رند: نموذج للقيادة الشبابية في مركز الاستجابة الإنسانية

الأرض الفلسطينية المحتلة – رند ( 27 عاما ) تجسد رند قوة وصمود الشباب الفلسطيني الذين يخطون نحو أدوار قيادية لدعم مجتمعاتهم في مواجهة الاحتلال والحرب. تواصل رند حياتها وعملها المجتمعي حاملةً ثِقل القيود اليومية المفروضة بفعل الاحتلال، ومسؤولية مساندة شعبها خلال الأزمات.
تقول رند: " كشابّة تحت الاحتلال، تبدو الحياة خانقة. حركتك، وكلامك، وحتى قدرتك على الحلم مقيدة. لكن ما نعيشه يمنحنا العزيمة لنفعل شيئًا، لنحمي مجتمعاتنا."
ورغم هذا الواقع القاتم، فإن العزيمة ذاتها شكّلت محور الاستجابة الإنسانية التي يقودها الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية. فبعد الحرب على غزة، انضمت رند إلى قادة شباب آخرين لإجراء تقييمات للاحتياجات شملت الأسر النازحة والنساء والأطفال. وبدعم من آكشن إيد، صمموا استبيانات، وجمعوا البيانات، وحولوا أصوات الناس إلى تقارير عملية. ومن خلالها تم ربط الأسر بخدمات الدعم القانوني، والدعم النفسي والاجتماعي، وأنشطة ترفيهية للأطفال المتأثرين بالصدمات. تقول رند: " لم نكن مجرد متطوعين لساعات، بل أصبحنا مديري حالات وقادة وشركاء لمجتمعاتنا. قربنا من الناس جعلنا نفهم آلامهم ونستجيب بطرق مباشرة وفعّالة."
تحدي نظرة المجتمع للشباب
لم يكن العمل الإنساني بقيادة الشباب خاليًا من التحديات. تؤكد رند أن للشباب دورًا فريدًا في أوقات الأزمات: " نحن جزء من المجتمع، نعمل معه ومن أجله. نعرف احتياجاته، ونعرف ما يصلح له. تدخلاتنا تنبع من التجربة الحية". ورغم شكوك الأجيال الكبيرة ، أثبتت رند ورفاقها أنهم قادرون على تقديم نتائج مهنية وذات أثر ملموس. وتضيف: " أصعب ما نواجه هو إدراك دورنا بشكل جدي ، لكننا أثبتنا – عبر الدراسات والتقارير المهنية والتدخلات الفعالة – أننا لسنا مجرد مساعدين، نحن قادة."
تمثل رند جيلًا فلسطينيًا جديدًا من القادة الشباب الذين يبنون أيضًا شبكات من التضامن لبناء الصمود، ليس فقط للحاضر بل للمستقبل. وتدعم آكشن إيد هؤلاء الشباب من خلال تزويدهم بالمعرفة والتدريب حول العمل الإنساني لتعزيز أدوارهم في تقوية النسيج الاجتماعي الفلسطيني تحت ضغط هائل.
المشاركة الشبابية ضرورة وليست خيارًا
بالنسبة لرند، مشاركة الشباب ليست خيارًا، بل ضرورة، تقول رند: "لا يجب ترك الشباب الفلسطيني على الهامش. نحن نستحق مقعدًا على طاولة صنع القرار. نريد أن نساهم في صياغة السياسات والأولويات التي تمس مجتمعاتنا."
مطالب الشباب الفلسطيني
رؤية رند تتجاوز مجرد البقاء، فهي تحلم بفلسطين يكون فيها التعليم والصحة ورفاهية الشباب في صميم جهود إعادة البناء، حيث تُشفى المجتمعات روحيًا كما تُشفى جسديًا. وبالنسبة لها، فإن وقف إطلاق النار في غزة لا يعني فقط إيقاف القصف، بل أيضًا استعادة الكرامة والإنسانية وتختم بقولها: "على العالم أن يفهم أن هذه ليست مجرد قصة معاناة، إنها قصة صمود، وحقوق ومستقبل مسلوب – لكنها أيضًا قصة شباب يرفض الاستسلام. نحن هنا لنقود، لنعالج، ولنُعيد البناء."
تعمل آكشن إيد جنبًا إلى جنب مع الشباب لتعزيز العمل الشبابي وبناء قدراتهم من خلال التدريب على المهارات، وبناء القدرات، والمبادرات القائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. ومن خلال إنشاء المنصات العالمية كمراكز للتجمع وبناء الشبكات والمناصرة، توفر آكشن إيد مساحات آمنة وديناميكية يستطيع الشباب من خلالها التنظيم وتبادل الخبرات وقيادة الحملات من أجل التغيير. ويجمع نهجها بين التدريب على القيادة، والتوعية بالحقوق لتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في عمليات صنع القرار والتأثير في المساحات الرسمية . في الأرض الفلسطينية المحتلة وخارجها، تدعم آكشن إيد الاستجابات الإنسانية التي يقودها الشباب – مثل مجموعة العمل الإنساني الشبابية – بما يثبت أن الشباب ليسوا مجرد مستجيبين بل قادة خلال الأزمات والطوارئ. وباعتماد نهج نسوي قائم على حقوق الإنسان، تضمن آكشن إيد أن تكون أصوات الشباب، وخاصة أصوات الشابات، في قلب برامجها عبر مجالات متعددة تشمل العدالة المناخية، الحكم الديمقراطي، العمل الإنساني، والتنمية المستدامة. ومن خلال هذا العمل الشمولي، يتمثل الهدف النهائي لآكشن إيد في تمكين الشباب ليصبحوا قادة مؤثرين وعوامل صمود وتغيير إيجابي، مع تعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية وتهيئة بيئات داعمة للنشاط الشبابي تقوّي دورهم في صياغة مستقبل مجتمعاتهم.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org