Skip to main content

مؤسسة آكشن إيد-فلسطين تعقد ورشة عمل تشاورية حول سبل تحسين وصول الشباب الفلسطيني للصحة النفسية

ActionAid logo

 

 

الأرض الفلسطينية  المحتلة – عقدت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين ومجموعة العمل الإنساني الشبابية - فلسطين بالشراكة مع شبكة وطن الإعلامية، ورشة عمل تشاورية الكترونية بعنوان "  سبل تحسين وصول الشباب الفلسطيني لخدمات الصحة النفسية"، عبر منصة "زوم"، شارك بها شباب وشابات وعاملون في الصحة النفسية من الضفة الغربية وقطاع غزة.

هدفت هذه الورشة لنقاش نتائج دراسة أجرتها الباحثة ريهام عودة ودعمتها مؤسسة آكشن إيد -فلسطين بالتعاون مع مجموعة العمل الإنساني الشبابية -فلسطين حول تقييم إحتياجات الشباب الفلسطيني من عمر 18-35 عاما  لخدمات الحماية والصحة النفسية في الضفة الغربية وقطاع غزة وتقييم الفجوات في تقديم الخدمات النفسية وخدمات الدعم وآليات التكيّف.وذلك للخروج بإقتراحات وخطوات عملية لتحسين وصول الشباب لخدمات الحماية وكذلك لإستعمال هذه التوصيات من قبل الشباب الفلسطيني من خلال حملاتهم وأنشطتهم الرقمية لمطالبة المؤسسات المحلية والدولية والجهات ذات العلاقة وصناع القرارلتحسين وزيادة تقديم وإيصال خدمات الصحة النفسية لهم. 

 إفتتح الورشة المدير العام لمؤسسة آكشن إيد-فلسطين جميل سوالمة، بالترحيب بالحضور، مؤكدا : "إن أهداف الورشة هي بلورة سياسات عملية، والخروج بتوصيات يتم ترجمتها الى خطوات عملية لتعزيز صمود الشباب وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.  إن حماية الصحة النفسية للشباب هي مسؤولية جماعية، وأن إشراكهم هو أساس لبناء نظام أكثر عدالة وشمولية. كما أن الإستثمار في الصحة النفسية للشباب هو استثمار لصمود المجتمع كله، وتلبية احتياجتهم النفسية خطوة جوهرية لحماية حقوقهم وصناعة مستقبل أكثر استقرارا".

تولى الدكتور.عامر فروانة وهو خبير في مجال الصحة النفسية مسؤولية تيسيير الورشة ، الذي أكد على أهمية الدراسة والورشة للخروج بتوصيات وإقتراحات عملية لتعزيز الصحة النفسية للشباب الفلسطيني الذي مر بظروف صعبة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

عرضت الورشة نتائج الدراسة  التي بينت  هيمنة شعور واسع النطاق بانعدام الأمان بين الشباب المستطلعة آرائهم في قطاع غزة والضفة الغربية، بسبب حالة  الحرب المستمرة والهشاشات الخاصة بالنوع الاجتماعي. ففي قطاع غزة، يشعر 89.7% من الذكور و83% من الإناث بعدم الأمان بشكل دائم، حيث يُعد الضغط النفسي والقيود على الحركة أبرز مصادر القلق، ويتفاقمان بفعل الغارات الجوية، والنزوح القسري، وتفكك النسيج المجتمعي. أما في الضفة الغربية، فتُعد القيود على الحركة والضيق النفسي من القضايا الرئيسية، بسبب الحواجز واعتداءات المستوطنين والاقتحامات العسكرية.

كما يزيد الانهيار الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة من حدة هذه الآثار، حيث يُبلّغ الذكور والإناث في كلتا المنطقتين عن صدمات نفسية عميقة وفقدان الإحساس بالقدرة والسيطرة على حياتهم. تسهم أشكال العنف الرقمي، بما في ذلك التحرش الإلكتروني القائم على النوع الاجتماعي، في تقييد حرية التعبير بشكل إضافي. وتؤكد هذه النتائج الحاجة الملحّة إلى تدخلات تراعي الفروق الجندرية لمعالجة قضايا الصحة النفسية والحماية وانعدام الأمن الاقتصادي.

عرضت الورشة مدى ونسبة وصول الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة الى خدمات الحماية حسب الشباب المستطلعة آرائهم إلى أن 54.8% من الشابات و34.5% من الشبان تمكنوا من الوصول إلى خدمات الدعم النفسي الاجتماعي (مثل الإرشاد وجلسات الدعم الجماعي) أو خدمات الحماية خلال عام 2024. في الضفة الغربية، أفادت 18.5% من الشابات و20.6% من الشبان بالوصول إلى خدمات الدعم النفسي الاجتماعي أو الحماية خلال الفترة نفسها.

كما أشارت الدراسة أنه على الرغم من وجود مؤسسات تقدّم خدمات الصحة النفسية والحماية للشباب في قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن الدراسة كشفت عن فجوات كبيرة في مستوى الوعي لدى الشباب. ففي قطاع غزة، أفادت 52.4% من المشاركات الإناث و72.4% من المشاركين الذكور بعدم علمهم بوجود خدمات مثل الإرشاد النفسي، أو المساحات الآمنة، أو المساعدة القانونية المتاحة في مناطقهم. وبالمثل، في الضفة الغربية، أفادت 72% من المشاركات الإناث و73.5% من المشاركين الذكور بغياب الوعي بهذه الخدمات.

أوضحت الدراسة التحديات التي تعيق ووصول الشباب الى خدمات الحماية والصحة النفسية في الضفة الغربية وقطاع غزة التي ترتبط بالحرب في قطاع غزة والتصعيد العسكري الإسرائيلي  في الضفة الغربية وقيود الحركة وبعوامل لوجستية وجغرافية وإجتماعية وثقافية .  شملت التحديات التركيز على  أولويات البقاء  خلال الحرب على قطاع  متل إحضار الماء والطعام والقيود الجغرافية وحرية الحركة في ظل القصف وتدمير الطرق . أظهرت الدراسة أيضا ضعف الوعي والثقة بخدمات الدعم النفسي من قبل الشباب والخلط بين الدعم النفسي والدعم النفسي-الطبي (الطب النفسي)، وضعف فهم فوائد خدمات الصحة النفسية. أكدت الدراسة على أن  الوصمة الاجتماعية بالصحة النفسية  لا تزال قائمة، حيث يُنظر إلى طلب المساعدة النفسية على أنه علامة ضعف أو “جنون”، ما يؤثر على فرص الزواج والعمل، والمخاوف من خرق السرية .أشارت الدراسة إلى وجود تحديات بنيوية ومؤسسية ناجمة عن تدمير مراكز الصحة النفسية، ونقص الأدوية النفسية بسبب الحصار ، وهجرة الكوادر المتخصصة في قطاع غزة، في حين أشارت الدراسة إلى  نقص الموارد وقلة الأخصائيين النفسيين المتخصصين وغياب برامج موجهة للشباب تعالج قضايا معقدة  مثل العنف والبطالة والاغتراب في الضفة الغربية .  أبرزت الدراسة تأثير قيود الحركة في الضفة الغربية ووجود مراكز خدمات الصحة النفسية في المناطق الحضرية وحرمان المجتمعات الريفية والمهمشة منها في إعاقة وصول الشباب الى الصحة النفسية. بينت الدراسة أيضا أن التحديات الفردية والنفسية أعاقت حصول الشباب على الصحة النفسية من خلال إنتشار حالات كبت المشاعر والإنكار والعزلة، إلى جانب آليات تكيّف غير صحية مثل السلوكيات المؤذية للذات.

تضمنت الورشة مداخلات قصيرة من شباب وشابات من الضفة الغربية وقطاع غزة تحدثوا عن تجاربهم ، ومتخصصين عاملين في مجال الصحة النفسية والمؤسسات الشبابية سلطوا الضوء على ضرورة تطوير وتحسين وصول الشباب خدمات الدعم النفسي من خلالها على الخطوات والاقتراحات التي يجب تبنيها لتعزيز وصول الشباب الى الصحة النفسية.

قدمت الشابة أسيل صافي من قطاع غزة مداخلتها حول موضوع الصحة النفسية للشباب: "  إن مشاعر الشباب في القطاع مختلطة بعد عامين من الحرب والكابوس. لا بد من إعداد برامج دعم الصحة النفسية لكل القطاعات وخاصة الشباب، لان الجميع لا يزال يعاني من تداعيات الحرب من نزوح وفقر وتجويع. نحن محتاجون جدا لبرامج صحة نفسية تدعم الشباب المشبعين بالحزن والفقد والنزوح".

ركزت مداخلة الشاب محaمود عبد الهادي من جنين حول تأثير حواجز الاحتلال والإغلاقات والاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية على نفسية الشباب وشعورهم بعدم الأمان والقلق والضغط النفسي المستمر قائلا: " إن من أهم التحديات التي تحول دون وصول الشباب إلى خدمات الدعم النفسي، هي غياب مراكز الصحة النفسية في المناطق المهمشة، والنظرة المجتمعية السلبية تجاه من يتلقون خدمات الدعم النفسي، إلى جانب الخوف من إفشاء أسرار متلقي خدمة الدعم النفسي. نطالب ببناء شبكة شبابية للصحة النفسية شريكة للمؤسسات مقدمة الخدمة".

تطرق عضو في مجموعة العمل الانساني في فلسطين محمود سمار إلى نوعية خدمات الدعم النفسي التي تقدمها المؤسسات والتي تكون عبارة عن جلسة واحدة أو جلسات تفريغ نفسي وليست دعم حقيقي. قائلا: "نحن بحاجة لدعم نفسي متخصص وبرامج دعم نفسي جادة متعددة المستويات ومتابعة مستمرة".

أشارت عضو مجموعة العمل الانساني في فلسطين رند صايج ، إلى أن الشباب الفلسطيني في الضفة وغزة يعيشون حالة اغتراب، بالتالي لا يستطيعون العيش بسلام داخلي، لذلك يجب التدخل حتى يشعر الشباب انهم فاعلون في المجتمع".

طالبت سماح كساب من مؤسسة آكشن إيد- فلسطين، بضرورة  دمج وتعزيز مشاركة الشباب والمؤسسات المحلية في تحديد والأولويات والاحتياجات في برامج الصحة النفسية التي تقدمها المؤسسات الدولية.

أكد الشاب يوسف عاشورعلى ضرورة إشراك الشباب في القرارات الخاصة بالصحة النفسية، وتدريب الكوادر المحلية في تقديم الدعم النفسي الأولي، وتطوير قدراتهم.

شددت مدير حالة في مركز حياة أماني بارود على ضرورة البدء بالصحة النفسية من داخل الأسرة والمنزل خاصة أن الجميع يعاني من أزمات نفسية بسبب الحرب وتداعياتها.

ودعا سفيان بركات من مركز واصل لتنمية الشباب، إلى ضرورة البحث عن وسائل جديدة من خلال التكنولوجيا لدفع الشباب للمشاركة في خدمات الدعم النفسي.

خرجت الورشة بتوصيات عديدة منها إدماج الصحة النفسية للشباب ضمن السياسات والبرامج الأساسية للمنظمات، وعدم حصرها في أنشطة مؤقتة أو استجابات طارئة فقط. تمحورت التوصيات أيضا على ضرورة تعزيز مشاركة الشباب الفاعلة في تصميم وتنفيذ وتقييم البرامج النفسية والاجتماعية، باعتبارهم شركاء حقيقيين في تحديد احتياجتهم وأولوياتهم و ضرورة إنشاء شبكة شبابية للصحة النفسية. شملت التوصيات أيضا على توسيع برامج التوعية بالصحة النفسية الموجهة للشباب، باستخدام أساليب تفاعلية ولغة قريبة منهم، مع التركيز على تقليل الوصمة المرتبطة بطلب الدعم النفسي.

أكد المشاركون أيضا على أهمية بناء قدرات الكوادر العاملة مع الشباب من خلال تدريبها على مبادئ الدعم النفسي الاجتماعي، والإسعاف النفسية الأولي، ونهج التدخل القائم على الصدمة، وتوفير مساحات آمنة وصديقة للشباب تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم ومشاركة تجاربهم، سواء داخل المؤسسات أو في المجتمع المحلي، وضرورة استهداف الجامعات والمدارس بجلسات تفريغ نفسي، كما يجب على المؤسسات تأسيس فرق طوارئ نفسية متخصصة، تستهدف الشباب في أماكن تواجده.  تم التأكيد على أهمية تعزيز آليات الإحالة والدعم المتخصص لضمان وصول الشباب الذين يعانون من ضغوط نفسية شديدة الى خدمات نفسية متخصصة، وربط الصحة النفسية بالتمكين المجتمعي والاقتصادي للشباب من خلال برامج تعزيز الشعور بالانتماء، والقدرة على التأثير والمشاركة المجتمعية الفعالة، وتعزيز الشراكات والتنسيق بين المنظمات المحلية والدولية والمؤسسات الرسمية لضمان تكامل الجهود وعدم ازدواجية التدخلات، وتطوير أنظمة متابعة وتقييم تأخذ بيعن الاعتبار المؤشرات النفسية والاجتماعية وليس فقط المؤشرات الكمية لقياس الأثر الحقيقي للبرامج على الشباب والاستمرار في عقد ورش وجلسات دورية مع الشباب لمتابعة أوضاعهم النفسية وتحديث التدخلات بما يتناسب مع التغيرات في السياق والاحتياجات.

كان هنالك توصيات تتعلق بضرورة تحسين إستغلال وسائل التواصل والإعلام من قبل المؤسسات التي تقدم الصحة النفسية للشباب لإبلاغ الشباب عن توفر تلك الخدمات وتشجيعهم على طلبها. 

 

نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

منظمة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والإستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت منظمة آكشن إيد عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد في فلسطين عدة برامج من خلال إنخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث نسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم \هن المدنية والسياسية الفاعلى لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الإحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات يرجى التواصل على البريد الإلكتروني مع 

مسؤولة التواصل والمناصرة  في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين رهام جعفري 

Riham.Jafari@actionaid.org