Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : غزة المكان الأكثر دموية للصحفيين على وجه الأرض

صورة لشركة عين ميديا أثناء التغطية الصحفية خلال التصعيد الإسرائيلية ضد قطاع غزة 2023\2024

 

الأراضي الفلسطينية المحتلة - في اليوم العالمي لحرية الصحافة، يخاطر الصحفيون في غزة بحياتهم لنشر تقاريرهم الهامة للعالم منذ بدء الحملة العسكرية الدموية التي شنتها إسرائيل، حيث أصبح قطاع غزة المكان الأكثر دمويا على وجه الأرض بالنسبة للصحفيين.  تم قتل ما يزيد على 122 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام في غزة خلال الأشهر السبعة الماضية، وفقاً للأمم المتحدة. يفوق هذا الرقم عدد الصحفيين الذين تم قتلهم في حرب روسيا ضد أوكرانيا وحرب فيتنام، حيث  تم قتل 17 صحافياً في روسيا وأوكرانيا منذ بدء الحرب في عام 2022، كما تم قتل  63 صحافياً خلال حرب فيتنام التي استمرت 20 عاماً. أشارت لجنة حماية الصحفيين إلى قتل ما يزيد ثلاثة أرباع في قطاع غزة خلال عام 2023 ، بالإضافة إلى ذلك، تم قتل ثلاثة صحفيين في لبنان في غارات جوية إسرائيلية.  كما تم قتل أربعة صحفيين إسرائيليين في هجمات السابع من تشرين الأول  حسب الأمم المتحدة.

أجرت منظمة أكشن إيد الدولية مقابلات مع العديد من الصحفيين في غزة لفهم الواقع القاسي للتغطية الصحفية في ظل الاحتلال والهجمات المتواصلة، وسط ما يعتبر الآن واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم وأخطر مكان للصحفي على وجه الأرض.

تحدث الصحفي مجدي فتحي( 43 عاما) الذي يعمل مصور صحفي من مدينة غزة، والذي كان يغطي الأزمة، إن الصحفيين ليس لديهم أي حماية.  التحدي الأكبر الذي واجهته أثناء التغطية الصحفية في قطاع غزة هو أن الجيش الإسرائيلي لا يفرق بين الصحفي وأي شخص آخر ... للأسف لا توجد حماية للصحفيين أو احترام للاتفاقيات التي تنص على تجنب أو إلحاق الأذى بالصحفيين في زمن الحرب. إن دور الصحفيين مهم للغاية لأنه لولا صورهم، لم يكن العالم ليرى حجم الدمار والحرب على غزة. منعت السلطات الإسرائيلية الصحفيين الأجانب ودول أخرى من دخول غزة لتغطية الحرب. وهذا ما زاد من أهمية دورنا وضرورة مواصلة العمل، حتى يتمكن العالم من مشاهدة الصورة الصحيحة لغزة. أهدافي وما أسلط الضوء عليه هو حجم الدمار الذي لحق بغزة والناس".

عمل الصحفيون الفلسطينيون كعيون وآذان العالم على مدى الأشهر السبعة الماضية، بسبب منع وسائل الإعلام الأجنبية بشكل شبه كامل من دخول غزة باستثناء وسائل الإعلام التي رافقت القوات الإسرائيلية. عمل الصحفييون الفلسطينيون على تقديم شهادات حول  تأثير الأزمة على حياة الناس العاديين  وكشف أدلة على  إحتمال وجود جرائم الحرب. ومع ذلك، فإلى جانب تعرضهم للخطر اليومي الناجم عن الغارات الجوية التي يواجهها جميع المدنيين في غزة، يشير الصحفييون الفلسطينيون إلى أنه  قد تم استهدافهم عمدًا في محاولة لإسكاتهم.  أشارت الأمم المتحدة إلى تلقيها  تقارير مثيرة للقلق تفيد بأن صحفيين تعرضوا للهجوم على الرغم من ارتدائهم الخوذات والسترات أو قيادتهم مركبات تحدد هويتهم بوضوح على أنهم صحفيون. يتمتع الصحفيون، باعتبارهم مدنيين، بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب ألا يتم استهدافهم أبدًا. ويجب إجراء تحقيق شامل في كل ادعاء بالقتل غير المشروع.لقد اضطر الصحفيون في غزة إلى الإبلاغ عن التأثير المدمر للأزمة في الوقت الذي يعيشون فيه ذلك الأثر بشكل مباشر، بدءًا من النزوح من منازلهم إلى فقدان أحبائهم والكفاح من أجل الحصول على  الغذاء والماء.

وفي رسالة فيديو، قالت الصحفية مادلين شقيله البالغة من العمر 39 عاماً لـمنظمة آكشن إيد الدولية : “التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو أننا فقدنا منازلنا وأحبائنا. لقد فقدت أختي وابنتها...وللأسف لم أتمكن من رؤيتهن أو توديعهن. كان هذا تحديا كبيرا جعلني أقرر مواصلة مسيرتي الصحفية والحديث عن معاناة الصحفيين ومعاناتنا كمواطنين والظروف الاستثنائية التي نعيشها. يسألني  بعض الناس: "لماذا تواصلين العمل في مجال الصحافة؟... أقول لهم بأنه يتوجب علي مواصلة مشواري المهني وايصال رسالتي لإيماني العميق بقضيتي ، حتى لو كان الموت ينتظرني يومًا ما. أعمل على تغطية قصص معاناة وألم وظروف  النساء والأطفال. إنه أمر مؤلم للغاية."
يتعرض الصحفيون والصحفيات في الضفة الغربية أيضًا، للمضايقات والترهيب بشكل متزايد منذ 7 تشرين أول، وفقًا للأمم المتحدة، تم اعتقال 66 صحفيًا، حسب نادي الأسير الفلسطيني. ومن بينهم الصحفية رولا حسنين، وهي أم لطفلة تبلغ من العمر تسعة أشهر، والتي تم اعتقالها في 19 آذار الماضي ، وهي محتجزة منذ ذلك الحين دون حكم. تحدث زوجها شادي الذي يعمل كطبيب لمنظمة آكشن إيد إنه قلق للغاية على صحتها وصحة طفلهما.

يقول شادي " تم اعتقال رولا بعد منتصف الليل وطلبت من الجنود السماح لها بأخذ الدواء، لكنهم رفضوا. رولا بحاجة إلى الدواء والرعاية الصحية المنتظمة لأنها تعاني من آلام شديدة في المعدة والكلى... وأنا على يقين أن حالتها الصحية تتدهور كل يوم بسبب حرمانها من الرعاية الصحية في السجون الإسرائيلية. إنه وضع صعب؛ لا أستطيع وضع طفلتي في الحضانة نظراً لحالة طفلتي الصحية الصعبة وضعف جهازها المناعي. وفي حال إصابتها بأي عدوى من الأطفال الآخرين، فسيكون من الصعب جداً علاجها، وطفلتنا ترفض أي نوع من الحليب الصناعي... والحالة الصحية لزوجتي وطفلتي موثقة بالتقارير الطبية. لقد قدمناها للمحكمة الإسرائيلية، إلا أنه لم تتم محاكمة زوجتي ولم يتم أخذ تلك التقارير بعين الاعتبار. زوجتي صحفية معتقلة، مثلها مثل بقية الصحفيين الفلسطينيين، بسبب عملها الإعلامي دون أي حماية".

لقد مر ما يقارب عامين على مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية المحبوبة شيرين أبو عاقلة  برصاص القوات الإسرائيلية أثناء قيامها بالتغطية الصحفية في  جنين في الضفة الغربية، ومع ذلك لم تتم أي مساءلة عن مقتلها على الرغم من تقرير الأمم المتحدة الذي خلص إلى أن إستخدام إسرائيل المفرط للقوة دون مبرر. تطالب منظمة أكشن إيد بالمساءلة عن استهداف الصحفيين في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين رهام جعفري :" لقد كان لبطولة وشجاعة الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون وسط ظروف خطيرة وصعبة للغاية فضلا كبيرا في إطلاع  العالم بشكل كامل على الوضع المروع في غزة. ومن المروع وجود هذا العدد الكبير من الصحفيين الذين تم قتلهم، في حين يواجه آخرون - في كل من غزة والضفة الغربية - الاعتقال التعسفي والمضايقات من قبل السلطات. الصحافة ليست جريمة. من غير المقبول منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة لعمل التقاريرعن الأزمة في غزة بشكل مستقل. يجب على السلطات الإسرائيلية أن تسمح للصحفيين الدوليين بالوصول الحردون تقييد إلى غزة، وضمان سلامة جميع الصحفيين داخل غزة. إن حجم الأزمة هناك هائل: يجب أن يكون هناك وقف فوري ودائم لإطلاق النار الآن، لوضع حد للقتل والسماح بدخول المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة ".

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org