بقلم جنى جهاد: جيلنا سيحرر فلسطين ويعمل على إنهاء الإحتلال

بقلم جنى جهاد

جنى جهاد (15 عاما) هي طالبة فلسطينية صحفية ناشطة، لا يعرف الكثير من سكان العالم عما يشعر به الأطفال الفلسطينيون،من إنعدام الأمان داخل بيوتنا وكيف نعيش كل يوم بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

ترعرت في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة.  عندما كنت في السابعة من عمري، بدأت بعمل أفلام على جهاز الهاتف الخاص بأمي عن حياتنا ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

أحاول من خلال تلك الفيديوهات، إظهار طبيعية وكيفية حياتنا ، أحاول إظهار الإقتحامات الليلية والإستيقاظ  على الساعة 3 فجرا على صوت القنابل المسيلة للدموع وصوت تفجير القنابل بالقرب من نوافذ المنزل وصوت إقتحام القوات الإسرائيلية لمنزلك، وأحيانا كنت أستيقظ وأجد جندي إسرائيلي في غرفتي يقوم بتكسير ألعابي ببندقيته مشهرا سلاحه على رأسي.   

يجتمع قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واجتماعات مجلس حقوق الانسان في جنيف هذا الأسبوع . هذه فرصة كبيرة للمجتمع الدولي لإنهاء صمته إزاء الإنتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين. إسرائيل تنتهك حقوقنا وتخترق القانون الدولي دون عقاب .

يتم إنتهاك حرياتنا وحقوقنا الأساسية بما في ذلك حقنا بالحياة. نناضل كثيرا للتغلب على مشاعر الحزن والضغط والوحدة والخوف الناجمة عن الإستخدام المفرط للقوة ضدنا وإستهداف عائلاتنا ومدارسنا وبيوتنا. يسيطر الخوف على أصدقائي في غزة من أن يتم إستهدافهم بالقنابل والقصف الإسرائيلي كل يوم.

تم قتل إبن خالي محمد منير التميمي خلال آخر يوم من أيام العيد هذا العام. باشر الجنود الإسرائيليون إطلاق النار على كل شخص كانوا يرونه أثناء إقتحامهم  لقريتنا. عندما خرج محمد للشارع للبحث عن أخيه، تم إطلاق الرصاص الحي عليه في معدته وهو في السابعة عشرة من عمره.

 ننعى أصدقائنا وأقربائنا الذين فقدناهم. لكن يجب ان نبقى أقوياء لأن الرصاصة التي لا تقتلنا، هي التي تمدنا بالأمل وتزيد من إصرارنا على مقاومة هذا الإحتلال.

دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تواصل إعتقال وإحتجاز ومحاكمة الأطفال في نظام المحاكم العسكرية .

إبنة خالي عهد التميمي كان عمرها لايتجاوز16 عاما عندما تم إعتقالها لمدة ثمانية أشهر في السجن الإسرائيلي.  تم سجنها مع الأطفال والنساء. البعض يتم إعتقاله بإعتقال إداري الذي يعني إعتقال الشخص دون محاكمة رسمية ودون تهمة ويتم إعتقاله أحيانا لعدد من السنوات.

يواجه الأطفال الفلسطينيون الذين يتم إعتقالهم في السجون الإسرائيلية أزمة نفسية كبيرة بسبب تجربة الإعتقال، حتى بعد إطلاق سراحهم، وكثير منهم لا يستطيع الإستمتاع بطفولتهم.

 عندما كنت في 12 من عمري، تم توقيفي أثناء عودتي من الأردن وتم التحقيق معي لمدة 3 ساعات متواصلة من قبل القوات الإسرائيلية، حيث لم يكن والدي معي ولم يكن معي محامي.  هذا التحقيق غير قانوني بموجب القانون الدولي، لكنهم لا يعيرون أي إهتمام لذلك.  

بعد هذه الحادثة، قررت تسجيل نفسي كصحفية. ومباشرة بعد ذلك، أصبحت أصغر صحفية تحمل بطاقة الصحافة بالعالم . الحصول على الاعتماد قد يمنحني بعض الحماية، لكن، بالتأكيد يتم اعتقال الصحفيين وجرحهم وحتى قتلهم في فلسطين المحتلة.

 سأتكلم اليوم كشاهدة  في جلسة الإستماع العامة  التي تنظمها مؤسسة أكشن إيد الدولية ومؤسسة الحق للحديث عن إنتهاكات الحقوق وانتهاكات القانون الدولي التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيين. الصحفية جيفارا البديري، مراسلة قناة الجزيرة باللغة العربية، التي تم إعتقالها بشكل عنيف في القدس الشرقية المحتلة خلال شهر حزيران، ستتحدث عن الاعتداءات على حرية الصحافة. أما الشهود الآخرين سيقدمون شهادات حول التهجير القسري العرقي للعائلات في الشيخ جراح.

في هذه الأثناء تتوفر لدى الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان فرصة للتعاون بشكل كامل مع لجنة تقصي الحقائق في إنتهاكات القانون الدولي الإنساني حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. هذا التحقيق تأخر طويلا. لا يمكن للمجتمع الدولي مواصلة غض بصره عن معاناة الفلسطينيين.

نحن نتطلع إلى مستقبل حيث يكون فيه الأطفال الفلسطينيين آمنين ومحميين في مدارسهم، ومستقبل يخلو من المضايقات والانتهاكات والعنف والاعتقال التعسفي والهجمات من قبل الجنود الإسرائيليين والمستوطنين غير الشرعيين.

على  الرغم من كل هذه  الصعوبات التي نتعرض لها، لدينا أمل بالمستقبل . نحن جيل التغير والجيل الذي أتمنى أن يحرر فلسطين. سنجعل العالم مكان أفضل، مكان لا يكون فيه إحتلال أو إستعمار ، مكان يتساوى فيه الجميع ومكان يستطيع الفلسطينيون ممارسة حياتهم  بحرية وكرامة. لا نستطيع القيام بذلك لوحدنا، على المجتمع  الدولي أن يتوقف عن صمته والوقوف بجانبنا في نضالنا ضد الإضطهاد.