Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : الحرب تخلق آثارمدمرة طويلة المدى على البيئة والتنوع الحيوي والبيولوجي في قطاع غزة

صورة تظهر اثار التدمير في مدينة خان يونس خلال التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد قطاع غزة خلال العام 2023\2024

 

الأراضي الفلسطينية المحتلة -تسلط منظمة أكشن إيد الضوء على التأثير المدمر والعواقب طويلة المدى التي خلقتها  ثمانية أشهر من القصف على البيئة في غزة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يصادف 5 حزيران من كل عام. 

لم يشكل  الهجوم العسكري الإسرائيلي كارثة لسكان غزة فحسب، إذ أدى إلى مقتل أكثر من 36500 شخص وتهجير أكثر من 85% من السكان. بل شكل  كارثة على البيئة أيضًا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في تلوث الأرض والتربة والمياه، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

ألحقت الحرب أضرار بما يقدر بنحو 55% من المباني في غزة بسبب القصف، مما ترك الأرض مغطاة بما لا يقل عن 37 مليون طن من الركام، معظمها مليء بالقنابل غير المنفجرة، وفقًا لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام. لقد تم تلويث التربة والمياه الجوفية بفعل تسرب المواد الكيميائية والسموم الناتجة عن الذخائر إليها. كما أدى القصف الجوي العسكري الإسرائيلي إلى تدمير 42.6% من الأراضي الزراعية، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، في حين تظهر صور الأقمار الصناعية تدمير وتجريف ما يقارب نصف أشجارغزة .

أدى هذا التدمير إلى إعاقة  قدرة غزة على إطعام نفسها بشكل كبير من خلال زراعة الخضروات والفواكه والقمح في وقت يتعرض فيه السكان لخطر المجاعة، ويتعرض أكثر من 3,500 طفل دون سن الخامسة لخطر الموت بسبب نقص الغذاء، وفقًا للمكتب الإعلامي في قطاع غزة. أفادت التقارير بوفاة طفلين نتيجة لسوء التغذية في الأسبوع الماضي وحده.

تتدفق مياه الصرف الصحي بين الخيام في بعض مناطق غزة ، كما تتكدس أكوام النفايات في الشوارع بسبب تضرر مرافق الصرف الصحي والنفايات أو عدم قدرتها على العمل بسبب نقص الوقود. وهذا لا يشكل خطراً صحياً كبيرا  مباشراً على السكان فحسب، بل سيكون له عواقب وخيمة على البيئة على المدى الطويل. يتحدث أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية ، وهي منظمة غيرحكومية تضم 30 منظمة غير حكومية فلسطينية وشريك لمنظمة أكشن إيد فلسطين: " إن نقص الوقود يؤثر على خدمات البلدية لجمع ومعالجة مياه الصرف الصحي وإزالة النفايات من الشوارع ومراكز الإيواء ، التي تكتظ بالنازحين. إن تدفق مياه الصرف الصحي العادمة حاليا بين الخيام، يشكل مصدر قلق بالغ للأشخاص الذين يعيشون داخل الخيم البلاستيكية أو الخيم من القماش ويكون له آثار خطيرة على الوضع الصحي، ولدينا مخاوف بشأن الأمراض المعدية". 

يضطر مئات الآلاف من النازحين إلى تحمل هذه الظروف في ظل موجة الحر الحارقة، في ظل عدم توفر الماء أو المأوي الذي يحمي من أشعة الشمس. تشير الأونروا إلى أن  نقص الوقود يعني أن محطات تحلية المياه الحيوية قد توقفت عن العمل، مما يجبر الناس على المشي لمسافات طويلة في الحر للبحث عن المياه.

يتم حرمان الفلسطينيون من حقهم في بيئة نظيفة وآمنة في الضفة الغربية أيضاً، أشارت احدث التقارير إلى أن مياه الصرف الصحي وغيرها من المياه العادمة من المستوطنات الإسرائيلية يتم التخلص منها في الأراضي الفلسطينية، مما يؤدي إلى إتلاف المحاصيل وترك الأراضي الزراعية غير صالحة للاستخدام.

وفي الوقت نفسه، يتم منع  المزارعون بانتظام من الوصول إلى أراضيهم للرعي ومحاصيلهم وأشجار الزيتون بسبب القيود المفروضة على الحركة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية أو عنف المستوطنين.

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين رهام جعفري : " إن الهجوم الوحشي الذي شنه الجيش الإسرائيلي على غزة لم يتسبب فقط في مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، بل خلق تأثير مدمر على البيئة الطبيعية، مما أدى إلى تعطيل نظمها البيئية وتنوعها البيولوجي بشدة. وحتى لو انتهت هذه الأزمة غدا، فإن إرثها السام سيظل حيا في الأرض والتربة والمياه لسنوات عديدة قادمة. إن تدمير الأراضي الزراعية والدفيئات الزراعية جعل إنتاج الغذاء شبه مستحيل في غزة، ومع دخول القليل من المساعدات إلى المنطقة، يتضور الناس جوعا، ويموت الأطفال بسبب سوء التغذية. إن موجة الحر الحالية تجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لمئات الآلاف من النازحين في غزة الذين ليس لديهم مكان يختبئون فيه من الشمس ولا ماء يروي عطشهم. ولن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلا إلى زيادة المخاطر الصحية التي تشكلها مياه الصرف الصحي العادمة وأكوام النفايات في الشوارع.

لا يمكن القبول بإستمرارهذا الوضع الذي لا يطاق لفترة أطول، ويجب أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النارالآن لمنع فقدان المزيد من الأرواح دون داع،  وضمان إيصال المساعدات على نطاق واسع المطلوب بشكل آمن الى من هم بحاجة اليها. 

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org