Skip to main content

الولادة تحت النار : العنف يجلب المعاناة النفسية للأمهات حديثات الولادة في قطاع غزة

سيدرا طفلة التي لايزيد عمرها عن أسبوعين عند ولادتها بعد 11 يوم من القصف على قطاع غزة

 

سيدرا الطفلة التي لا يزيد عمرها عن أسبوعين عند ولادتها بعد 11 يوم من القصف على قطاع غزة، إسم سيدرا يعني النجمة المتلألئة في السماء وولادتها تجلب الأمل لعائلتها التي أصابتها الصدمة والرعب خلال أعمال العنف التي إندلعت مؤخرا . 

أم سيدرا، ميرفيت البهتامي ( 25 عاما) تتحدث عن تجربة حملها الثقيل خلال العدوان وكيفية الشعور بالخوف من فقدان عائلتها وفقدان الجنين الذي تحمله في بطنها.

تقول ميرفت : " لقد تخليت أن جميعنا سنموت أثناء حدوث القصف "

تواصل ميرفت حديثها: " كانت احد المخاوف خلال العدوان هو ولادة طفلي في المنزل دون التمكن  من الوصول الى المستشفى. لقدعانيت من الآلام  الشديدة مثل آلام الوضع، ولم أستطيع حينها الذهاب الى المستشفى . كنت خائفة من إحتمالية  ولادة سيدرا في ظل هذه  الظروف ومن أن تعاني طفلتي من بعض المشاكل".

ميرفت أكتشفت أن ابنة عمها قد طرحت حملها وفقدت جنينها،خلال الغارات الجوية

تتحدث ميرفت عن إبنة عمها :" لقد فقدت طفلها بسبب الخوف الشديد من القصف والغارات الجوية. لقد أصابني الخوف من فقدان جنيني". 

تقول ميرفت أن ميلاد سيدرا كان أقسى تجربة ولادة مرت بها بسبب الخوف من القصف وكانت أقسى من حملها السابق وولادة أطفالها الآخرين الذين انجبتهم في أوقات آمنة. تواصل ميرفت حديثها: " أشعر الآن بشكل أفضل عند رؤية طفلتي بين يدي، أتمنى أن تعيش طفلتي في بيئة آمنة وهادئة خالية من الحروب والعدوان".

A person wearing a scarf

Description automatically generated with medium confidence

 

تعمل مؤسسة أكشن إيد-فلسطين مع الشريك المحلي، إتحاد لجان العمل الصحي لتقديم الدعم النفسي في المجتمعات للنساء والأطفال الذين تضرروا بشكل كبيربسبب هذا التصعيد، كجزء من إستجابتها للتصعيد الآخير في غزة.

هيلانة مصلح تعمل كأخصائية إجتماعية في مستشفى العودة في شمال غزة. عملت هيلانة على تقديم الدعم النفسي للنساء في المستشفى خلال التصعيد الأخيرعلى قطاع غزة،بإستعمال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل " الواتس آب"  وصندوق بريد الفيسبوك لتقديم الاستشارات الوجاهية والإلكترونية بعد خروجهن من المستشفى.

تتحدث هيلانة عن بعض مشاكل النساء حديثات الولادة الناجمة عن أضرار التي أحدثها العنف على صحتهن النفسية، تقول هيلانة : " بعض النساء غير قادرات على  تقديم الرضاعة لأطفالهن، أو إحتضانهم أو تقبلهم بسبب مجيئهم في ظروف صعبة".

" بعض النساء كان لديهن أعراض مثل عدم إنتظام النوم وعدم إنتظام الأكل نتيجة للقصف والخوف من فقدان أطفالهن وأحبابهن وبيتوهن، خاصة في المناطق الشمالية من قطاع غزة".

تقول مصلح أن فريقها يرى إزدياد في النساء اللواتي يعانين من إكتئاب ما بعد الولادة، كونهن يدعمن عائلات تم تدمير بيوتها، أوفقدت أحبتها خلال التصعيد الأخير.

  تخطط مؤسسة أكشن إيد فلسطين الوصول الى 2،000 شخص ، معظمهم من النساء والأطفال بإستشارات فردية وجماعية خلال الأشهر القادمة، من خلال مع الشركاء المحليين بما فيهم إتحاد لجان العمل الصحي.

A person holding a baby

Description automatically generated with medium confidence

(صورة ميرفت (25 عاما) تقول ان ميلاد ابنتها سيدرا كان أصعب من ولادة أطفالها الآخرين في أوقات آمنة بسبب الخوف من القصف).

تقول هيلانة: "تشعر النساء الحوامل عادة بسعادة كبيرة بتحضير كل شيء لاستقبال أطفالهن الجدد، لكن الحرب وتبعاتها منعهن من الاستمتاع بتلك اللحظات. فالنساء مررن بتجربة حزن وآلام  نفسية غير متوقعة. لقد لاحظنا أن النساء يعانين من عدم الرضى، والبكاء المستمر وعدم تقبل أطفالهن."

عملت الآنسة هيلانة مصلح مع الأطفال الذين تأثرت صحتهم النفسية بالتصعيد الأخير، وذلك لمساعدتهم على التعامل مع الصدمات والقلق. تقول هيلانة بأن الأعراض والسلوك تشمل الخوف والقلق ، والتبول اللاإرادي والإنطواء والإنعزال الإجتماعي والعدوانية. 

تقول هيلانة: " الأطفال أصبحوا اكثر إلتصاقا بآبائهم ، ولا يريدون الإبتعاد عنهم. الأطفال يواصلون البكاء والصراخ عند سماع أي صوت".

الدكتور عدنان راضي، مستشار ورئيس قسم التوليد وأمراض النساء في مستشفى العودة يقول أن التصعيد الأخير كان له آثار نفسية واضحة على النساء الحوامل ، بحيث ازداد عدد الولادات المعقدة والعمليات القيصرية، والولادة المبكرة وحالات الإجهاض. نتيجة لذلك، شهدت المستشفى زيادة في عدد الأجنة التي تحتاج لوحدة العناية المكثفة للأطفال حديثي الولادة .

يتحدث الدكتورعدنان : "النساء الحوامل هن الفئة الأكثر تضررا، خاصة ظروفهن النفسية، لأن بعض النساء لن يستطعن الوصول الى المستشفى للحصول على الخدمات الضرورية. ويوضح  كيفية عمل فريقه على إيجاد عيادة متنقلة في محاولة للوصول للنساء الأكثر تضررا خلال القصف. 

في بعض الحالات،  تنهار النساء أو تسقط  بشكل غيرمباشر مع أطفالهن وأزواجهن للهرب من القصف. نتيجة لذلك، يحدث نزيف، أو تجمع للدم وراء المشيمة. إضطررنا لعمل ستة عمليات قيصرية طارئة، وكانت النتائج جيدة". 

يقول الدكتور راضي: " الحمد لله لم نفقد أي جنين حديث الولادة ولم تتوفى أي امرأة في المستشفى خلال هذا القصف. لكن يؤمن الدكتور راضي بأن عدد النساء اللواتي تعرضن لعمليات إجهاض سيرتفع بسبب القصف.

لقد تقلصت الخدمات المقدمة للنساء الحوامل خلال تصاعد أعمال العنف بسبب إنشغال المشتشفيات الحكومية بمعالجة جرحى القصف، كما تم إغلاق مراكز رعاية الحوامل. مستشفى العودة الذي تديره إتحاد لجان العمل الصحي ويعتمد على التبرعات المالية المقدمة من المتبرعين المحليين والدوليين، كان أحد الأماكن القليلة التي وفرت العلاج للنساء الحوامل والأمهات حديثات الولادة خلال الإعتداء الأخير. 

يضيف الدكتور راضي : " الناس في غزة يعتمدون بشكل أساسي على الدعم الخارجي ،بدون الدعم الخارجي ، لن يستطيعوا الحصول على الخدمات الضرورية خاصة في أوقات العدوان والحروب".

نبذة عن أكشن إيد- فلسطين

مؤسسة أكشن إيد- فلسطين هي جزء من فدرالية عالمية تعمل في ما يزيد على 45 دولة حول العالم  لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين ووضع حد للفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

هاتف: 00972022213137

خلوي:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org