Skip to main content

الحرب على غزة: معاناة النساء النفسية الصامتة

هديل البع - مديرة إدارة الحالة في جمعية العودة الصحية والمجتمعية

الأراضي الفلسطينية المحتلة – قطاع غزة – لا تزال آثار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت ما يزيد على 15 شهرًا منذ بدايتها في شهر تشرين الأول لعام 2023، تلقي بظلالها الثقيلة على النساء الغزيات. وتتعمق هذه الآثار مع إعلان وقف إطلاق النار الهش في كانون الثاني لعام 2025. فاقمت الحرب التحديات التي تواجهها النساء، وأثرت على حياتهن اليومية ورفاهيتهن النفسية والاجتماعية، مما يستدعي الكثير من تدخلات الدعم النفسي والاجتماعي للتخفيف من هذه الآثار.

هديل البع، مديرة إدارة الحالة في جمعية العودة الصحية والمجتمعية، الشريكة لمؤسسة أكشن إيد فلسطين، تتحدث عن التأثير العميق للحرب على النساء في غزة. تعمل جمعية العودة على تمكين المجتمع في مجال الرعاية الصحية وتعزيز مفهوم الرعاية الصحية الشاملة من خلال تنمية القدرات، وتقديم الرعاية الصحية الأولية والثالثية، إضافة إلى تعزيز الثقافة الصحية، وبرامج التواصل والمناصرة في مجال الصحة المجتمعية.

معاناة النساء النفسية الصامتة

توضح هديل المعاناة النفسية التي خلفتها الحرب على النساء: "أثرت الحرب بشكل كبير على رفاهية المرأة، حيث أدت إلى زيادة العنف المبني على النوع الاجتماعي، وأصبحنا نواجه مخاطر متزايدة، مع ارتفاع في حالات الإساءات النفسية والاضطرابات النفسية. إلى جانب ذلك، انتشرت المشاكل الاجتماعية داخل العائلات، مما انعكس سلبًا علينا. كما أننا نعاني من آثار نفسية وصدمات نتيجة التعرض المستمر للتوتر والقلق والفقدان الشديد. والأصعب من ذلك، أن الكثير من النساء أصبحن يعتمدن على المساعدات الإغاثية في ظل عدم تلبية احتياجاتنا الأساسية أثناء الحرب على قطاع غزة.

كانت الحرب ذات تأثير كبير على صحتنا النفسية كنساء، حيث تعرضنا لصدمات بسبب الفقدان والنزوح والتشرد، بالإضافة إلى غياب الأمن والأمان. كما تعرضنا بشكل كبير للإساءات من قبل أفراد الأسرة. العديد من النساء كنّ بحاجة إلى تدخل نفسي، سواء من خلال برامج التدخل النفسي المكثفة التي تقدمها جمعيتنا، أم من خلال مؤسسات أخرى.

ازدياد العنف المبني على النوع الاجتماعي

ساعدت الحرب على ازدياد وانتشار العنف المبني على النوع الاجتماعي، حيث يزداد العنف الممارس ضد النساء بأشكاله المختلفة. تقول هديل:
"خلال الحرب على قطاع غزة، ارتفعت معدلات العنف المبني على النوع الاجتماعي بشكل كبير. وكانت الإساءات النفسية والعنف الجنسي من أكثر أشكال العنف انتشارًا، مما جعلنا نحن النساء الأكثر عرضة لهذه الانتهاكات في تلك الفترة."

فقدان الأمان والخصوصية

فقدت نساء غزة الأمان والخصوصية بسبب النزوح وتدمير البيوت والعيش في مخيمات النزوح داخل الخيام الهشة. تتحدث هديل عن التحديات الكبيرة التي تواجهها النساء في ظل الحرب، خاصة فيما يتعلق بالأمان النفسي والمادي. وتوضح كيف أن فقدان الخصوصية وسوء المعاملة يزيدان من صعوبة ظروف النساء، قائلة:
"من أكبر التحديات التي نواجهها كنساء هو غياب الأماكن الآمنة نتيجة الخسائر والدمار الشامل، بالإضافة إلى فقدان الخصوصية. كما أن سوء المعاملة في مراكز الإيواء يزيد من معاناتنا، خاصة النساء اللواتي ينزحن إلى هذه المراكز."

احتياجات النساء للدعم النفسي والاجتماعي والتمكين الاقتصادي

تحتاج النساء في قطاع غزة إلى الكثير من تدخلات الدعم النفسي والاجتماعي والتمكين الاقتصادي بعد أشهر الحرب المدمرة، لمساعدتهن على مواجهة الواقع الصعب وتعزيز ثقتهن بأنفسهن بعد الحرب التي فقدن فيها كل مقومات الحياة. تتحدث هديل قائلة:
"ما يعزز ثقتنا بأنفسنا كنساء هو توفير الأمان والاستقرار النفسي، حيث نحتاج إلى بيئة آمنة تساعدنا على التعافي والعيش بكرامة.

الدعم الذي نحتاجه كنساء خلال فترة الحرب أو بعدها يشمل توفير مساحات آمنة لتمكيننا من تطوير مهاراتنا. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم برامج مهنية تسهم في تطوير خبراتنا في مجالات مثل التطريز والطبخ. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري توفير برامج للتمكين الاقتصادي، التي تمنحنا الفرصة لتحسين أوضاعنا الاقتصادية وتعويض ما فقدناه خلال فترة الحرب على قطاع غزة.

كما يجب توفير مساحات آمنة لتخفيف الضغط النفسي الذي نواجهه، من خلال تنظيم جلسات تفريغ انفعالي وجلسات دعم نفسي. هذه الأنشطة تساعدنا على التخفيف من التوتر والضغوط النفسية التي تؤثر على حياتنا."

 نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية

مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.

باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

رهام جعفري 

مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين 

خلوي: +972 595242890

البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org