أكشن إيد فلسطين تدعم بناء أفران طينية في ظل أزمة الخبز في القطاع
قطاع غزة – فلسطين، في استجابة للاحتياجات المتزايدة في قطاع غزة، دعمت مؤسسة أكشن إيد فلسطين، بالشراكة مع جمعية وفاق لرعاية الطفل والمرأة، بناء أفران طينية ضمن أنشطة مشروع "تعزيز تأثير وأدوار القيادة للشباب الفلسطيني والشابات لأجل مجتمعات صامدة، عادلة، وخضراء" في مخيم جورة العقاد في قطاع غزة. يأتي هذا الدعم في ظل تفاقم أزمة الغذاء بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة والحصار الكامل المفروض على القطاع المحاصر، مما أدى إلى أضرار واسعة النطاق للمستشفيات والمدارس والبنية التحتية الحيوية الأخرى، وعمّق الأزمة الإنسانية في المنطقة.
يهدف هذا التدخل إلى تلبية احتياجات النساء في المخيم، وتوفير أماكن آمنة للحصول على الخبز، بالإضافة إلى توزيع الخبز بشكل مجاني على السيدات لتخفيف معاناتهن من الانتظار في طوابير طويلة. كما جاء هذا المشروع في إطار تعزيز القدرة على الصمود للمجتمعات المحلية، حيث توفر الأفران الطينية مصدرًا مستدامًا للطهي باستخدام مواد محلية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي الذي أصبح نادرًا.
الهدف من المشروع هو توفير مصدر طهي مستدام وآمن للعائلات النازحة في المخيم، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في الوقود والمصادر التقليدية للطهي. تساهم الأفران الطينية في تعزيز الاستدامة البيئية من خلال استخدام مواد محلية ومتجددة، كما تساهم في تقليل التكاليف الاقتصادية للعائلات.
تتحدث نسرين، امرأة أرملة نازحة تعمل في مخيم جورة العقاد، عن معاناة الناس: "نحن في أمس الحاجة لمثل هذه الأفران بسبب عدم توفر أي شيء لدينا، فالناس غير قادرة على توفير الخبز والحطب والطحين لأن أسعارها مرتفعة جدًا."
وفي كل صباح، يتجمع الحشود خارج المخابز القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، حيث يحاول الناس بشكل يائس الحصول على رغيف خبز في نقاط التوزيع المحدودة. حذرت تقييمات مدعومة من الأمم المتحدة الشهر الماضي من خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق في شمال قطاع غزة، في ظل توقف شبه كامل للمساعدات الغذائية بعد أن شنت إسرائيل هجومًا عسكريًا بريًا في المنطقة. كما أصبحت السلع الأساسية مثل المياه، والمنتجات الطازجة، والأدوية نادرة للغاية.
وفقًا لشهادات من السكان في الأشهر الأخيرة، يستيقظ الغزيون في ساعات الصباح الباكر للوقوف في طوابير طويلة لضمان حصولهم على بعض الطحين أو الخبز. يقضي العديد من الأشخاص يومًا كاملاً من 8 إلى 10 ساعات للحصول على رغيف خبز. من الصعب للغاية العثور على أكياس الطحين بوزن 50 كيلوجرامًا (110 أرطال) التي كانت تكفيهم لأسابيع قبل الحرب.
حتى 9 ديسمبر، كانت فقط 4 من أصل 19 مخبزًا مدعومًا من برنامج الأغذية العالمي تعمل في قطاع غزة، وجميعها في محافظة غزة، حيث كان تدفق دقيق القمح مستمرًا نسبيًا، حيث أشارت ملاحظات السوق في 1 ديسمبر إلى أن سعر كيس الدقيق وصل إلى ما لا يقل عن 1,000 شيكل (280 دولارًا) في دير البلح و875 شيكلًا (245 دولارًا) في خان يونس.
قبل الحرب، كان كيس الطحين بوزن 100 شيكل (حوالي 30 دولارًا) يكفي العائلات لعدة أسابيع. لكن داخل غزة، حيث دُمرت أكثر من نصف المباني، توقفت الإنتاجية تقريبًا. فالمطاحن، والمخازن التي تخزن الطحين، والمخابز الصناعية أصبحت عاجزة عن العمل بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بها نتيجة القصف.
يعد هذا المشروع جزءًا من جهود أكشن إيد لدعم المجتمعات الفلسطينية من خلال تعزيز قدرتها على الصمود وتحسين الظروف المعيشية، بينما يتم تمكين الشباب والشابات في القيادة والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل أكثر استدامة وعدلًا.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org