مؤسسة آكشن إيد فلسطين تعمل على تمكين الشباب في دعم صمود المزارعين في غزة

قطاع غزة – ضياء أبو عصر ، شاب ناشط متفاني من غزة، يوظف طاقته وشغفه لدعم مجتمعه وسط الأزمات. يلعب ضياء دورًا فعالًا في تمكين القيادات الشبابية للاستجابة للاحتياجات الملحة، خاصة في القطاع الزراعي، أثناء حالة الطوارئ المستمرة في غزة من خلال مراكز الشباب التي تدعمها منظمة أكشن إيد فلسطين وشريكها المحلي مركز معا التنموي،.
لا يزال ضياء ملتزمًا بمساندة المزارعين الفلسطينيين على الرغم من تحديات الحياة في قطاع غزة بسبب الحصار غير القانوني الجوي والبري والبحري المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاما وبسبب الحروب المتكررة، بما فيها الحرب المدمرة المستمرة منذ 2023،. لقد تركت هذه الحرب أثرًا عميقًا على الشباب، بمن فيهم ضياء نفسه.
يتحدث ضياء عن واقع الشباب الفلسطيني في قطاع غزة: " عندما ننظر إلى واقع الشباب اليوم، ندرك أنهم لم يكونوا جزءًا من عملية صنع القرار من قبل، بل أصبحت القرارات اليوم محصورة بيد فرد أو اثنين على الأكثر. لقد تلاشت الكثير من أحلام وطموحات الشباب، صغيرها وكبيرها، وتراجَع لديهم الشعور بالمسؤولية. ونتيجة لذلك، بات الكثير من الشباب يفكرون اليوم في الهجرة، ببساطة لأنهم فقدوا أحلامهم. أقل ما يمكننا فعله هو مساعدتهم على الحلم مجددًا، لكي يتمكنوا من المساهمة مرة أخرى في خدمة بلدهم ومجتمعهم".
ورغم كل هذه التحديات، يتمسك ضياء بالأمل، مؤكدًا على الدور المهم للشباب في تعزيز صمود مجتمعهم. ويقول: «يشكّل الشباب 47% من سكان قطاع غزة، مما يعني أنهم يتمتعون بقدرة كبيرة على التأثير وصنع التغيير. وبحكم أعدادهم الكبيرة، فإن المبادرات التي يقودونها يمكن أن تحدث أثرًا عميقًا وواسعًا. كما يتميز الشباب بقدرتهم على فهم المشكلات، والعمل على حلها، والقيام بدور محوري كحلقة وصل بين المجتمع وصنّاع القرار. بل إن قدرة الشباب على التأثير على صنع السياسات بحد ذاتها تعدّ مؤشراً على إمكاناتهم على الانخراط بفعالية وكفاءة في معالجة القضايا المحورية".
يعاني المزارعون في غزة، الذين يعدّون من الفئات الأكثر تضررًا من الحرب، تحديات هائلة. وفقًا لآخر تقييم جغرافي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، تبيّن أن ما يزيد على 80% من إجمالي الأراضي الزراعية في غزة تضررت، بينما أصبح 77.8% منها غير قابل للوصول من قبل المزارعين.
يسلط ضياء الضوء على معاناة المزارعين وتدمير القطاع الزراعي في غزة:" المزارعون في غزة يتعرضون للاستهداف المباشر من قبل الجرافات الإسرائيلية التي تدمر الأراضي الزراعية، بينما يتم تدمير البنية التحتية الزراعية بشكل كامل. أدى الحصار إلى منع دخول المواد والمعدات، مما أجبر المزارعين على استخدام أدوات خطرة وغير آمنة. كما أقيمت العديد من مراكز الإيواء على أراضٍ زراعية بسبب عدم توفر المساحات الكافية. تعطّلت خطوط المياه، وتعرّض جزء منها للتلوث، كما توقفت مصادر الطاقة الكهربائية الضرورية للإنتاج الزراعي. وفي الوقت الحالي، تظل التدخلات من المؤسسات التي تستهدف القطاع الزراعي محدودة، حيث تقدم بعض المؤسسات، من بينها مؤسسة آكشن إيد فلسطين ، تدخلات مهمة، ولكن حجم الاحتياج يبقى كبيرًا".
ولمواجهة هذه التحديات، عمل ضياء وفريقه على إنشاء وتوفير خلايا شمسية، أي توفير مصدر للطاقة الشمسية، كفرصة لإنقاذ القطاع الزراعي. عمل الفريق على تحديد المشكلات بعناية من أجل تقديم الدعم لأكبر عدد ممكن من المزارعين وتغطية أكبر مساحة زراعية، مما ساهم في عدة محاور، من بينها تخفيف الأعباء على المزارعين وتمكينهم من الحصول على المياه بأسعار أقل. كذلك أدى هذا التدخل إلى تعزيز قدرات الإنتاج الزراعي، وضمان توفير المياه لمراكز إيواء النازحين، وزيادة عدد المزارعين المستفيدين، وضمان توفير المحاصيل والخضراوات رغم الحصار وإغلاق المعابر.
وشدد ضياء على ضرورة دعم القطاع الزراعي قائلًا: "يشكّل القطاع الزراعي مصدر الدخل الأساسي للعائلات في قطاع غزة، كما يعد شريانًا اقتصاديًا حيويًا للمجتمع والسوق المحلي. وفي ظل استمرار الحرب والحصار، تزداد الحاجة الملحّة إلى تأمين الغذاء من داخل القطاع. لذلك، من المهم أن تتضافر جهود جميع الأطراف لدعم وتمكين التدخلات الزراعية، وضمان قدرة القطاع على الصمود وتنمية قدراته على تحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل. فهذا سيساهم بشكل مباشر في تخفيف معاناة السكان، وتقليل خطر حدوث مجاعة، وتعزيز الأمن الغذائي على مستوى القطاع بأكمله."
ودعا ضياء إلى ضرورة إشراك الشباب على نحو أكبر قائلًا: " يؤمن الشباب في غزة بقدرتهم على التأثير والتغيير، ويدركون أهمية توظيف طاقتهم لتعزيز جودة وفعالية التدخلات الزراعية. كما يسعون إلى لعب دور محوري في عملية صنع القرار ضمن هذا القطاع الحيوي، وضمان أن يتمتع الشباب بصوت مؤثر ومساهمة حقيقية في تعزيز قدرته على النمو والصمود".
وختم قائلًا: " من خلال مراكز الشباب، قمنا بتطوير مهاراتنا في الاستجابة للطوارئ، وتنفيذ التقييمات التشاركية، وإدارة المشاريع. هذه المراكز تساهم كذلك في تطوير قدرات الشباب، وتشجيع الحلول الابتكارية التي يقودها المتطوعون للتعامل مع التحديات البيئية والزراعية. كما تساهم هذه المبادرة في تزويد الشباب بالتدريبات على القيادة، والمناصرة، وإدارة المشاريع، مما يساعد على تعزيز الابتكار وتنمية روح المثابرة لديهم، وتمكين جيل جديد من قيادة جهود التغيير، ودعم العمل من أجل تعزيز الأمن الغذائي والمناخي في غزة".
نبذة عن مؤسسة آكشن إيد الدولية
مؤسسة آكشن إيد الدولية هي اتحاد عالمي يعمل مع ما يزيد على 41 مليون شخص يعيشون في أكثر من 72 دولة من الدول الأكثر فقرًا. نسعى لرؤية عالم يتسم بالعدالة والاستدامة، حيث يتمتع كل فرد بالحق في الحياة الكريمة والحرية، وعالم خالٍ من الفقر والاضطهاد. نعمل لتحقيق العدالة الاجتماعية ومساواة النوع الاجتماعي واستئصال الفقر.
باشرت مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عملها في فلسطين في عام 2007 لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني إيمانًا في حقه بالتمتع بالحرية والعدالة وحق تقرير المصير. تنفذ مؤسسة آكشن إيد-فلسطين عدة برامج من خلال انخراطها مع المجتمع الفلسطيني والمجموعات الشبابية والنساء، حيث تسعى إلى تمكين النساء والشباب وتعزيز مشاركتهم المدنية والسياسية الفاعلة لفهم حقوقهم والاضطلاع بالنشاط الجماعي للتعامل مع انتهاكات الحقوق الناجمة عن الاحتلال طويل الأمد، إضافة إلى تحسين قدرتهم القيادية وممارسة مواطنتهم في مساءلة السلطات والجهات المسؤولة الأخرى.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
رهام جعفري
مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد-فلسطين
البريد الإلكتروني: Riham.Jafari@actionaid.org