منظمة آكشن إيد الدولية : نساء غزة يُلهمن العالم بقوتهن التي لا مثيل لها في الاستجابة للكارثة الإنسانية في غزة
قطاع غزة – تشكل ظروف الحرب والتصعيد العسكري سياق صعب للشباب والشابات في قطاع غزة وهو سياق لا يمكن تصوره. في يوم المرأة العالمي، نحتفل بصمود المرأة وقوتها وشجاعتها مثل ولاء التي تواصل العمل كداعم للصمود المجتمعي وعامل للتغيير على الرغم من التحديات التي تواجهها. ولاء عبد الباري، متطوعة وناشطة شابة تشارك في دعم شعبها في ظل ظروف كارثية ناجمة عن تصاعد العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة، منذ 7 تشرين الأول لعام 2023 وإعلان إسرائيل الحرب وفرض "حصار كامل" على قطاع غزة المحاصر بالفعل . ومنذ ذلك الحين، تم منع إدخال إمدادات المياه والغذاء والوقود إلى غزة، في ظل إستمرار القصف الإسرائيلي المكثف ووقوع عدد كبيرمن الضحايا في صفوف المدنيين ، 70% منهم من النساء والأطفال ونزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، بما في ذلك ما تقدره الأمم المتحدة بنحو مليون امرأة وفتاة، وتدمير ما يزيد على 70% من البنية التحتية .
إن حجم وشدة الكارثة الإنسانية التي تتكشف حاليًا أمر مروع ويؤثرعلى الشباب في غزة مثلهم مثل الفئات العمرية والسكانية الاخرى، بما في ذلك النساء والمسنين والأطفال والكوادر الطبية والصحفيين. تشعر منظمة أكشن إيد بقلق بالغ إزاء الخسائر الفادحة التي تخلفها الحرب في غزة على نمو ورفاهية جيل كامل. لقد تأثر الشباب الفلسطيني بشكل دائم بالسياسات الإسرائيلية غير القانونية المتمثلة في الاعتقال وهدم المنازل والحروب المتكررة في غزة والقيود المفروضة على الحركة ووسائل التواصل الاجتماعي ومحدودية فرص العمل والمساحات الديمقراطية والمدنية المحدودة لنشاطهم ومشاركتهم السياسية والمجتمعية. من المهم في سياق الحروب سماع أصوات الشباب الذين نادراً ما يتم سماعهم.
منذ بداية الحرب على غزة، كان الشباب والمؤسسات الشبابية هم أول المستجيبين، حيث قاموابتنظيم أنفسهم بسرعة والانخراط في الاستجابة الإنسانية في غزة. الشباب لديهم القدرة على الرد بسرعة كبيرة. يتولى الشباب قيادة الاستجابة ودعم النازحين الذين نزحوا داخل قطاع غزة، ومساعدة الطواقم الطبية والأطفال النازحين والعمل التطوعي مع فرق الإنقاذ وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي والعمل التثقيفي والتعليمي والأنشطة الترفيهية للأطفال.
ولاء عبد الباري، متطوعة شابة نزحت عدة مرات في غزة منذ 7 تشرين الأول 2023. ولاء هي أحد أعضاء مجموعة العمل الإنساني الشبابية وهي إحدى المجموعات الشبابية التي اسستها مؤسسة آكشن إيد فلسطين لتعزيز ودعم قدرة الشباب على الاستجابة والتأهب لحالات الكوارث والطواريء والصدمات الجديدة من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة المطلوبة. وسط هذه الظروف، نشطت ولاء في خدمة النازحين ورسم البسمة على وجوه الأطفال في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة وفي ومخيمات النزوح في الأماكن التي نزحت إليها هي وعائلتها. يواجه النازحون ظروفاً كارثية وقد نزح العديد منهم عدة مرات لإيجاد مكان آمن . تستضيف رفح الآن 1.9 مليون نازح داخليًا، حيث تعتبر مدينة رفح المخيم الأكثر كثافة سكانية على وجه الأرض مع بنية تحتية غير مناسبة ومليئة بمئات الخيام التي تظهر كل يوم، مع عدم وجود أي مساحة خالية تقريبًا وخطر انتشار المجاعة وخاصة في شمال قطاع غزة بسبب محدودية المساعدات الانسانية وتدمير البنية التحتية للنظم الغذائية لسكان قطاع غزة التي تشمل قطاع الصيد والأراضي الزراعية.
تعمل ولاء طوال الوقت لتقديم يد المساعدة للنازحين. ونظمت حملات لجمع التبرعات لشراء المواد الغذائية والملابس ومستلزمات الشتاء لتوزيعها على النازحين. تبدأ ولاء يومها بالذهاب إلى الملاجئ لتقييم احتياجات النازحين وتحاول جمع الأموال لمساعدتهم من خلال نشاطها المجتمعي لتأمين التبرعات وشراء بعض المواد الأساسية لهم. كما أنها تنظم أنشطة ترفيهية مختلفة للأطفال للتخفيف من تأثير الحرب على صحتهم وظروفهم النفسية. تعمل ولاء أيضًا كمثقفة طبية مع بعض البعثات الطبية العاملة في غزة.
تظهر ولاء قوة لا مثيل لها في الاستجابة للكارثة الإنسانية التي يعاني منها شعبها وبلدها على الرغم من الألم الذي لا يمكن تصوره، والخسارة، والقصف المتواصل، والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء. إن إصرار ولاء ومعنوياتها الثابتة سوف تلهم العالم.
تقول ولاء: “لقد تغيرت حياتي منذ بداية الحرب مثل مئات الآلاف من الأشخاص في غزة. لقد تم تهجيرنا عدة مرات. لقد نزحنا من الشمال إلى الجنوب بحثاً عن ملجأ وإيجاد مكان آمن. لقد فقدت منزلي وأصدقائي وعملي وكل شيء. نمر بظروف كارثية في كل شيء، لكن هذه الظروف تحفزني على الاستمرار في العمل التطوعي ومبادراتي لدعم شعبي ورسم البسمة على وجوه أطفالنا وكبار السن بكل الوسائل الممكنة. ومن المهم أن نساعد وندعم بعضنا البعض وأن نجد الأمل وسط هذا الظلام والصمت والتواطؤ العربي والدولي، لأن الناس في غزة الذين لا يقتلون بالقصف سيموتون بالجوع والبرد والخوف" .
تدعم مؤسسة آكشن إيد فلسطين الشباب الفلسطيني من خلال المنتدى العالمي للتدريب وهي شبكة آكشن للنشاط الذي يقوده الشباب، والتي من خلالها ندعم الحركات وشبكات الشباب والمنظمات والأفراد الذين يعززون دور الشباب في التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي التقدمي في جميع أنحاء العالم. عندما يتعلق الأمر بالأزمات الإنسانية، فإن بصمتنا الإنسانية لها أهمية قصوى في تحديد ركائز طريقة عمل مؤسسة آكشن إيد في الاستجابة الإنسانية التي تقوم على حق مساءلة السكان والفئات المتضررة للجهات المسؤولة وقيادة النساء والشباب للعمل الانساني.
تسعى مؤسسة آكشن إيد لدعم عمل الشباب بالتعاون مع شركائنا، والتأكيد على أهمية الاعتراف بضرورة إعطاء الشباب الفلسطيني فرصة تولي الأدوار القيادية وضرورة ضمان إمكانية وصولهم وتأثيرهم في عمليات صنع القرار، وخاصة تلك التي تؤثر عليهم بشكل مباشر. باختصار، العمل من أجل الشباب، مع الشباب.
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين
هاتف: 00972022213137
خلوي:009720595242890
البريد الإلكتروني Riham.Jafari@actionaid.org