Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : إحياء اليوم العالمي للنظافة أثناء الدورة الشهرية في العالم يتزامن مع حرمان نساء غزة من الحصول على الماء ومستلزمات الدورة الشهرية

 

 الأراضي الفلسطينية المحتلة - إن حدوث الدورة الشهرية دون إمكانية وصول النساء إلى الماء أو الفوط الصحية أو الصابون هو أحد أسوأ المشاكل التي تعاني منها النساء في قطاع غزة حيث أدت الحرب ضد قطاع غزة إلى ارتفاع فقر الدورة الشهرية وبالتالي حرمان النساء  والفتيات من الوصول إلى منتجات الدورة الشهرية أو تحمل تكلفتها. 

يصادف اليوم  28 آيار من كل عام اليوم العالمي للنظافة أثناء الدورة الشهرية على مستوى العالم، وصفت ثلاث نساء من قطاع غزة مدى صعوبة  التعامل مع الدورة الشهرية في ظل عدم توفر ما يكفي من مستلزمات الدورة الشهرية أو الماء أو الصابون أو الوصول إلى المراحيض، مع تفاقم الظروف وقلة المساعدات.

اختفت مستلزمات الدورة الشهرية تقريبًا من الأسواق المحلية في غزة، وتكون أسعارها مرتفعة في حال توفرها، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، مما أجبر العديد من النساء والفتيات على استخدام المستلزمات لفترة أطول من الموصى بها أو الاعتماد على بدائل غير آمنة، مثل بقايا الخيام. ومع نزوح غالبية السكان وعيشهم في مناطق مكتظة للغاية، حيث تتعرض الموارد لضغوط هائلة، فإن إمكانية الحصول على المياه والصابون محدودة للغاية. يكاد يكون من المستحيل العثور على الخصوصية، حيث يضطر مئات الأشخاص إلى مشاركة مرحاض وتشارك وحدة صحية واحدة للإستحمام. 

أخبرت ثلاث نساء منظمة آكشن إيد الدولية عن كيفية التعامل مع الدورة الشهرية كل شهر. قالت هدى (33 عاما)، التي تعيش في خيمة في أرض مستشفى في المنطقة الوسطى من قطاع غزة مع بناتها الثلاث، في رسالة صوتية:" إن الدورة الشهرية دون الحصول على الماء أو الفوط الصحية أو الصابون هي واحدة من أسوأ الأمور. كان هنالك نقصا شديدا في توفر هذه المستلزمات في بداية الحرب. كان علينا استخدام قطع  قماش رقيقة مؤقتة عندما نزحنا لأول مرة. إنها أيضًا قضية أساسية وخاصة فيما يتعلق بإستخدام المرحاض بدون ماء. نحن بحاجة إلى أخذ زجاجة ماء في كل مرة نضطر فيها إلى استخدام المرحاض. ليس لدينا صابون، الأمر الذي أدى إلى إنتشار العديد من الفيروسات في الحمامات، مما سبب النزلات المعوية واليرقان . لقد أصبت باليرقان وما زلت أتعافى. عيوني صفراء. وأنا أعاني من مشكلة في عيني وأذني. لا أستطيع أن أرى أو أسمع بشكل صحيح . إن الدورة الشهرية هنا أمر فظيع... عندما تمر إحدى بناتي بالدورة الشهرية، يتعين عليها شراء الفوط الصحية بمبلغ 10-15 شيكل هذا مبلغ كبير ! لا نستطيع توفيره . تحتوي كل علبة على حوالي ستة فوط، وهذا ليس كافيًا تقريبًا، علبتان غير كافيات بالنسبة لنا. في هذه الأيام، لا يمكننا حتى استخدام فوط القماش المؤقتة. إذا أردنا استخدام  الحفاضات بدلاً من ذلك، فإن الحفاضة الواحدة ثمنها مرتفع . تسبب لنا الحفاضة الطفح الجلدي، كما أن الفوط القماشية المؤقتة عديمة الفائدة. لا شيء يصلح .. إنها مشكلة حقيقية عند حدوث الحيض في الصيف بدون ماء ولا صابون ولا تعقيم ولا مستلزمات نسائية لائقة. كل ما نستخدمه لا فائدة منه. ولكننا نحاول التكيف بما لدينا»

إسراء، 20 عامًا، تعيش حاليًا في خيمة للنازحين في دير البلح، وسط قطاع غزة، وتشعر بالقلق بشأن قدرتها على تحمل تكاليف مستلزمات الدورة الشهرية والحصول عليها. تحدثت إسراء لمنظمة آكشن إيد: " لقد أصبح من الصعب حقًا الحصول على  مستلزمات الدورة الشهرية. يترواح سعر علبة الفوط الصحية 15-17 شيكل ، من يملك هذا المبلغ من المال كل شهر؟ أحاول الاحتفاظ بالعلبة لتدوم  لشهرين ... أشعر بالقلق بشأن ما إذا كنت سأتمكن من الحصول على الفوط الصحية وغيرها من الضروريات. من الصعب حقًا الحصول عليها حتى لو كان لديك المال لشرائها.... تستخدم بعض النساء بدائل للفوط الصحية. من الصعب أن تعيش وتحافظ على نظافتك في خيمة. كنا نعتاد في بيوتنا قبل النزوح الإستحمام أكثر من مرة في اليوم أثناء فصل الصيف. لكن هذا الوضع تغير في الوقت الحاضر، حيث بالكاد يمكننا الاستحمام وغسل شعرنا مرة واحدة في الأسبوع، إضافة لعدم توفر منتجات النظافة الشخصية".

تتحدث دعاء، 30 عاماً، التي نزحت إلى خيمة على أرض مستشفى في دير البلح لمنظمة آكشن إيد : "سعر علبة الفوط الصحية حوالي 15 شيكل وعلبة واحدة ليست كافية؛ أنا دائما بحاجة إلى علبتين. المراحيض لا تعمل دائمًا وليست مفتوحة دائمًا... إن محاولة استخدام المرحاض أمر مزعج،  في بعض الأحيان، يتم منعنا من الوصول إلى الحمام. أبحث عن مراحيض أخرى وأجدها في حالة مزرية.  أنا أستحم مرة واحدة في الشهر، فقط بعد انتهاء دورتي الشهرية. وهذا كل شيء... لا أستطيع حتى الاستحمام أسبوعيًا، أحب الاستحمام مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، لكنني لا أستطيع ذلك".

انخفضت كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة بشكل كبير، مما دفع الناس نحو المجاعة وحرمانهم من الضروريات بما في ذلك منتجات الدورة الشهرية والصابون منذ تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته على رفح في وقت سابق من هذا الشهر. إننا نطالب بفتح جميع طرق المساعدات إلى غزة على الفور، وأن تضمن السلطات الإسرائيلية التدفق الآمن ودون عوائق للمساعدات الأساسية إلى غزة، وهو ما طالبت به التدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري :" في ظل الظروف المعيشية التي لا يمكن وصفها إلا بأنها غير إنسانية، يكاد يكون من المستحيل بالنسبة للنساء والفتيات في غزة التعامل مع الدورة الشهرية بطريقة آمنة وصحية تحفظ كرامتهن. . ومع عدم توفر منتجات الدورة الشهرية أو عدم القدرة على تحمل تكاليفها، تضطر النساء إلى اللجوء إلى استخدام بدائل قد تكون غير آمنة وغير صحية بما في ذلك قصاصات الخيام أو قطع الملابس أو الورق - مما قد يعرض صحتهن للخطر. لا يوجد ببساطة ما يكفي من المراحيض والاستحمام في المناطق التي نزحت اليها النساء، مما يزيد من صعوبة إدارة الدورة الشهرية على النساء. أصبح حدوث الدورة الشهرية كل شهر يزيد من معاناة النساء والفتيات في غزة وانزعاجهن،ويعيشن في حالة من الخوف اليومي وعدم اليقين وخطر وصدمة لمدة ثمانية أشهر حتى الآن. ومع  توقف عمليات الإغاثة بشكل كبير، فإن الوضع الإنساني يتدهور يوما بعد يوم. لا يمكن أن يستمر هذا، نحن بحاجة ماسة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن، لوقف القتل والسماح بتدفق المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة بسرعة وأمان ".

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org