منظمة آكشن إيد الدولية : سوء التغذية يحد من قدرة سكان غزة على التبرع بالدم في ظل احتياج المستشفيات المتزايد لوحدات الدم وانتشار الأمراض
تضطر إحدى المستشفيات في شمال غزة إلى رفض المتبرعين بالدم، على الرغم من الحاجة الكبيرة لإمدادات الدم لمساعدة المرضى والجرحى، وذلك لأن هؤلاء المتبرعون يعانون من الضعف الشديد بسبب سوء التغذية. استجاب الكثير من الناس لتلبية نداء مستشفى العودة للتبرع بالدم،على الرغم من الظروف الشخصية المروعة، ولكن مع تعرض قطاع غزة بأكمله لخطر المجاعة، اعتبر الكثيرون أن حالتهم الصحية سيئة للغاية بحيث لا يمكنهم الخضوع لهذه العملية.
يتحدث الدكتور محمد صالحة، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة، الذي يديره شريك منظمة أكشن إيد: "بصراحة، هناك نقص في كميات ووحدات الدم التي يتم التبرع بها لأن الناس يعانون من سوء التغذية، وتحديداً في شمال قطاع غزة. يتم إجراء فحوصات الدم على الأشخاص الذين يأتون للتبرع وهناك نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يأتون للتبرع بالدم يعانون من سوء التغذية، فلا يتم سحب وحدات الدم منهم لاستخدامها كتبرع للجرحى والمرضى. فإن سوء التغذية منتشر على نطاق واسع، وتحديداً في شمال قطاع غزة حيث لم يتم إدخال أي خضار أو فواكه أو لحوم منذ أكثر من خمسة أشهر إلى هذه المنطقة".
يشهد المستشفى - وهو واحد من 16 مستشفى فقط تعمل جزئيًا في جميع أنحاء غزة - أيضًا العديد من حالات الأشخاص المصابين بالعدوى والأمراض بسبب الظروف الكارثية واللاإنسانية التي يضطر الناس للعيش فيها. يتحدث الدكتورة صالحة: "بالإضافة إلى انتشار العديد من الأمراض الجلدية... هناك الآلاف من الأشخاص الذين يأتون إلى المستشفى هنا والمستشفيات العاملة في شمال قطاع غزة الذين يعانون من التهاب الكبد الفيروسي."
إن المزيج السام من الاكتظاظ الشديد، ونقص المياه ومنتجات النظافة، وتراكم النفايات ومياه الصرف الصحي في الشوارع، تخلق ظروف وعوامل مواتية لإنتشار الأمراض. تغطي أوامر الإخلاء حاليًا 86% من قطاع غزة، وفقًا للأونروا، مما يجبر معظم السكان على الاكتظاظ في منطقة تقل مساحتها عن سدس مساحة قطاع غزة، حيث يعيشون جنبًا إلى جنب في ظل الإنتشار الوسع والسريع للأمراض.
تظهر أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ارتفاعا في حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال المائي الحاد والإسهال الدموي الحاد واليرقان في جميع أنحاء غزة، فضلا عن عشرات الآلاف من حالات الجرب والقمل والطفح الجلدي. وقالت الأونروا إنه يتم الإبلاغ عن ما بين 800 إلى 1000 حالة جديدة من التهاب الكبد في مراكزها الصحية وملاجئها في أنحاء غزة أسبوعيا. ومن المثير للقلق أنه تم اكتشاف ست سلالات من فيروس شلل الأطفال في العينات البيئية في غزة، بما في ذلك مياه الصرف الصحي المتدفقة بين خيام النازحين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. تحذر منظمة الصحة العالمية من أن هناك خطرًا كبيرًا من انتشار المرض الفيروسي شديد العدوى، مما يشكل خطرًا خاصًا على الأطفال غير المطعمين دون سن الخامسة.
تتفاقم انتشار الأمراض بسبب عدم حصول سكان قطاع غزة على أي مياه تقريبًا للحفاظ على نظافتهم، حيث يحصل الشخص الواحد على أقل من خمسة لترات في المتوسط لجميع احتياجاته يوميًا بسبب التدمير واسع النطاق لمرافق المياه بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية. أشارت منظمة أوكسفام إلى أن الهجمات الإسرائيلية تعمل على تدمير خمسة مواقع للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والحاق الضرر بها كل ثلاثة أيام منذ بدء الحرب . أشارت التقارير في الأيام الماضية إلى أن الجنود الإسرائيليين قصفوا المصدر الرئيسي لمياه الشرب في رفح، وهو خزان مياه تل السلطان.
كما أن الناس في غزة لا يحصلون إلا على القليل من الصابون ومنتجات النظافة الحيوية الأخرى أو لا يحصلون عليها على الإطلاق. تتحدث أروى*، التي نزحت مع أطفالها الصغار في غزة، لمنظمة آكشن إيد الدولية " أطفالي صغار بدأوا يصابون بالقمل. لا يوجد شامبو ولا أي شيء يستخدم للإستحمام للإطفال ... ظهر على أطفالي طفح جلدي وكذلك قمل في الرأس. نحن بحاجة إلى أدوات النظافة الشخصية حتى نتمكن من الحفاظ على نظافة أطفالنا.. نحن بحاجة إلى مياه نظيفة... ونطالب بإنهاء الحرب حتى نتمكن من العودة إلى منازلنا وإلى الظروف النظيفة التي كنا نتمتع بها".
في الوقت نفسه، تتراكم النفايات الخطرة ومياه الصرف الصحي في الشوارع وحول خيام الناس. وقد ظهر أكثر من 140 موقعًا مؤقتًا لدفن النفايات نتيجة لعدم إمكانية الوصول إلى موقعي مكب النفايات الرئيسيين في غزة. وفي تقييم حديث، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن إدارة النفايات الصلبة في غزة انهارت تماما، مما أدى إلى عواقب وخيمة على الصحة العامة بما في ذلك ارتفاع حالات الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة.
تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين رهام جعفري : ليس من المفاجئ على الإطلاق إنتشار الأمراض والالتهابات في غزة في الوقت الذي يضطر فيه الناس إلى العيش في مثل هذه الظروف المروعة واللاإنسانية، حيث بالكاد يجدون أي شيء يأكلونه. من المثير للإعجاب حقًا أنه على الرغم من هذه الظروف المروعة، لا يزال الناس يرغبون في مساعدة بعضهم البعض ودعم العاملين في المستشفى من خلال التبرع بالدم - حتى لو أنهم مرضى أنفسهم جدًا لدرجة أنهم لا يستطيعون القيام بذلك. يبذل موظفونا وشركاؤنا كل ما في وسعهم للمساعدة، بما في ذلك من خلال توفير الطعام الطازج والوجبات الساخنة ومستلزمات النظافة للأشخاص المحتاجين، لكنهم يواجهون تحديات هائلة. وفي الوقت الحالي، هناك 19 شاحنة تحمل مستلزمات النظافة والكرامة من منظمة أكشن إيد عالقة في مصر، في انتظار السماح لها بالعبور إلى غزة، حيث الطلب عليها كبير. من الضروري أن يتم تسهيل إيصال المساعدات إلى غزة وإدخالها بسرعة، حتى يتمكن زملاؤنا المتفانون من مساعدة المزيد من الناس. يجب أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار الآن قبل كل شيء، مع اقتراب عدد الضحايا المروع من هذه الأزمة من 40 ألف شخص، قبل أن يموت المزيد من الناس بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية، أو الجوع أو المرض".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org