Skip to main content

منظمة آكشن إيد الدولية : ذكرى النكبة 76 تتزامن مع تهجير ونزوح مئات الآلاف الفلسطينين من رفح

صورة للنازحين من رفح بعد بدء العملية البرية في رفح خلال التصعيد العسكري ضد قطاع غزة لعام 2023 \2024

 

الأراضي الفلسطينية المحتلة - تتزامن الذكرى ال 76  للنكبة مع تهجير الفلسطينيين من منازلهم بمعدلات غير مسبوقة ، حيث أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح إلى فرار مئات الآلاف من الأشخاص من المدينة. يصادف 15 آيار من كل عام ذكرى النكبة، حيث تم تهجيرما يزيد على  750 ألف فلسطيني من وطنهم في عام 1948. تعرض الفلسطينيون لموجات متكررة من التهجير والتشريد واللجوء على مدى عقود بعد النكبة، و يواجه الفلسطينيون اليوم التهجير بمعدلات غير مسبوقة. 

 كان معظم سكان قطاع غزة من اللاجئين حتى قبل 7 تشرين الأول، حيث كان يسكنها 80% من اللاجئين و أحفادهم الذين تم  تهجيرهم من قراهم وبيوتهم خلال النكبة عام 1948 ، وفقًا لمنظمة هيومن رايتس ووتش. هنالك أكثر من سبعة ملايين لاجيء فلسطيني نتيجة للنكبة، في جميع أنحاء دول العالم،  بما في ذلك الأردن وسوريا ولبنان - والعديد منهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي تم تشريدهم منها، وهو حق لهم تبعا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3236  ، الذي يدعو الى حق الفلسطينيين، غير القابل للتصرف، في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي شردوا واقتلعوا منها.

نزح أكثر من 75% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم منذ 7 تشرين الأول واضطر معظم السكان الى النزوح عدة مرات وسط ظروف خطيرة للغاية مع عدم وجود أمل في العثور على أي مكان آمن للعيش فيه.

يواجه سكان قطاع غزة اليوم  موجة جديدة من النزوح الجماعي في القطاع بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لأجزاء من رفح، التي يسكنها أكثر من مليون شخص. وقد نزح ما يقدر بنحو 450,000 شخص من المدينة بالفعل، وفقًا للأونروا، ومع ذلك لا يوجد مكان آمن يذهبون إليه، كما لا تتوفر المساحة أو الموارد أو البنية تحتية لاستيعابهم. 

زينات، أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 30 عاماً، من بينهم طفل حديث الولادة تمت ولادته قبل أيام قليلة من 7 تشرين الأول، نزحت زينات من رفح مع عائلتها بعد أن تلقت منشورات تطالبهم بالإخلاء. وقالت لـمنظمة آكشن إيد : "جئت إلى دير البلح أملا في إيجاد أرض يمكننا  الإقامة عليها . لكن كلما ذهبنا إلى مكان ما، نجد أن الناس قد حجزوا الأرض بالفعل. وصل زوجي إلى الشاطئ للبحث عن مكان للإقامة، ولكن لم يبقى مكان. هناك الكثير من النازحين. وكما قلت لأخي بأن نزوح وهروب الناس اليوم شبيه بيوم القيامة. وكأنك في سوق، أو في مظاهرة، الناس غير طبيعيين.  كنا في خيمة في ظل الحر والحشرات. وجدت حشرة كبيرة تزحف على ابني ليلاً... عندما رأيت  ابني بهذا الشكل انزعجت وبدأت في البكاء. الحياة صعبة علينا، ونحن كأمهات متعبات. الحمامات مشتركة. إذا وصل المرض إلى المخيم، يصاب جميع الأطفال. إذا سعل شخص ما، يبدأ جميع الأطفال بالسعال. الحفاضات والحليب غير متوفرين."

هبة، أم تبلغ من العمر 38 عامًا من بيت حانون، كانت تحتمي في رفح في مخيم على الحدود مع مصر قبل أن تهرب إلى دير البلح. ووصفت في رسالة بالفيديو رحلتها المرعبة خارج المدينة:” بالأمس، تعرضت منطقتنا للقصف. وتم توزيع المنشورات، وحتى الجانب المصري سحب جنوده. وطلبوا منا أيضًا مغادرة المنطقة لأنها أصبحت خطيرة. أثناء فرارنا، بدأ القصف مستهدفًا مسجدًا يقع بالقرب من المكان. دمرت المنطقة بأكملها، وقتل الناس. وتناثرت بقايا الناس. كنا محظوظين بالفرار عندما فعلنا ذلك. لقد كنا خائفين أثناء رحلتنا بالحافلة إلى هنا. كان القصف مستمرًا أثناء تحركنا، حتى المسجد الموجود في السوق تم قصفه. هل يمكنك أن تتخيل عدد الأشخاص الذين كانوا هناك؟ بدا الأمر وكأنه يوم القيامة، حيث فر الناس خوفًا وتناثرت الجثث في كل مكان. لقد هاجموا المسجد. كنا نتضرع الى الله بالدعاء طوال الطريق  أن ينجينا هنا. كان الأمر مخيفًا جدًا". 

نزح يوسف من رفح إلى دير البلح عبر خانيونس في رحلة صعبة برفقة والدته  من ذوي الاحتياجات الخاصة.  تحدث يوسف في رسالة فيديو لمنظمة آكشن إيد الدولية : " كانت الرحلة تعذيباً؛ كل سيارة تطلبها لنقلك إلى خان يونس تتقاضى من 700 -800 شيكل أو 1000 شيكل. وصلنا الى هنا من خلال عربة مقابل 500 شيكل لأن والدتي مشلولة  لا تقوى على الحركة . أردنا بناء خيمة وكان ينقصنا أغطية الخيم الشمعية وهي أغطية باهظة الثمن... يصل سعرغطاء الخيم من الشمع  250 شيكل، كما أن سعر كل قطعة من الخشب وصل 60 شيكلا ولا نملك هذا المبلغ، لذلك لم نتمكن من إقامة خيمتنا بعد، إننا ننتظر. هذه هي حياتنا، لا يوجد حتى بطانية. الوضع سيء للغاية. لقد عانينا كثيرًا".
 ارتفع عدد الفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم منذ 7 تشرين الأول في الضفة الغربية أيضًا، حيث تم تهجير  حوالي 4000 فلسطيني في عام 2023 - وهو أعلى رقم يتم تسجيله على الإطلاق في عام واحد، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بسبب عنف المستوطنين الإسرائيليين وقيود الحركة وعمليات الهدم على يد القوات الإسرائيلية.

تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد فلسطين، رهام جعفري : " لقد فر ما يقرب من نصف مليون شخص من رفح خلال أيام ووصلوا إلى ما يسمى بالمناطق الإنسانية، ليجدوا أنه لا يوجد مكان لهم ،ولا يستطيعون الحصول على الضروريات الأساسية، بسبب اكتظاظ المناطق ونقص الموارد، وهذا الوضع يسبب إنتشار الأمراض وتفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل إلى حد كبير. تتم معاملة الفلسطينيون كأنهم قطع في لعبة الشطرنج، حيث تحرمهم عمليات النزوح المتكررة من أي قدر ضئيل من الاستقرار واليقين. لابد من وقف العملية البرية في رفح لوقف المزيد من النزوح القسري. تحتاج غزة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن - لقد حان الوقت لوضع حد للقتل وتزويد الناس بالإغاثة الإنسانية الذين هم بأمس الحاجة إليها."
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية 

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي إتحاد عالمي تعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 من دول العالم الأكثر فقرا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية وعالم خال من الفقر والإضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الإجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي وإستئصال الفقر. باشرت مؤسسة أكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ايمانا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة أكشن إيد فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء حيث تسعى الى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم\هن المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم\هن والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع إنتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة الى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى. 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال ب:

رهام جعفري

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة أكشن إيد-فلسطين في فلسطين

الجوال:009720595242890

البريد الإلكتروني  Riham.Jafari@actionaid.org