الشباب الفلسطيني في قطاع غزة وكلاء العمل الإنساني وصُناع التغيير

قطاع غزة – الأراضي الفلسطينية المحتلة - يؤدي الشباب دورًا حيويًا في العمل الإنساني والتنمية في جميع أنحاء العالم. إنهم يمثلون غالبية قاعدة المتطوعين لدينا، ويقدمون عملاً منقذًا للحياة داخل مجتمعاتهم كل يوم. يمثل الشباب الفلسطيني في قطاع غزة نموذجًا للدور القيادي الذي يلعبه الشباب في العمل الإنساني وإحداث التغيير، على الرغم من الظروف الصعبة والحروب المتكررة على قطاع غزة وآخرها الحرب الإسرائيلية منذ تشرين الأول لعام 2023 وتداعياتها الخطيرة على الأوضاع الصحية والبيئية والتعليمية والمعيشية والاقتصادية لسكان قطاع غزة.
حيث أسفرت الحرب عن قتل ما لا يقل عن 48,000 فلسطينيًا غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث بلغ عدد القتلى من النساء أكثر من 12000 امرأة، ومن الأطفال أكثر من 17000 طفل لم يُعطِ وقف إطلاق النار الهش الذي تم إبرامه في كانون الثاني لعام 2025، وانهياره في آذار لعام 2025 فرصة لسكان قطاع غزة، بما فيهم الشباب والنساء والأطفال، للتعافي من تلك الآثار المدمرة للحرب. تبرز في هذه الظروف أهمية إشراك الشباب في العمل الإنساني لتعزيز الصمود المجتمعي وإحداث التغيير الإيجابي نحو تطور وبناء المجتمع.
انخرط الشباب منذ بداية الحرب في جهود الاستجابة الإنسانية من خلال عملهم التطوعي ومبادراتهم الخلاقة التي عملوا على تنفيذها في أصعب ظروف الحرب، بما فيها القصف ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
قيادة وتنفيذ العمل الإنساني في الميدان
نورهان كانت واحدة من بين العديد من الشباب والشابات في قطاع غزة الذين انخرطوا في العمل الإنساني والمجتمعي منذ بداية الحرب. انضمت نورهان إلى مجموعة "صناع التغيير" التي أسستها شريك مؤسسة آكشن إيد فلسطين - جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية. تمحورت أهداف هذه المجموعة حول إعطاء فرصة ومساحة للشباب لبناء قدراتهم وخدمة مجتمعهم وتعزيز صموده والاستجابة للكوارث الطبيعية والسياسية التي يتعرض لها مجتمعهم.
كانت نورهان قبل الحرب تعمل من خلال مجموعة "صناع التغيير"، على تنفيذ بعض المبادرات التي تهدف لدعم النساء في المجتمع، من خلال تعليمهن وتوفير فرص لتحسين حياتهن. ولكن مع بداية الحرب والنزوح الجماعي من الشمال، تحولت جهودها للاستجابة لاحتياجات النازحين الذين وجدوا أنفسهم في مخيمات النزوح بعد أن فقدوا منازلهم.
تتحدث نورهان عن أهمية تواجدها في الميدان: "كنا نعمل دائمًا من أجل تقديم الفائدة للمجتمع، ولكن الحرب فرضت علينا تحديات أكبر. كان من الضروري أن نكون في الميدان لنساعد كل من تضرر، خاصة النساء والأطفال الذين كانوا أكثر تأثّرًا". قامت نورهان وفريقها بتوزيع الطرود الغذائية والاحتياجات الأساسية للمخيمات، وتعاونوا مع مؤسسات مثل جمعية الدراسات النسوية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، الذي أصبح من أهم احتياجات الناس في الأوقات الصعبة خلال أشهر الحرب.
مواصلة العمل التطوعي رغم الحرب وعرقلة المساعدات
واصلت نورهان وأعضاء المجموعة عملهم في أحلك الظروف الصعبة خلال الحرب وخلال وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في كانون الثاني لعام 2025 وما تخلله من بعض الانتهاكات ومنع إدخال المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر وارتفاع الأسعار، ونقص المواد الغذائية. كانت التحديات تتزايد بشكل يومي. إلا أن نورهان وزملاءها في مجموعة "صناع التغيير" واصلوا العمل بلا كلل، ساعين لتقديم مساعدات إضافية للمجتمعات المتضررة. تتحدث نورهان: "بعد وقف إطلاق النار، كانت الاحتياجات تتزايد مع قلة الموارد، لكننا كنا حريصين على تقديم الدعم، حتى لو كان ذلك بمساعدة بسيطة".
أهمية وضع الشباب في مركز عمليات صنع القرار الخاصة بالاستجابة الإنسانية
تؤمن نورهان بأهمية دور الشباب في إحداث التغيير: "الشباب هم المحرك الأساسي للتغيير في المجتمع. كما أن دورهم لا يجب أن يقتصر على الاستجابة الطارئة فقط، بل يجب أن يكون لهم دور فعال في اتخاذ القرارات. الشباب لديهم طاقة وأفكار جديدة، وهم الأكثر قدرة على فهم احتياجات المجتمع والتفاعل مع التحديات. يجب أن يكونوا جزءًا من صناعة القرار لضمان استدامة التغيير".
العمل الإنساني وسيلة لإحداث التغيير في المجتمع
المشاركة في العمل الإنساني والمجتمعي والتطوعي ضرورية لإحداث التغيير. تتحدث نورهان: "إن العمل الإنساني هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الإيجابي في هذه الظروف القاسية. ما نفعله اليوم هو استثمار في المستقبل، وكل جهد نقوم به يساهم في بناء غد أفضل لأهل غزة".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
خلوي +972 595242890:
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org :