منظمة آكشن إيد الدولية : قطاع غزة المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة لعاملين في المجال الإنساني
الأراضي الفلسطينية المحتلة - في اليوم العالمي للعمل الإنساني، وصفت النساء العاملات في مجال الإغاثة في غزة مخاوفهن وخيبة أملهن، حيث لا يزالن يواجهن خطرًا شديدًا وسط الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة والتحديات اللوجستية الضخمة في تقديم الإغاثة الإنسانية بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات.
وفي الوقت نفسه، تتزايد احتياجات النساء والفتيات اللواتي يدعمهن يومًا بعد يوم، حيث أبلغ شركاء منظمة أكشن إيد عن ارتفاع في حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تتحدث هلا مديرة البرامج في مؤسسة التحالف من أجل التضامن الاسبانية العضو في مؤسسة آكشن إيد في غزة: " نحن، كنساء نعمل في التدخلات الإنسانية، نعاني على أكثر من مستوى. نواجه صعوبات في الوصول إلى مكاتبنا وعملنا. نقضي الكثير من الوقت في العمل وفي المكتب، وهنالك العمل الذي يتعين علينا التعامل معه في عائلاتنا، لرعاية الأطفال وكل شيء في المنزل. في هذه الأيام، نطبخ على النار، ونغسل ملابسنا بأيدينا... نواجه صعوبات كثيرة، وعلينا أن نتغلب عليها. التحدي الثالث... هو التعامل كامرأة مع العمل الإنساني. يجب أن نتسلح بالقوة والإستقلالية للعمل في المجال الإنساني، والقدرة على إدارة التدخل الإنساني، خاصة عندما يتعين عليك توزيع المساعدات الإنسانية في مجتمع يكافح بأكمله للوصول إلى احتياجاته. لذلك، بالنسبة لي كعاملة في المجال الإنساني، رغم معاناتي المستمرة، لكنني أصر على التعامل مع هذا العمل؛ وإدارته والإهتمام بعائلتي".
تتحدث بثينة مديرة جمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل (وفاق)، شريك منظمة أكشن إيد في غزة: “إننا نواجه تحديات كبيرة في عملنا، وخاصة بالنسبة لنا كنساء، بما في ذلك الخروج من منازلنا وتركها لتقديم المساعدات الإنسانية. فإننا نعيش أيضًا في حالة من الخوف والتوتر من خلال تقديم هذه الخدمات. عندما نخرج من المنزل، نوكل بيتنا وأطفالنا إلى الله: الله وحده يعلم ما إذا كنا سنعود إليهم .ولن أخفي عليكم أن معظم العاملين في المجال الإنساني، بما فيهم أنا، يعانون من القلق. لا نستطيع النوم. لا يمكننا الحصول على نوم سليم وغير متقطع. نومنا متقطع نتيجة الخوف الذي نشعر به جميعا ونحن نعيش في قطاع غزة. الخوف يطاردنا في كل خطوة نتخذها لتقديم المساعدات الإنسانية" .
وتعد غزة الآن المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة، حيث بلغ عدد القتلى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول رقما قياسيا بلغ 287 شخصا، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. تفيد التقارير أن العاملين في المجال الإنساني تعرضوا لغارات جوية إسرائيلية على الرغم من إبلاغ السلطات الإسرائيلية بموقعهم، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، في حين كانت هناك هجمات متكررة على المناطق التي تعتبر ما يسمى "المناطق الآمنة" حيث يقدم العاملون في المجال الإنساني الرعاية والدعم العاجلين 1.9 مليون فلسطيني نازح داخلياً في مختلف أنحاء قطاع غزة. لقد فقد العديد من عمال الإغاثة أحباءهم أنفسهم، ومع ذلك استمروا في دعم الآخرين على الرغم من حزنهم: فقد فقدت أحد العاملين في إحدى المنظمات الشريكة لمؤسسة آكشن إيد مؤخرًا أربعة أطفال في هجوم عسكري إسرائيلي، بينما فقدت عاملة أخرى زوجها وشقيقها في نفس اليوم.
ومع استمرار الأزمة في شهرها العاشر، تحتاج النساء والفتيات في غزة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى، حيث لا يزال الغذاء والمياه ومنتجات النظافة والأدوية شحيحة، كما أن الظروف المتدهورة تعرضهن لخطر خاص. يبذل العاملون في المجال الإنساني كل ما في وسعهم، على الرغم من عملهم في أسوأ الظروف في العالم، ولكن يجب عليهم توسيع نطاق عملياتهم بشكل عاجل ليكونوا قريبين من تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان في غزة.
تتحدث تسنيم، 23 عاماً، التي تعمل مع شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، شريك منظمة أكشن إيد في غزة" إن دعم الآخرين ساعدني على التغلب على أهوال الأزمة. بعد أن تخرجت من الجامعة قبل شهرين فقط من 7 تشرين أول " ، انضمت تسنيم مؤخرًا إلى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية للعمل كمترجمة وموظفة مناصرة إعلامية. تواصل تسنيم قولها: " إن المؤسسات الأهلية غير الحكومية الفلسطينية هي أول المستجيبين لشعبهم، وخاصة في أوقات الطوارئ. وهذا يحفزني ويلهمني للمضي قدمًا والمثابرة والاستمرار والإصرار على تقديم ما يمكنني فعله لشعبي بالموارد المتاحة التي بين يدي... مساعدة شعبي هي علاج يساعدني على التعافي".
تعمل أسيل لصالح جمعية وفاق، التي تدعم الناس في غزة وخاصة النساء والفتيات من خلال توفير الضروريات مثل الغذاء ومنتجات النظافة ومستلزمات الأمومة، بالإضافة إلى تشغيل خط ساخن لأولئك الذين يعانون من العنف القائم على النوع الاجتماعي. تتحدث آسيل : " واجهت النساء الكثير من الانتهاكات، بدءًا من العنف الناجم عن القوات الإسرائيلية والعنف الاجتماعي. أصبحت النساء الآن يتحملن مسؤوليات أسرهن بسبب فقدان أزواجهن أو بسبب إعتقالهم وقتلهم في هذه الحرب.
تواجه المؤسسات المحلية الفلسطينية مثل جمعية وفاق تحديات كبيرة في محاولة تقديم الخدمات بسبب عمليات النزوح المتكررة في غزة. ولم يتمكن أحد شركاء "أكشن إيد" في شرق خان يونس من الوصول إلى مستودعاته لأنها تقع في مناطق مشمولة بما يسمى "أوامر الإخلاء". لقد أدت فوضى الحرب ومحدودية توافر الوقود والقصف المستمر والظروف غير الآمنة لقوافل المساعدات إلى تباطؤ عمليات تسليم المساعدات ومحدوديتها. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما متوسطه 169 شاحنة مساعدات تعبر الحدود يومياً في أبريل/نيسان - وهو العدد الذي انخفض بشكل حاد إلى أقل من 80 شاحنة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز. ويأتي ذلك في الوقت الذي وافقت فيه السلطات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة على 24 مهمة فقط من أصل 67 مهمة مساعدات مخطط لها في شمال غزة ونحو نصف تلك الموجودة في جنوب غزة مع خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق.
تتحدث فاطمة، وهي مديرة مشروع في مؤسسة التحالق من اجل التضامن الإسبانية وهي عضو في مؤسسة آكشن إيد : " إننا نعاني من العديد من التحديات التي تجعل تقديم الخدمات للفئة المستهدفة أكثر صعوبة. ومن هذه التحديات القصف العشوائي والقصف في كل مكان...لا يوجد مكان آمن للفئة المستهدفة للوصول إلى الخدمة...وكذلك النزوح المستمر والإخلاء من مكان لآخر للأهالي... يجعل إيصال المساعدات والوصول إلى الخدمة أكثر صعوبة.
على الرغم من التحديات، أثبت العاملون في المجال الإنساني في غزة قدرتهم على الصمود بشكل ملحوظ وقدرتهم على التكيف بسرعة وفعالية مع تغير الظروف، وظلوا ملتزمين بشكل ثابت بدعم المحتاجين. تمكنت العاملات في المجال الإنساني من بناء الثقة والوصول إلى النساء والفتيات اللاتي في أمس الحاجة إلى الدعم، مما يضمن تلبية احتياجاتهن.
تعيش سميرة في مخيم الاستقامة للنازحين في دير البلح، والذي ساعدت بنفسها في إنشائه وتساعد الآن في إدارته، ودعم النساء والفتيات من بين ما يقرب من 2000 شخص لجأوا هناك والذين تتوفر لديهم بفضل جهودها نقطة طبية ونقطة تعليمية ونقطة ترفيه ودعم نفسي. تتحدث سميرة : " أنا فخورة بنفسي لأنني تمكنت من إدارة الأمور أكثر من أي شاب. أستطيع أن أدخل أي خيمة وأطلع على ما يحتاجه السكان وما تحتاجه النساء والفتيات... نريد أشياء تدعم النساء لأن النساء يعانين كثيراً".
تتحدث رهام جعفري، مسؤولة الإتصال والمناصرة في منظمة أكشن إيد فلسطين: “اليوم نتذكر المعاناة والتضحيات الهائلة التي يقدمها عمال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا لخدمة مجتمعاتهم في جميع أنحاء غزة وفي جميع أنحاء العالم. وفي غزة، يواصلون تقديم المساعدات المنقذة للحياة بينما يواجهون قصفًا متواصلًا وفقدان أحبائهم وزملائهم، وكل ذلك وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة يعيشون فيها هم أنفسهم. ولكن عمال الإغاثة مازالوا يعملون بشجاعة على مدار الساعة في غزة لفترة طويلة للغاية، بينما يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي بينما تتزايد أعداد القتلى أكثر من أي وقت مضى. وبينما تجتمع القوى العالمية لمناقشة صفقة قد تنهي هذه الحرب التي لا معنى لها، فإننا نطالب بتحسين وصول المساعدات إلى غزة بشكل عاجل حتى يتمكن العاملون في المجال الإنساني من توفير الإغاثة المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين. إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هي ضمان التدفق دون تقييد للمساعدات عبر المعابر البرية إلى غزة. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال وقف فوري ودائم لإطلاق النار".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org