Skip to main content

منظمة آكش إيد الدولية : الأمهات الفلسطينيات يواجهن القتل والفقدان والمجاعة والنزوح والصدمات النفسية

صورة لأمرأة فلسطينية فيقطاع غزة أثناء التصعيد العسكري على قطاع غزة لعام 2023\2024

 

قطاع  غزة- الأراضي الفلسطينية المحتلة – لا تحتفل الأمهات الفلسطينيات بعيدهن هذا العام، الذي يصادف 21 آذار، حيث تقف الأمهات الفلسطينيات في غزة عاجزات بلا حول ولا قوة أمام معاناة  أطفالهن من الجوع والعطش دون أي أمل في إطعامهم، بينما يكافحن من أجل الحفاظ على تمتع أطفالهن بملابس جافة ونظيفة في ظل عدم توفر  الضروريات مثل الحفاضات و الملابس الدافئة.

تقول عبلة*، وهي أم نازحة تعيش حالياً في خيمة مع أطفالها التسعة، إنه لا يوجد طعام للإفطار خلال  شهر رمضان. قالت: "كيف يمكنني إطعام تسعة أطفال يستطيعون  العيش بالكاد في خيمة صغيرة؟ ماذا سأطعمهم على الإفطار؟ لدي أطفال وشباب يحتاجون إلى التغذية. ولا نملك حتى إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، فالقليل من البندورة والخيار ليس طعامًا كافيًا، مع بعض الجبن الذي لا يتوفر دائمًا.  كيف يمكن إطعام  تسعة اشخاص بقطعة صغيرة من الجبن أو علبة اللحم؟ كيف نأكل ونشرب؟  نحن صائمون منذ خمسة أشهر، قبل دخول شهر رمضان بكثير".

تتحدث شريهان، وهي أم نازحة لستة أطفال تعيش حالياً في مخيم للنازحين بغزة، لا تملك ما تطعمه لأطفالها، كما أنها غير قادرة على  الرضاعة الطبيعية لإرضاع طفلها، قائلة : " أحاول إرضاع طفلي، لكن ليس لدي حليب، مما يجعله يبكي من الجوع. لا يوجد تغذية أو طعام مناسب... سأكون قادرًا على الرضاعة الطبيعية في حال حصولي على التغذية  الجيدة. ليس لدينا الكثير من الطعام ونحن جائعون. لم نحصل على خبز ولا دقيق لصنع الخبز لنأكله. لم نحصل على أي مساعدة على الإطلاق ". تضطر شريهان إلى استخدام بدائل غير مناسبة، مما يعرضها لخطر الإصابة بالطفح الجلدي أو الالتهابات بسبب عدم قدرتها على شراء الحفاضات التي ارتفعت أسعارها.  

تواصل شريهان: " الحفاضات غالية الثمن، وكذلك حليب الأطفال. ليس لدينا أي شيء. أتجول في الخيام وأطلب المساعدة من الناس. الحفاضة الواحدة تكلفني 5 شيكل [1.09 جنيه إسترليني]. وهذا مبلغ كبير مقابل حفاضة واحدة. وحتى لو كانت أرخص، ليس لدينا المال لشرائها. أستخدم قطع القماش القديمة بدلاً من الحفاضات. أحيانًا أمزق قمصان بعض بناتي. أقوم بتمزيق الملابس التي لا نحتاجها أو أطلب المساعدة من الناس. كما أنني أستخدم الأكياس البلاستيكية بدلاً من الحفاضات."

بينما يحذر  التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن 70% من سكان شمال غزة يواجهون المجاعة في أي وقت من الآن وحتى أيار، ويواجه نصف السكان - حوالي 1.1 مليون شخص - مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، فإن الأطفال يموتون بالفعل نتيجة لسوء التغذية. أفادت التقارير بموت ما لا يقل عن 27 طفلاً في شمال غزة ، بسبب سوء التغذية والجفاف في الأسابيع الأخيرة الناجم عن  النقص المزمن في الغذاء وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. أخبرنا الدكتور محمد صالحة،  القائم بأعمال مدير مستشفى العودة شمال غزة الذي تديره منظمة العودة، شريكة منظمة أكشن إيد، أن الأطباء شهدوا زيادة في حالات وفاة الأطفال وحالات فقدان النساء لأطفالهن في وقت متأخر جدًا أثناء الحمل نتيجة لسوء التغذية.

من المؤكد موت المزيد من الأطفال بشكل مأساوي،  ما لم يتم السماح بدخول المزيد من المساعدات الغذائية إلى غزة بشكل فوري وإيصالها الى من هم بأمس الحاجة إليها. تشير اليونيسف إن واحداً من كل ثلاثة أطفال في القطاع يعاني بالفعل من سوء التغذية الحاد، في حين يعاني 4.5% من الأطفال في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في شمال غزة،  و4% من الأطفال في رفح من الهزال الشديد – وهو أكثر أشكال سوء التغذية التي تهدد الحياة والذي يتطلب علاجا عاجلا. وتحتاج غزة  ما يزيد على  1000 شاحنة من المساعدات  الإنسانية لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للسكان، لكن معدل ما يدخل قطاع غزة خلال  عام 2024، أقل من 100 شاحنة يوميًا في المتوسط. لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي من نقل سوى تسع قوافل إلى شمال غزة، حيث تشتد الحاجة إليها، منذ بداية العام، وكان آخرها - ليلة الأحد التي ضمت 18 شاحنة محملة فقط بالمواد الغذائية، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
تُضطر النساء لولادة  في غزة على الولادة وسط ظروف مرعبة وغير آمنة وغير صحية دون رعاية صحية كافية - بما في ذلك التخدير ومسكنات الألم. كما تضطر الأمهات حديثات الولادة إلى رعاية أطفالهن حديثي الولادة في خيام أو مراكز الإيواء المكتظة غير النظيفة، دون توفر المستلزمات الضرورية التي يحتاجون إليها.

 فاطمة هي أم لطفل حديث الولادة تعيش في مركز إيواء في مدرسة، يساورها القلق على صحة طفلها، قائلة : " قضيت الأشهر الثلاثة الأخيرة من حملي كنازحة، نائمة على الأرض. كنت مريضة ومرهقة، وقد أثر ذلك بشدة على حملي. حاولت الحصول على بعض مستلزمات الطفل. لم يتوفر هناك الكثير من المال لي، وبالكاد كان معي بعض المال  لشراء ما أحتاج اليه. لم يكن لدي طعام أو مشروبات مناسبة تساعدني على انتاج الحليب بعد الولادة... لقد عانيت من العديد من المضاعفات الصحية بعد الولادة. كنت أشعر بالدوخة طوال الوقت وبالكاد كنت أستطع التحرك .المراحيض في مراكز الإيواء  قذرة وملوثة للغاية. ينتشر التهاب الكبد. كنت خائفة حقًا على طفلي أن يكون في خطر بسبب انتشار الأمراض. هناك عدد كبير من الناس يعيشون هنا، وهذا أمر سيئ بالنسبة لحديثي الولادة. من غير الصحي أن يعيش  أي طفل هنا. ليس لدينا طعام ولا ماء. لا ملابس مناسبة لارتدائها. من الصعب حتى شراء الحفاضات لطفلي. أنا حزين لأن طفلي ولد وسط هذه المعاناة والحاجة".

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد -فلسطين رهام جعفري : " إن الأمهات في غزة اليوم في وضع مروع، حيث يعانين من الصدمات النفسية بسبب العيش في ظروف الحرب لما يقارب ستة أشهر ، وتوقع حدوث الموت في  أي وقت، تقف الأمهات عاجزات أمام مشاهدة موت أطفالهن ومرضهم وتناقص أوزانهم بسبب الجوع،  حيث أصبح من المستحيل الوصول إلى الغذاء والماء. تبذل الامهات  كل ما في وسعهن لرعاية أطفالهن، ويستخدمن بقايا الملابس كحفاظات، ويقللن من تناول الغذاء ويبحثن عن العشب والأعلاف الحيوانية لتناولها- لكن الظروف تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. إن التوقعات قاتمة بسبب التحذيرات من أن المجاعة وشيكة، ولكن لا يوجد أي مبرر لللامبالاة ــ وهذه النتيجة من الممكن، بل لابد من تجنبها، ولكنها تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة الآن. يجب على إسرائيل أن تسمح لوكالات الإغاثة بالوصول الكامل دون قيد أو شرط إلى غزة لإيصال الغذاء والماء والإمدادات الطبية إلى المحتاجين ودرء المجاعة. ويمكن تحقيق ذلك هذا جنبًا إلى جنب مع وقف فوري ودائم لإطلاق النار: فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها توزيع المساعدات الحيوية بأمان بالحجم المطلوب، والطريقة الوحيدة لوقف ارتفاع عدد القتلى المروع الناجم عن هذه الأزمة.

 

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org