منظمة آكشن إيد الدولية : إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بالمجاعة الوشيكة في قطاع غزة علامة قاتمة لملايين الفلسطينين ووصمة عار على ضمير الإنسانية
قطاع غزة – الأراضي الفلسطينية المحتلة - في ردها على تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي يتنبأ بمجاعة وشيكة في شمال غزة، نددت منظمة أكشن إيد الدولية بالإعلان كونه "وصمة عار على ضمير الإنسانية". ويحذر التقرير من أن 70% من سكان شمال غزة أصبحوا على حافة المجاعة ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لتسهيل إيصال المساعدات على نطاق واسع وتجنب الجوع الكارثي. لم يتم استيفاء الشروط التي وضعها التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي صدر سابقا في كانون الأول 2023، التي كانت ضرورية لمنع المجاعة. تؤكد أحدث الأدلة أن المجاعة وشيكة في المحافظات الشمالية ومن المتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف آذار وآيار 2024.
سلط التقرير الضوء على الأعمال العدائية المستمرة والنزوح القسري الجماعي وتقييد وصول المساعدات الإنسانية كعوامل رئيسية للمجاعة. منعت القوات الإسرائيلية آلاف الأطنان من المساعدات من العبور برا من رفح وإلى شمال غزة حيث تشتد الأزمة خلال الأشهر القليلة الماضية.
تم إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للمجاعة خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، في بلدين فقط - بعد أن أودى الجوع الشديد في الصومال في عام 2011 بحياة 260 ألف شخص، كما أدت الحرب والجفاف إلى إعلان المجاعة في أجزاء من جنوب السودان في عام 2017 وإغراق الملايين في المجاعة وانعدام الأمن الغذائي الحاد.
ذكر مسؤولون في الأمم المتحدة مؤخراً، أن ربع الفلسطينيين في غزة أصبحوا على بعد خطوة من المجاعة. أفادت اليونيسف يوم الجمعة أن طفلاً واحداً من بين كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد، وأفاد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن جميع الأسر تقريباً تقلل وجباتها حتى يتمكن أطفالها من تناول الطعام. وأشار التقرير أيضا إلى ارتفاع حاد في وفيات الأطفال - وهو ما يعتقد خبراء التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه قد يشير إلى بداية وشيكة للمجاعة.
تتحدثت بلسم*، وهي أخصائية التغذية في غزة، عن كيفية بدء موت لأطفال الصغار بسبب سوء التغذية قائلة: "تعاني النساء الحوامل من سوء التغذية خلال هذه الحرب بسبب عدم قدرتهن على الحصول على العناصر الغذائية المناسبة التي تحتاجها الأم والجنين . النساء الحوامل بحاجة إلى اتباع نظام غذائي سليم، ومجموعة كاملة من الأطعمة، وخاصة البروتين الحيواني. يعاني الأطفال والنساء والشيوخ من سوء التغذية في ظل الحرب المروعة والظروف الحالية التي نعيشها بسبب عدم توفر الأطعمة الصحية والمغذية.
تعاني العديد من النساء من مشاكل صحية مما تسبب مشاكل فقدان الوزن لدى النساء والأطفال. يولد الأطفال بوزن أقل من 3.5 كيلو جرام، وهو متوسط الوزن الطبيعي للطفل حديث الولادة. وذلك نتيجة لنقص المواد الغذائية المغذية، وخاصة للنساء الحوامل.
على الرغم من وجود محاولات لتوصيل الغذاء والمساعدات إلى المحتاجين، إلا أن التقارير عن الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية على مراكز توزيع المساعدات التابعة للأمم المتحدة هددت سلامة توصيل المساعدات في جميع أنحاء غزة، مما ترك الكثيرين دون مساعدات منقذة للحياة مثل الغذاء والإمدادات الطبية. سجلت الأونروا عددا غير مسبوق من الانتهاكات ضد موظفيها ومنشآتها منذ بدء الحرب، حيث تم قتل ما لا يقل عن 165 من أعضاء فريق الأونروا، وتم استهداف أكثر من 150 منشأة. إن الحاجة الماسة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق الناراصبحت واضحة الآن أكثر من أي وقت مضى.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، يواجه حوالي 2,000 طبيب وطاقم طبي في شمال غزة مجاعة شديدة، مما يجعلهم منهكين غير قادرين على إطعام أنفسهم بشكل صحيح أثناء العمل على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح.
أحد هؤلاء الأطباء هو الدكتور محمد عبيد، استشاري جراحة العظام في مستشفى العودة، شريك منظمة أكشن إيد في شمال غزة، وقال: "الكثير منا الذين يعيشون هنا في شمال غزة، وخاصة الفريق الطبي وغيرهم من العاملين في المستشفى، يعانون من فقدان الوزن وضعف العضلات. وذلك بسبب نقص التغذية مثل البروتين والكربوهيدرات. يدرك المجتمع الدولي الآن الظروف المؤلمة التي نواجهها في شمال غزة. إننا نعاني من نقص كبير في الإمدادات الغذائية، وخاصة في الخبز والدقيق. وبشكل عام، هناك نقص واسع النطاق في الغذاء والتغذية. إن توفير الغذاء، سواء للمرضى أو الأطباء، يمثل تحديًا كبيرًا. يحتاج المرضى إلى مزيج من البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات للتعافي. يحتاج مرضى العظام إلى التغذية حتى تشفى جروحهم. نعاني من نقص كبير في الغذاء والتغذية. الأمر الذي له تأثير سلبي على عملية الشفاء."
كما أدى نقص المساعدات والإمدادات المتوفرة في غزة إلى ارتفاع أسعار السوق بالنسبة للضروريات مثل حليب الأطفال والحفاضات والدقيق وغيرها من المواد الأساسية.
يواصل الدكتور عبيد قائلاً: "يتم بيع السلع الغذائية بأسعار أعلى بـ 80 إلى 100 مرة من تكلفتها الأصلية. إن السلع التي كان يتم شراؤها في السابق بدولار واحد، أصبحت تكلفتها الآن ما بين 70 و 80 دولارًا [ما يعادل 55 جنيهًا إسترلينيًا و 62 جنيهًا إسترلينيًا]. لا يتوفر في السوق مستلزمات كثيرة من أي نوع. حتى عندما تملك المال، لا تستطيع الحصول على وجبة لنفسك أو لأطفالك، أو حتى للطاقم الطبي. يؤدي نقص التغذية إلى مشاكل صحية للطاقم الطبي أيضًا. إنهم يعانون باستمرار من انخفاض مستويات الطاقة، مما يؤثر على إنتاجيتهم في العمل ولن يتمكنوا من الاستمرار طوال اليوم. ليس لدينا وجبة إفطار مناسبة لكسر صيامنا. معظمنا يفطر على كوب من الماء والتمر، في حال توفره وهذا له تأثير سلبي خطير على الطاقم الطبي، الذي يحتاج إلى طاقته للقيام بعمله الشاق”.
تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري: “يمثل اليوم علامة فارقة قاتمة بالنسبة لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون الآن في واحدة من أسوأ الكوارث في الذاكرة الحية. وفي غضون ستة أشهر فقط، يقف جزء كبير من قطاع غزة على شفا مجاعة يمكن تجنبها تماما أمام أعيننا. يعيش الفلسطينيون ستة أشهر من الجوع الشديد – وهو في كابوس لا ينتهي ويودي بحياة الأطفال بينما تلد النساء المصابات بسوء التغذية الحاد أجنة ميتة. وما زال العالم يراقب في صمت. إن إعلان اليوم يمثل وصمة عار جماعية على ضمير الإنسانية وإدانة كارثية للدول الغربية التي نامت على هذه الكارثة بينما لم تقدم سوى القليل من الإجراءات الهادفة لتجنب مجاعة وشيكة. زعماء العالم مطالبون بشكل عاجل إلى الاستيقاظ والانتباه الى الحجم الهائل لهذه الكارثة بعد العديد من التحذيرات المأساوية في الأشهر الأخيرة. إن انتظار تأكيد حدوث مجاعة لاتخاذ الخطوات العاجلة اللازمة لزيادة المساعدات أمر لا يمكن الدفاع عنه – فنحن بحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار الآن.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
هاتف: 00972022213137
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org