قصة سجود: نموذج للمبادرات الشبابية الملهمة للتغيير بأعمال صغيرة ذات تأثير كبير
الأراضي الفلسطينية المحتلة - سجود شابة فلسطينية ناشطة تعيش في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية تحاول زرع الأمل بين الأطفال النازحين من خلال مبادراتها التعليمية التي دعمتها مؤسسة آكشن إيد فلسطين بهدف تعزيز الأدوارالقيادية للشباب الفلسطيني. نزح هؤلاء الأطفال من مخيمات اللاجئين -مخيمي طولكرم ونور شمس إلى قرية كفر اللبد جراء التصعيد العسكري الاسرائيلي التي أدت إلى انتهاكات مستمرة تشمل الهدم والتدمير واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية في المخيمات والأحياء، مما أدى إلى نزوح مئات العائلات من منازلها، حيث أجبروا على المغادرة تحت ظروف صعبة وقصيرة جداً.
في زوايا القلعة ببلدة كفر اللبد، تجتمع ضحكات عشرات الأطفال النازحين الذين تترواح أعمارهم ما بين 9-15 عاما من مخيمي طولكرم ونور شمس، لتكسر صمت المعاناة التي تركها التهجير القسري في نفوسهم. هنا تقف سجود، الشابة التي اختارت أن تكون جسرًا للأمل، منسقة مبادرة التفريغ النفسي للأطفال النازحين، لتنفيذ. أنشطة متنوعة ما بين فن طي الورق (الأوريغامي)، الزراعة وإعادة التدوير لتعزيز الوعي البيئي، إلى جانب ألعاب ترفيهية مثل لعبة الكراسي. كما تضمنت المبادرة جلسات استماع للأطفال لتمكينهم من التعبيرعن معاناتهم ومشاركتهم في وضع حلول تناسب احتياجاتهم.
تقول سجود بابتسامة هادئة: " ننفذ أنشطة تفريغية متنوعة مثل فن طي الورق (الأوريغامي)، لعبة الكراسي، والزراعة وإعادة التدوير لتعزيز وعيهم البيئي. كما خصصنا جلسات استماع لهم للتعبير عن معاناتهم ومشاركتهم في وضع حلول تناسب احتياجاتهم."
ولأن النزوح ترك أثرًا عميقًا على نفسية الأطفال، وجعل الكثير منهم ينقطع عن التعليم ويعيش صدمة الفقد، جاءت المبادرة لتفتح لهم نافذة أمل صغيرة وسط الظروف الصعبة. تتحدث سجود عن أهمية مبادارتها: "انطلقت المبادرة استجابةً للاحتياجات النفسية للأطفال النازحين، الذين عانوا من التهجير القسري المفاجئ وانقطاعهم عن التعليم. هذه المبادرات تساعدهم على الخروج من الأجواء الصعبة والتخفيف من معاناتهم."
سجود، خريجة تجارة إلكترونية وتكمل دراستها للماجستير في التخصص ذاته، اعتادت أن توازن بين تطلعاتها الأكاديمية وروحها التطوعية. فقد انخرطت في مبادرات إنسانية متعددة، وساهمت في مبادرات حوارية، لكنها تعترف أن هذه التجربة غيّرت شخصيتها بشكل خاص.
"هذه المبادرة غيّرتني كثيرًا؛ جعلتني أكثر إطلاعا على معاناة فئات كثيرة من مجتمعي وعززت إنتمائي لمجتمعي وأكثر قربا من الأطفال ". وتضيف بثقة: "أصبحنا عنصرًا فاعلًا في المجتمع، ومن خلال الاستماع للأطفال واحتياجاتهم وُلدت لدينا أفكار لمبادرات جديدة نطمح لتنفيذها قريبًا. انطلقنا من قول محمود درويش: «أثر الفراشة لا يزول». وهذا ما عزز قناعتنا بأن أثرنا باقٍ وزاد من ثقتنا بأنفسنا.، المبادرة جاءت لتؤكد أن الجهود الشبابية قادرة على إحداث فارق ملموس، ولو كان صغيرًا".
في عيون الأطفال، ينعكس أثر هذه المبادرة كشعاعة أمل خافت تضيء مساحة مظلمة من حياتهم. تدرك سجود أن كل نشاط، وكل كلمة استماع، وكل لحظة لعب، ليست مجرد تفريغ وقتي بل حجر أساس في إعادة بناء ثقة هؤلاء الصغار بأنفسهم وبالمجتمع من حولهم.
هكذا تتحول مبادرة بسيطة إلى عمل هام وضروري يساهم لو بالقليل في تعزيز صمود المجتمع ، وتصير الشابة سجود مثالًا حيًا على أن "أثر الفراشة لا يزول".
يتمثل منهج مؤسسة آكشن إيد -فلسطين في دعم أدوار الشباب القيادية ومباداراتهم ولاسيما في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ حيث تبرز أهمية الدور الذي يلعبه الشباب كقوة فاعلة وحيوية في تعزيز الاستجابة المجتمعية. كما أن المبادرات الشبابية رافعة أساسية لتعزيز الصمود المجتمعي وبناء مستقبل أكثر استدامة، خاصة في ظل التحديات والأزمات. فالشباب يمتلكون طاقات إبداعية ورؤى جديدة تتيح لهم ابتكار حلول عملية تتناسب مع واقعهم واحتياجات مجتمعاتهم. يعزز هذا النهج تمكين الشباب. من هنا تبرز أهمية دعم هذه المبادرات، سواء من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات والتدريب والتمويل وتوفير منصات للتشبيك والتأثير والموارد اللازمة للانخراط في جهود الإغاثة والإنقاذ والتوعية، بما يضمن استمراريتها وتوسيع نطاق أثرها..إن دعم الأدوار القيادية للشباب لا يقتصر فقط على تعزيز جاهزيتهم فحسب، بل يساهم أيضًا في بناء قدراتهم القيادية، وإشراكهم في صياغة الحلول المبتكرة، وترسيخ قيم التضامن والمسؤولية المجتمعية. إن الاستثمار في قدرات الشباب أثناء الطوارئ يمثل استثمارًا في صمود المجتمعات وقدرتها على التعافي بسرعة وكفاءة. كما أن تمكين الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة يعزز دورهم كشركاء حقيقيين في التغيير الإيجابي، ويساهم في خلق بيئة داعمة للابتكار، والعمل الجماعي، وتعزيز روح القيادة والمسؤولية لديهم.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org