التعليم المفقود في غزة

قطاع غزة - الأراضي الفلسطينية المحتلة - إن إعلان وقف إطلاق النار المؤقت في غزة في 20 كانون الثاني 2025 لا يعني أن الأطفال والمعلمين في غزة يمكنهم استئناف العملية التعليمية بسرعة. فقد عانوا من كوابيس الحرب والقتل والتهجير والجوع وانقطاع التعليم لأكثر من 15 شهرًا، منذ إعلان الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
رجاء، إحدى المعلمات الفلسطينيات، التي تشعر بقلق عميق بشأن مستقبل الأطفال الذين فقدوا حقهم في التعليم بسبب الحرب، التي أدت إلى انهيار شبه كامل في النظام التعليمي، حيث تم تدمير المؤسسات التعليمية وفُقدان الموارد البشرية، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة.
وصفت رجاءُ وضع الأطفال والتعليم بأنه "كارثي".
يحتاج الأطفال في غزة إلى نظام تعليمي قادر على التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة، بما في ذلك أولئك الذين فقدوا أطرافهم أو أسرهم. فقد العديد من الطلاب عائلاتهم، بينما فقد آخرون أطرافهم أو يعانون من صدمات نفسية نتيجة التهجير المتكرر وفقدان الأمن.
سيتطلب نظام التعليم في غزة إعادة بناء كاملة، تأخذ بعين الاعتبار الصدمات الجسدية والنفسية التي تعرض لها الأطفال والمعلمون.
تم تدمير العديد من المدارس في غزة جزئيًا أو كليًا بسبب القصف من قبل القوات الإسرائيلية.
قالت رجاء: "تعرضت المدارس لأضرار جسيمة وتحولت إلى مراكز إيواء للنازحين. لا أعتقد أن التعليم سيُستأنف قريبًا بعد هذا الدمار؛ سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا. إن انقطاع التعليم سيكون له تأثير سلبي عميق على الأطفال".
قالت رجاء: "العديد من الأطفال لا يعرفون حتى الحروف والكلمات الأساسية في لغتنا؛ لقد نسوا كل شيء بسبب الحرب".
وأضافت: "التعليم أصبح بالغ الصعوبة في بيئة مدمرة، حيث أصبحت الخيام بديلًا عن المباني المدرسية التي تفتقر إلى أبسط المعايير اللازمة لبيئة تعليمية سليمة".
هذه هي السنة الثانية التي تُغلق فيها المدارس في غزة، مما يؤثر على 658,000 طفل. وقد أثرت الحرب على حياة وسبل عيش أكثر من 22,000 معلم، وفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة. وتشير التقديرات الأولية إلى أن ما يقرب من 95٪ من مرافق التعليم الأساسي والثانوي والجامعي قد تضررت أو دُمّرت. ولا تزال القيود المفروضة على دخول المستلزمات التعليمية تحدّ من قدرة الجهات التعليمية على توسيع التدخلات. كما أن الآباء مترددون في تسجيل أطفالهم في مساحات التعلم المؤقتة.
بعد إعلان وقف إطلاق النار في 20 يناير 2025، يُظهر حجم الدمار الحاجة إلى التخطيط لإعادة بناء النظام التعليمي. وقالت رجاء: "احتياجات الأطفال أصبحت كثيرة الآن، وأعتقد أنه من الصعب عليهم الذهاب إلى أماكن بعيدة لتلقي التعليم بسبب انعدام الاستقرار. أتمنى أن يتم توفير التعليم داخل المخيم أو مراكز الإيواء حيث تم تهجيرهم اليها، حتى يبقوا قريبين من أمهاتهم".
تقول رجاء: "يجب أن تلبي المراكز والمواقع التعليمية احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة، بما في ذلك أولئك الذين فقدوا أطرافهم أو عائلاتهم. وعلى المدى القريب، هناك حاجة ملحة إلى تدخل عاجل لتوفير الدعم النفسي للأطفال المتضررين".
إن إعادة بناء النظام التعليمي تتطلب دعم المعلمين باعتبارهم العنصر الأساسي في عملية التعلم. وقالت رجاء: "يحتاج المعلمون إلى دعم نفسي ومعنوي لاستعادة طاقتهم ومواصلة رحلتهم التعليمية بحماس".
وفقًا لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، فإن التعليم حق أساسي في أوقات السلم، كما هو في حالات الطوارئ والحروب.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org