Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : ارتفاع حالات الإجهاض بين النساء الحوامل في قطاع غزة بسبب الضغوطات النفسية ونقص الغذاء

صورة أثناء الحرب والتصعيد العسكري على قطاع غزة خلال عام 2023\2024

 

الأرض الفلسطينية المحتلة - أفاد الأطباء العاملين في أحد أقسام الولادة الوحيدة العاملة في غزة لـ منظمة آكشن إيد الدولية إنهم يشهدون إرتفاعا في حالات الإجهاض، حيث أن نقص الغذاء والضغط النفسي الناتج عن الخطر المستمر والنزوح يؤثر سلبًا على النساء الحوامل. تحدث  العاملون في مستشفى العودة في النصيرات، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم حاليًا خدمات الأمومة مثل الولادة والعمليات القيصرية في وسط غزة،  يزداد عدد النساء الحوامل اللواتي يحضرن إلى المستشفى بسبب النزيف الحاد والمضاعفات الأخرى .

تحدث الدكتور رائد السعودي، رئيس قسم أمراض النساء والتوليد في المستشفى – الذي تديره مؤسسة العودة، الشريك لمنظمة أكشن إيد في غزة، والذي يقوم حاليًا بتوليد ما بين 40 إلى 50 طفلًا يوميًا، على الرغم من وجود 35 سريرًا فقط – في مقطع فيديو تم إرساله إلى لمنظمة آكشن إيد الدولية : "يمكن أن يحدث الإجهاض لعدة أسباب منها إرهاق الحامل بسبب النزوح. كما أن سوء التغذية أحد الأسباب الرئيسية. قدمت نساء إلى المستشفى لديهن حالات  نزيف شديد وحالات انفصال المشيمة وتمزقها، أو انفصال المشيمة، أو نزيف ما بعد الولادة. ومن الواضح أن هذا يشكل خطرا كبيرا على المرأة الحامل ".

قالت فدوى، 30 عامًا، وهي مريضة في المستشفى تعرضت للإجهاض للأسف:” لقد تعرضت للإجهاض خلال الشهر الثاني من الحمل. كنت متعبة ولم أحصل على التغذية السليمة... لا يوجد شيء يساعدني في الحفاظ على طفلي. قال طبيبي... يجب أن أتناول الفيتامينات والأدوية مثل حمض الفوليك لمنع التشوه. كنت بحاجة أيضًا إلى تناول الدواء لتثبيت حملي. تمكنت من الحصول على حمض الفوليك من العيادة ولكن لم أتمكن من الحصول على الدواء المثبت... بحثنا في العديد من الصيدليات ولكننا لم نتمكن من العثور عليه. وكانت توصية الطبيب الراحة، حاولت أن آخذ أكبر قسط ممكن من الراحة، لكن ذلك لم يكن ممكنًا حقًا " .

تتحدث الدكتورة ياسمين، رئيسة قسم المرضى المقيمين والأمومة في المستشفى: " وثق الطاقم الطبي العديد من الحالات التي فقدت فيها النساء الحوامل أجنتهن الذين لم يولدوا بعد. تكون هناك أحياناً حالات نزيف وولادة مبكرة، أو إجهاض. من الممكن أن تكون حالات النزيف بعد الولادة ناتجة عن سوء التغذية، أو حالات فقر الدم.  يؤدي القصف إلى النزوح، مما يجبر الناس على التنقل من منزل إلى آخر، لتجنب القصف والموت. قد تسبب هذه العوامل النزيف المباشر وإرتفاع ضغط الدم للمرأة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى انفصال كامل للجنين [انفصال المشيمة] والإجهاض. نحن نتعامل مع العديد من الحالات في هذه الظروف. هناك العديد من النساء اللواتي فقدن أجنتهن نتيجة التعرض المباشر للقصف. من الحالات كانت إمرأة حامل ولديها إصابة، مما أدى إلى حدوث نزيف لديها في اليوم الثاني أو في نفس اليوم. ويتم تحويلها إلى قسم العمليات. هذه الحالات تحدث كثيرًاهنا."

إن نقص الغذاء الكافي له تأثير كبير على النساء الحوامل حيث أن  95% من النساء الحوامل والمرضعات في غزة يواجهن فقراً غذائياً حاداً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. تواصل الدكتورة ياسمين حديثها:"  تتم ولادة معظم الأطفال بأوزان متناقصة.  قمنا بتحويل العديد من الأطفال إلى مستشفى شهداء الأقصى لأنهم يعانون من نقص الأكسجين، أو صعوبات في التنفس أو التهابات نتيجة قلة النظافة، أو انتشار الأمراض. وفي نفس الوقت تصاب المرأة بسبب نقص التغذية بفقر الدم أو الهزال العام. ولذلك فهي غير قادرة على الولادة أو تحمل ضغط الولادة، لأنها متعبة ومنهكة".

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري: " إنه لأمر مفجع، ولكن ليس من المستغرب أن يرتفع عدد حالات الإجهاض بالنظر إلى الظروف المروعة التي تضطر النساء الحوامل في غزة إلى تحملها. إنهم لا يعانون فقط من التوتر المستمر والصدمة الناجمة عن العيش في منطقة حرب، حيث لا يوجد مكان آمن، ولكن ليس لديهم أي شيء يأكلونه. عندما تكون النساء مرهقات وجائعات وضعيفات، ما هي فرصة أطفالهن الذين لم يولدوا بعد؟ يبذل الأطباء قصارى جهدهم لعلاج النساء الحوامل اللاتي يأتين إليهن، والعديد منهن في حالة حرجة، لكن الأدوية الحيوية الضرورية للقيام بعملهم تنفد بشكل خطير، كل هذا في وضع يعاني منه الأطباء من الإرهاق التام. إن ما يحتاجه الأطباء والنساء الحوامل وكل شخص آخر في غزة، بشكل عاجل هو وقف دائم وفوري لإطلاق النار".

تدير مؤسسة العودة، شريكة لمؤسسة أكشن إيد الدولية العديد من المرافق الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة والتي تواجه جميعها تحديات هائلة بسبب الهجوم المستمر الذي يشنه الجيش الإسرائيلي. تعرض المستشفى التابع لها في منطقة تل الزعتر، شمال غزة، للحصار مؤخرًا لمدة 13 يومًا. تم إستئناف تقديم الخدمات في المستشفى على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمبنى.

من المؤسف أن المنشأة الصحية التي يديرها العودة في قلب مخيم جباليا للاجئين - مركز العودة الصحي والمجتمعي التي كانت منارة للمجتمع منذ ما يقرب من 40 عامًا، قد تم تدميرها بسبب القصف خلال الأيام الماضية ضمن التوغل العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

تعهدت منظمة العودة بإعادة بنائه، قائلة في بيان لها: " إن ذاكرة مركز العودة الصحي والمجتمعي الممتدة لأكثر من تسعة وثلاثين عاماً، تحمل قصصاً وحكايات وجهوداً ودموعاً وآلاماً وآمالاً. لا يمكن لآلة القمع أن تمحيها. فكما بدأت خيمة طبية بصندوق قصص وكتب، سننهض من جديد كالعنقاء نجمع أحجارنا المتناثرة لنعيد البناء... لن نتخلى عن مرضانا، لن نترك أرضنا وموقعنا، و سنبقى مع أبناء شعبنا". 

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org