Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : نقص المياه الصالحة للشرب تسبب انتشار الأمراض في قطاع غزة

صورة لنقطة مياه في قطاع  يتجمع فيها السكان للحصول  على المياه خلال التصعيد العسكري ضد قطاع غزة لعام 20232\2024

 

قطاع غزة  – يصادف 22 آذاراليوم العالمي للمياه، ففي الوقت الذي يتم التمسك بالحصول على المياه الصالحة للشرب في جميع أنحاء العالم كحق أساسي من حقوق الإنسان، يعاني سكان قطاع غزة من الجفاف والمرض وسط ظروف غير صحية بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب. ولا يملك أحد من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ما يكفي من المياه الصالحة للشرب لتلبية احتياجاته اليومية.

لا يعمل حاليًا سوى خط واحد فقط من بين خطوط أنابيب المياه الثلاثة الممتدة من إسرائيل إلى غزة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في حين تضرر جزء كبير من البنية التحتية للمياه في القطاع بسبب الغارات الجوية. ويقدر إجمالي كمية المياه المتاحة حاليا في غزة بنحو 10 إلى 20% فقط من الكمية التي كانت تتوفر قبل 7 تشرين الأول، وفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية.

تعتمد العديد من مراكز الإيواء ومخيمات النازحين على المياه التي يتم نقلها إلى الموقع عبر الشاحنات - ولكن قدرتها محدودة  وتتأثرعمليات ايصال المياه المتكررة بإمدادات الوقود المحدودة. ينتظر الناس ساعات في طوابير للحصول على المياه، وقد تنفذ المياه قبل أن يتمكنوا من الحصول على أي منها.

قالت ميسون*، وهي أم أرملة من غزة: "أقف في  الطابور للحصول على الماء. أعاني كثيرا للحصول على المياه، أستيقظ في الصباح لأصلي ثم أذهب لإحضار الماء، تنفذ الماء قبل مجيء دوري، لا يوجد ماء للشرب. أحيانًا أشرب الماء المالح لأنني لا أستطيع العثور حتى على شيكل واحد [0.22 جنيه إسترليني] لشراء زجاجة ماء.

يتحدث محمود، من شمال غزة، والذي يعيش حاليًا في مخيم للنازحين: "إن المياه المتوفرة للسكان غير صالحة للشرب. أنها غير صحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي. فهي مليئة بالأملاح والجراثيم، ولا يتم تعقيمها. مشكلة هذه المياه هي نسبة الملوحة العالية فيها، مما يؤدي إلى مشاكل في المسالك البولية من حيث حصوات الكلى والرواسب البولية والعديد من المشاكل الأخرى.

صدر تقييم مؤخرا للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة،الذي قدم تحليل للظروف الصحية والمائية في 75 مركز إيواء  يستضيف النازحين في رفح، لمحة سريعة عن الحجم الهائل لهذه المشكلة. ووجد التحليل أن معدل ما يحصل عليه السكان  في قطاع غزة 3 لترات فقط من الماء يوميا - وهو أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب للفرد يوميا وهو 15 لترا لتغطية جميع الاحتياجات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي، بما في ذلك الغسيل.

كما أشار التحليل في المتوسط، أن المرحاض الواحد يتشارك في إستعماله891  في المواقع التي تم تقييمها - في حين تم تصنيف حوالي ثلثي (67%) المراحيض على أنها إما لا تعمل، أو ليست في حالة جيدة وأقل من النصف (44%) ) تحتوي على مرافق لغسل اليدين في مكان قريب.  كما أن ثلاثة من أصل أربعة مواقع تم تقييمها لم يكن بها حمامات للإستحمام ليستخدمها الناس، و في حال وجودها، فإن معدل 1764 شخص يتشاركون في إستخدام كل حمام للإستحمام .

قالت رنيم، 21 عامًا، التي تعيش حاليًا في مركز للإيواء في مدرسة للنازحين في غزة: "إنها أزمة كبيرة: لا يوجد ماء، ولا مواد تنظيف، وعدد قليل من الحمامات، وهناك الكثير من الناس من خارج مركز الإيواء يأتون لاستخدامها. تتدفق الماء مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ولمدة نصف ساعة فقط، ثم تتوقف. ولا تتدفق  بشكل مستمر ليلاً، ولا يوجد ورق تواليت أو مواد تنظيف... كما أن هناك أمراضاً منتشرة في المدرسة بسبب الحمامات. أمراض مثل الأنفلونزا ونزلات البرد شائعة جدًا. وفي الليل لا نأكل حتى لا نذهب إلى الحمام، ولا نشرب الماء حتى لا نذهب إلى الحمام. نحن بحاجة إلى الماء. إن حاجتنا الأساسية هي الماء."

من المستحيل على الناس الحفاظ على نظافة أنفسهم ومحيطهم، بدون الوصول الكافي إلى المياه الصالحة للشرب. تنتشر الأمراض والأوبئة مثل الإسهال والتهاب الكبد الوبائي بسبب الظروف المعيشية المكتظة للغاية.  يكافح الأطباء وغيرهم من العاملين في المجال الصحي لعلاج الأشخاص والحفاظ على نظافة معداتهم بدون توفر إمدادات كافية من المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة.

يتحدث طبيب يعمل مع وزارة الصحة الفلسطينية في عيادة طبية مؤقتة في رفح - تم حجب اسمه حفاظًا على هويته -: "إن المشكلات الأكثر شيوعًا هي مشاكل الجلد، والتهابات الأذن، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، والجرب ومشاكل ضغط الدم والسكري والأنفلونزا الموسمية.  إحدى القضايا الرئيسية هي نقص الصرف الصحي. كما أن اكتظاظ هذا المكان بعدد كبير من الناس يمثل مشكلة أخرى، إلى جانب نقص المياه والكهرباء ومستلزمات النظافة الشخصية. وتنتشر حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد الوبائي بشكل كبير في المخيمات. نحن نعمل في ظروف غير إنسانية؛  نعيش داخل خيمتنا. ليس لدينا إمكانية الوصول إلى الماء أو المطهرات أو مواد التنظيف. وهي ضرورية للأطباء والطاقم الطبي...نعالج أكثر من 300 مريض يوميًا. وهذا رقم كبير بالنظر إلى الحد الأدنى من إمداداتنا من الأدوية".

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري: "إن الوصول إلى المياه النظيفة هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ولكن في الوقت الحالي يكافح الناس في غزة من أجل البقاء دون ما يكفي للشرب والحفاظ على نظافتهم. فهم يعانون كل يوم من الإهانة المتمثلة في اضطرارهم إلى قضاء ساعات في الطوابير أو البحث عن المياه، وغالباً ما يعودون إلى منازلهم المؤقتة خاليي الوفاض. العواقب وخيمة. يموت الأطفال في غزة بالفعل بسبب نقص الغذاء والماء، في حين تتفشى الأمراض في  مخيمات النازحين  ومراكز الإيواء المكتظة وغير الصحية. هناك حاجة ماسة إلى المياه النظيفة - إلى جانب الإمدادات الغذائية والطبية - ولكن لا تصل المساعدات حاليًا إلى غزة وتصل إلى المحتاجين بما يكفي. أصبحت التحذيرات أكثر وضوحا من أي وقت مضى: فالمجاعة وشيكة ما لم يتم السماح لعمليات الإغاثة على نطاق واسع. إن غزة بحاجة ماسة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن لوقف القتل ولإيجاد أي أمل في تجنب حدوث أزمة إنسانية أكثر كارثية.

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org