منظمة آكشن إيد الدولية: مشاركة الشباب في الاستجابة الإنسانية تصقل مهاراتهم القيادية والرقمية

الأراضي الفلسطينية المحتلة – في الوقت الذي يتم فيه التأكيد على أهمية تطوير مهارات الشباب لخدمة مجتمعاتهم وتحسين ظروفهم في اليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يصادف 15 تموز من كل عام، يواصل الشباب الفلسطيني تطوير وبناء مهاراتهم وقدراتهم القيادية والحياتية والرقمية والمهنية، لمساعدتهم على قيادة الاستجابة الإنسانية، وتعزيز الصمود المجتمعي، ومناصرة قضاياهم، وإيجاد فرص عمل رغم الحرب والنزوح والقصف والدمار والفقدان والحصار وقيود الحركة.
يؤكد هذا اليوم على ضرورة تعزيز مهارات الشباب وتطويرها، وإعدادهم للمستقبل، والمساهمة في الاستجابة لاحتياجات مجتمعهم في حالات الظروف والأزمات. من الضروري الاستثمار الحقيقي في طاقات الشباب، وتوفير بيئة آمنة تُنمي مهاراتهم وتحترم كرامتهم، ليكونوا شركاء فاعلين في بناء مستقبل حر وعادل.
تؤثر ظروف الحرب والنزوح والتجويع والحصار وسياسات الاستيطان والاعتقالات واقتحامات المدن والمخيمات وقيود الحركة على الشباب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بشكل كبير، من خلال قتلهم، وإصابتهم، واعتقالهم، وفقدان تعليمهم ومصادر رزقهم، وتجويعهم، وتدهور صحتهم النفسية.
إلا أن هذه الظروف حفزت الكثير من الشباب على قيادة وتصميم المبادرات المجتمعية والإنسانية للاستجابة لاحتياجات مجتمعهم الإنسانية المتزايدة الناجمة عن استمرار الحرب، لمساعدتهم على البقاء، وإيجاد فرص عمل من خلال امتلاك المهارات القيادية والحياتية والرقمية وتطويرها للتكيف مع حالات الحروب والطوارئ.
صقلت الكثير من المبادرات الإنسانية والمجتمعية مهارات وشخصية الشباب الفلسطيني الذين قادوا هذه المبادرات بين الأنقاض، وتحت سماء ملبدة بصوت الطائرات. اكتسبوا مهارات حياتية مثل الصمود النفسي والتكيف، لمساعدتهم على التعلم والتكيف والابتكار رغم استمرار الحرب، وهي مهارات تم اكتسابها من خلال العمل في الميدان، في مراكز الإيواء مع النازحين، وفي مخيمات اللجوء، وبين المصابين والجرحى.
يحاول الشباب من خلال هذه المبادرات الاستثمار في أنفسهم واكتساب المهارات التي لا تمنحهم فقط الأمل في مستقبل أفضل، بل تسهم في تعزيز صمود مجتمعهم أيضًا. إنهم يكتسبون هذه المهارات النادرة من واقعهم المرير.
أظهر الشباب أيضًا مهارات إدارية وقيادية متميزة من انخراطهم ومشاركتهم في قيادة العمل الإنساني والمبادرات المجتمعية، وتحويل المحنة إلى منحة من خلال امتلاك زمام المبادرة في مجال إدارة الأزمات، واتخاذ القرار تحت الضغط، والتعامل مع تحديات مفاجئة، وإيجاد حلول سريعة بموارد محدودة.
يوظف الشباب الفلسطيني أيضًا المهارات والمنصات الرقمية كنوع من الابتكار والإبداع للتعلم والعمل والتواصل والمناصرة. تساعدهم هذه المهارات على التعلم والعمل الحر عن بُعد في ظل تدمير المدارس والجامعات والبنية التحتية.
كما وظف الشباب منصاتهم وأدواتهم الرقمية في مناصرة قضيتهم الوطنية، ونقل رسائلهم للعالم الخارجي في ظل منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، ورفع الوعي المجتمعي حول العديد من القضايا المجتمعية التي تظهر في حالات الطوارئ.
تعمل منظمة آكشن إيد - فلسطين في هذا السياق على تعزيز ودعم بناء قدرات الشباب في الاستجابة والتأهب للكوارث وحالات الطوارئ والصدمات الجديدة، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة.
أنشأت مؤسسة آكشن إيد فلسطين ودعمت مجموعة العمل الإنساني الشبابية - فلسطين، التي تضم في عضويتها نشطاء شبابًا من الضفة الغربية وقطاع غزة، الذين يلعبون دورًا في تنفيذ العديد من المبادرات والأنشطة الإنسانية، وتنظيم حملات الضغط والدعوة للمطالبة بوقف الحرب وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني طبقًا للقوانين الدولية.
تتحدث ولاء من غزة، وهي ناشطة وعضو في مجموعة العمل الإنساني الشبابية، تقود عددًا من المبادرات الإنسانية في قطاع غزة:
"إن الانخراط والمشاركة في العمل التطوعي والإنساني، رغم القصف والدمار والنزوح والتجويع خلال الحرب، ساعدني على امتلاك روح المبادرة، والتشبيك مع المؤسسات والمجموعات الشبابية، ومهارات التواصل الفعال مع الناس والمؤسسات والشباب والفئات المختلفة".
أحمد الكيلاني، شاب ناشط في مجموعة العمل الإنساني، يعمل على العديد من المبادرات في الضفة الغربية:
"اكتسبت العديد من المهارات الضرورية لقيادة الاستجابة الإنسانية في حالات الطوارئ، منها مهارات التواصل والعمل مع الناس، وتصميم وبناء الخطط لتقديم المساعدات في حالات الطوارئ، ومهارات تقييم احتياجات المجتمع في حالات الطوارئ، وكيفية قياس أثر المساعدات، ومهارات بناء الفريق المتكامل، ومهارات التشبيك وبناء العلاقات مع الكثير من المؤسسات المجتمعية والمحلية والدولية، حيث إن هذه العلاقات ضرورية لإفادة المجتمع.
إن الانخراط في العمل المجتمعي في حالات الطوارئ يزيد من شعورنا بالمسؤولية والالتزام بمبادئ العمل الإنساني التي تحفظ كرامة الناس".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org