Skip to main content

مؤسسة آكشن إيد الدولية : موسم قطف الزيتون أصبح كابوسًا للأسر الفلسطينية مع تصاعد إعتداءات المستوطنين

فعاليات قطف الزيتون

الضفة الغربية المحتلةدعمت مؤسسة آكشن إيد فلسطين مبادرات شبابية فلسطينية تهدف إلى مساعدة المزارعين الفلسطينيين وإظهار التضامن معهم خلال موسم قطف الزيتون في قريتي بتير ونحالين  حيث تواجه هاتين القريتيين  تزايدًا في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين. شارك في فعالية قطف الزيتون ما يزيد على 30 شابًا مع المزارعين في تلك القرى 

يواجه المزارعون الفلسطينيون قيود متزايدة  على حرية الحركة للوصول إلى أراضيهم، بالإضافة إلى العنف، والترهيب، والمضايقات الشديدة، والهجمات من قبل المستوطنين المسلحين الإسرائيليين. يتعرض المزارعون الفلسطينيون للاعتداءات الجسدية، وإشعال النار وتدمير ممتلكاتهم ومحاصيلهم، وسرقة الأغنام، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم ومصادر المياه ومناطق الرعي 

 يُمنع المزارعون في العديد من مناطق الضفة الغربية من الوصول إلى أراضيهم وقطف الزيتون، وحتى أنهم يحتاجون للحصول على إذن للوصول إلى أراضيهم وقطف الزيتون، وهو ما يُعرف بـ "نظام التنسيق" وفقًا "بتسيلممركز المعلومات الإسرائيليّ لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة، وهذا يعني أن الإجراء الرسمي الرئيسي الذي تستخدمه إسرائيل هو نظام "التنسيقالذي يُعتبر ردًا من الجيش على عنف المستوطنين ضد قاطفي الزيتون الفلسطينيين. بدلاً من التعامل المباشر مع الاعتداءات من قبل المستوطنين، يضع الجيش العبء على الفلسطينيين، مطالبًا إياهم بتنسيق الوصول إلى أراضيهم مسبقًابهدف ظاهر هو إرسال الجنود لحمايتهم. عمليًا، يحد هذا النظام من عملية الحصاد أو يمنعها تمامًا. يستغرق حصاد الزيتون أسابيع، لكن الجيش يسمح للمزارعين بالوصول إلى أشجارهم لعدة أيام فقط. هذا يعني أنهم غير قادرين على قطف المحصول بالكامل أو تجهيز الأرض للمحاصيل الشتوية. في الوقت نفسه، لا يوقف هذا النظام عنف المستوطنين. في كثير من الأحيان لا يظهر الجنود رغم "التنسيق" المسبق مع الجيش؛ وعندما يظهرون، فإنهم لا يمنعون أو يوقفون العنف، بل في كثير من الأحيان يشاركون فيه 

مريم معمر هي مزارعة فلسطينية تعيش في قرية بتير في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. تواجه مريم العديد من القيود في الوصول إلى أراضيها وقطف الزيتون. تتذكر مريم الذكريات الجميلة لقطف الزيتون مع عائلتها قبل سنوات، وتقارن تلك الذكريات بالوضع الحالي قائلة: "نحن نخاف من الوصول إلى أراضينا اليوم بسبب تهديدات المستوطنين المسلحين. كنت أنا وأطفالي نستمتع بقطف الزيتون. كنا نستمتع بالطبخ وتناول طعام الغداء. كان يوم حصاد الزيتون بمثابة يوم نزهة لنا. كنا نطهو الغذاء في أراضينا دون خوف. ولكن اختفت هذه الطقوس في موسم قطف الزيتون. أصبحت خائفة من إصطحاب أبنائي  لقطف الزيتون، فقد يتعرضون للاعتقال من قبل الجيش الإسرائيلي. نحن قلقون ومضطهدون طوال الوقت من قبل المستوطنين المسلحين الذين يأتون لسرقة أراضينا. نلتقط الزيتون بسرعة الآن ونحتاج إلى التنسيق للوصول إلى أراضينا".  

مريم تعاني أيضًا من تأثيرات تغير المناخ على جودة وكمية الزيتون والزيت. تقول مريم: "كان حصاد الزيتون في الماضي أفضل، حيث أن الأمطار المتأخرة تسبب انخفاض الإنتاجية والجفاف".  

إسراء هي متطوعة شابة شاركت في قطف الزيتون، وتقول: "نحن سعداء بمساعدة المزارعين الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى أراضيهم في ظل هجمات المستوطنين الإسرائيليين وقطع الأشجار من قبلهم. نحن هنا لإحياء مبدأ "العونةالذي يعني التعاون حيث يجتمع جميع أفراد العائلة والجيران لقطف الزيتون. أشجار الزيتون مهمة جدًا لنا كفلسطينيين لأنها مرتبطة بصمودنا وهويتنا وأراضينا".  

أحمد الهربوق  مزارع لا يستطيع الوصول إلى أراضيه، ويقول: "نحتاج إلى التنسيق والتصاريح للوصول إلى أراضينا اليوم. كان هناك معاناة كبيرة خلال هذا العام. كان موسم قطف الزيتون في الماضي مناسبة سعيدة ليوم نزهة وترفيه وفرح لأفراد العائلة والأبناء، لكن هذه اللحظات اختفت. نحن نخاف من أخذ أطفالنا وعائلاتنا لأن هناك احتمال لهجمات من المستوطنين الإسرائيليين والجيش. الوصول إلى أراضينا وقطف الزيتون أصبح كابوسًا".  

وبحسب المعلومات، في 17 تشرين الأول ، قتلت القوات الإسرائيلية امرأة فلسطينية أثناء موسم  الزيتون في قرية فقوعة في محافظة جنين في شمال الضفة الغربية.  

وثقت الأمم المتحدة  لتنسيق الشؤون الإنسانية منذ بداية شهر تشرين الأول حتى تاريخ  17 تشرين الأول لعام2024  51 حادثة مرتبطة بالمستوطنين، بما في ذلك 32 حادثة أدت إلى إصابات أو أضرار في الممتلكات أو كليهما، في 57 مجتمعًا عبر الضفة الغربية. كانت الغالبية العظمى من هذه الحوادث مرتبطة بموسم حصاد الزيتون حيث هاجم المستوطنون الإسرائيليون الفلسطينيين أو منعوا وصولهم إلى أراضيهم، وأتلفوا الأشجار، وسرقوا المحاصيل وأدوات القطف. وفقًا للمصادر المجتمعية، فقد شمل أكثر من نصف هذه الحوادث منع الوصول إلى أراضٍ كانت لم تواجه مثل هذه القيود على الوصول سابقًا. بشكل عام، منذ 1 تشرين الأول 2024، أصيب 54 فلسطينيًا في سياق هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، بما في ذلك 44 على يد المستوطنين الإسرائيليين و10 على يد القوات الإسرائيلية. علاوة على ذلك، تم إحراق أو قطع حوالي 600 شجرة وشجيرة (معظمها زيتون) أو تمت سرقة محاصيلها أو تدميرها بطرق أخرى منذ 1 تشرين الأول ، مما أثر على المزارعين في حوالي 15 تجمعا في الضفة الغربية 

يعتبر الفلسطينيون الزيتون جزءًا أساسيًا من ثقافتهم وهويتهم واقتصادهم. تنتظر العائلات موسم قطف  الزيتون طوال العام حيث يعتبرونه أهم محصول  زراعي في السنة، مما يكلف المزارعين ملايين الدولارات في المحاصيل المفقودة، والأشجار المتضررة، والأراضي المدمرة. تواجه صناعة زيت الزيتونالتي تشكل 15% من الناتج المحلي الزراعي للضفة الغربية وتدعم 100,000 أسرةخسائر تقدر بحوالي 50 مليون دولار هذا الموسم 

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.

باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

رهام جعفري 

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين 

البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org