيل  لسياسة العقاب الجماعي الذي أودى بحياة ما يزيد على 9000 شخص   .

لا تتوفر المواصلات العامة في غزة. وبالكاد يتوفر الوقود، مما يعني أنه لا توجد طريقة للإخلاء والتوجه نحو الجنوب. كما تم تدمير شارع صلاح الدين بالكامل من خلال الغارات الجوية، حيث يربط هذا الشارع بين شمال غزة وجنوبها، وبالتالي يتم حصار مئات الآلاف من سكان غزة.

قالت رهام: "لقد صدرت أوامر للسكان في شمال غزة بالإخلاء إلى الجنوب، ولكن مع الأضرار الجسيمة التي لحقت بالطرق بسبب القصف وعدم قدرة السيارات على التحرك بسبب نقص الوقود، هل يستطيع المدنيون الإنتقال إلى الجنوب ؟ قد يتعرض المرضى الذين يستخدمون أجهزة غسيل الكلى والأطفال في الحاضنات من المستشفيات للموت في حال نقلهم. وحتى لو تمكن الناس بطريقة ما من الإنتقال جنوباً، فالحقيقية أن هذه المناطق تتعرض لقصف شبه مستمر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مما يثبت أنها ليست مكاناً آمناً للاحتماء فيها. الناس في غزة محاصرون ويواجهون القصف في كل مكان يتواجدون فيه".

يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار الآن، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى سكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إليها.

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.  

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org