Skip to main content

حياة عمال الإغاثة في غزة وسط الحرب والنزوح

احسان

لقد تغيرت حياة إحسان بسبب الحرب. كان إحسان يعمل في مجال الخدمات اللوجستية في مؤسسة آكشن إيد -فلسطين في غزة، وكان يستمتع بحياته اليومية وعمله، والمهام الروتينية قبل الحرب. تؤثر الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ تشرين الأول لعام 2023 على جميع جوانب الحياة في غزة من خلال أوامر التهجير المتكررة وفقدان الأصدقاء والأقارب وتدمير البنية التحتية وإغلاق المعبر مما يتسبب في المجاعة وانهيار النظام الصحي.

يفتقد إحسان روتينه الصباحي اليومي في غزة قبل الحرب حيث كان يقود سيارته إلى مكاتب ومكاتب شركاء مؤسسة  أكشن إيد كل يوم بسهولة وفي وقت قصير. لقد غابت عن هذه المهام الروتينية اليومية بعد هذه الحرب الوحشية حيث يقضي وقته في البحث عن مكان آمنِ في غزة بعد تلقي أوامر الإخلاء. نزح إحسان أكثر من 6 مرات.  لكن قيادة السيارة أصبحت مستحيلة بالنسبة لإحسان لأنه لا يستطيع القيادة وسط الأنقاض والطرق المدمرة ونقص الوقود الذي يتم منع دخوله إلى غزة منذ الثاني آذار لعام 2025. أصبحت قيادة السيارة في غزة صعبة للغاية ومليئة بالتحديات. يتجدث إحسان: "  هناك صعوبات كثيرة بسبب حركة النزوح في الجنوب. كانت الطرق مزدحمة، والرحلة التي كانت تستغرق خمسة عشر دقيقة أو أقل بدأت تستغرق ساعتين أو أكثر".

يتحدث  إحسان: “لقد أثرت الحرب علينا بشدة؛ لقد أثرت على حياتنا وبيوتنا. لقد أثر النزوح على كل جانب من جوانب حياتنا. لقد دمر حياتنا من البداية إلى النهاية، ولم يترك لنا شيئًا”.

لقد شهد إحسان حروبًا سابقة على غزة –في أعوام 2008 و2012 و2014 و2021– وعمل في ظل ظروف صعبة، لكن لا يمكن مقارنة هذه الحروب  بشدة وحجم ومدة ووتيرة هذه الحرب الإسرائيلية المستمرة التي بدأت في أكتوبر 2023.

يتأثر إحسان بهذه الحرب ويشعر دائمًا بالقلق على جيرانه وزملائه وأصدقائه. يقول إحسان: “أشعر باليأس على وجوه الناس والحزن في عيونهم. عندما أسير في مراكز الإيواء وبين الخيام نرى الناس يعانون وأغلبهم مرضى. من المؤلم جدًا أن نرى أطفالنا يسيرون لمسافات طويلة لإحضار الماء بينما من المفترض أن يلعبوا ويتعلموا في مدارسهم ويستمتعوا بالأنشطة الترفيهية. أطفالنا الآن يعانون من الفقدان والمرض ونقص التعليم والجوع والقلق والبتر".

يواجه إحسان العديد من التحديات الناجمة عن القصف المستمر وإغلاق المعابر مما يسبب نقص الغذاء والوقود وكل شيء في غزة. يقول إحسان: " من الخطر بالنسبة لي أن أنتقل من مكان إلى آخر في غزة. يجب أن أفحص مع زملائي قبل الانتقال أو التوجه إلى أي مكان لتقليل بعض المخاطر. لا يوجد مكان آمن في غزة بسبب القصف المستمر. نواجه صعوبات في إجراء المكالمات الهاتفية والرسائل النصية بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات. كما أننا نواجه تحديات في سحب النقود أو إجراء معاملات مصرفية بسيطة، فضلاً عن نقص الوقود، وهي أيضًا عقبات مستمرة يجب علينا التغلب عليها". 

يُحرم الناس في غزة من الحصول على الضروريات الأساسية مثل الماء والغذاء. إنهم يكافحون من أجل العثور على الغذاء أو جلب المياه تحت الحصار وارتفاع الأسعار. يتوجب على إحسان إحضار المياه لعائلته: “أنشطتي تتضمن جمع المياه البلدية في أوعية كبيرة، ثم تخزينها في الخزان وخزانات التخزين الأخرى. لا يمكننا استخدام الماء إلا عند الضرورة القصوى لأنه محدود". 

يحاول إحسان التغلب على تلك التحديات رغم معاناته. قال إحسان: "نحن نكافح من أجل إيجاد الطعام لأطفالنا، ونبحث عن الدواء عندما يمرضون، ونعاني من التوتر وعدم اليقين المستمر. قد تتغير حياتنا في ثوان".

لقد فقد إحسان منزله وهو خائف على عائلته. يقول إحسان: “لقد فقدنا بيوتنا وأحلامنا وإحساسنا بالأمان. أنا قلق طوال الوقت بشأن سلامة ورفاهية عائلتي. أفكر طوال الوقت وأطرح سؤالاً عما إذا كان أبنائي وبناتي سيتمكنون من التمتع بالعيش بسلام وكرامة؟”.

أمنية  إحسان هي إنهاء هذه الحرب ومطالبة العالم بالتحرك.  يقول إحسان: “نطالب العالم بالتحرك ووقف هذه الحرب. نحن لسنا أرقاما. كل واحد منا لديه عائلات وأحلام وتطلعات. نطالبكم بأن تطلبوا من شعوبكم وحكوماتكم العمل على إنهاء الحرب والوصول إلى وقف إطلاق النار الفوري وفتح المعابر. نريد لأبنائنا وبناتنا أن يواصلوا حياتهم وتعليمهم وعملهم بسلام وكرامة”. 

يريد إحسان أن يذهب لممارسة حياته الطبيعية: "أريد حقًا العودة إلى العمل لأنني لا أحب البقاء في المنزل. جميع زملائي يعرفون أنني نشيط، وأحب العمل، وأقدر الالتزام بالمواعيد". 

 

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر

باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ

رهام جعفري  

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين  

البريد الإلكترونيRiham.Jafari@actionaid.org